خبير: مجلس النواب قد يرفض الحكومة الجديدة إذا لم تحصد ثقة أغلبية الأعضاء    أخبار الاقتصاد اليوم: ارتفاع أسعار البيض والفراخ البيضاء تواصل الانخفاض.. وموعد صرف مرتبات شهر يونيو 2024    أشرف أبوالنصر: نشكر حكومة مدبولى لما قدمته فى ظل أزمات كبيرة    مجموعة السبع تعلن دعم مقترح بايدن الشامل بشأن وقف إطلاق النار فى غزة    أخبار الرياضة اليوم: كاف يعلن مواعيد مباريات دوري أبطال أفريقيا والكونفيدرالية.. والإصابة تمنع أحمد فتوح من استكمال معسكر منتخب مصر    وديا، تعادل سلبي بين ألمانيا وأوكرانيا في الشوط الأول    249 درجة، محافظ بورسعيد يعتمد تنسيق القبول بالصف الأول الثانوى العام    بايدن: نعمل مع مصر وقطر لضمان تنفيذ وقف إطلاق النار في غزة بالكامل    جميل عفيفي يقدم أهم الملفات المطروحة على طاولة الحكومة الجديدة    خالد النبوي محارب وريم مصطفى فقيرة.. طرح بوسترات «أهل الكهف» قبل عرضه بالسينمات    أنشطة ثقافية صيفية بقصور الثقافة في شمال سيناء    وزارة الصحة توضح الفئات المستهدفة من مبادرة إنهاء قوائم انتظار الجراحات    رئيس مياه القناة يتفقد محطات محافظة السويس    في انتظار إجازة عيد الأضحى: اللحظة المنتظرة للراحة والاستمتاع    وزارة التضامن سنوات من الإنجازات وبرامج لحماية الأسر الأولى بالرعاية.. صرف دعم تكافل وكرامة ل22 مليون مواطن وزيادة الحد الأدنى للمعاش.. وعلاج مرضى الإدمان مجانا وفقا للمعايير الدولية    القومي للمرأة بدمياط ينظم دورة مجانية لتعليم التطريز بغرزة النفاش    موراتا يلمح لمغادرة أتلتيكو مدريد    مصر تتقدم بملف استضافة السوبر الأفريقي بين الأهلي والزمالك    "كاف" يستعرض تفاصيل بطولتى دورى الأبطال والكونفدرالية بالنظام الجديد    جين من BTS يحتفل بالذكرى ال 11 لتأسيس الفرقة    نانسى عجرم تحيي حفلا غنائيا في تركيا    متى تبدأ تكبيرات عيد الأضحى وصيغتها    ما هي الأضحية في اللغة والشرع.. «الإفتاء» توضح    أحمد دياب يكشف موقفه من رئاسة رابطة الأندية في الموسم الجديد    مليار و713 مليون جنيه، تكلفة علاج 290 ألف مواطن على نفقة الدولة    5.150 مليار جنيه أرباحًا تقديرية للنقل البحري والبري    حقيقة زيادة المصروفات الدراسية 100%.. رئيس جمعية أصحاب المدارس الخاصة يرد (فيديو)    عقد النسخة الرابعة من منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين يومي 2 و3 يوليو المقبل    هيدي كرم تحتفل بعيد ميلاد والدها.. كيف تغيرت ملامح نجلها؟ (فيديو)    تعديلات مواعيد القطارات الجديدة بدءا من السبت المقبل    أربعة وفيات على الأقل جراء الفيضانات في جنوب ألمانيا    الإمارات: دعم الشركات الصناعية الصغيرة والمتوسطة وتقديم مزايا تنافسية لتشجيع التصنيع المحلي    رودري: علينا الاقتداء بكروس.. وريال مدريد الأفضل في العالم    تقديم الخدمة الطبية ل 652 مواطنا خلال قوافل جامعة قناة السويس بقرية "جلبانة"    رئيس الوزراء يتابع عدداً من ملفات عمل صندوق مصر السيادي    وزير الصناعة: 16.9% زيادة في حجم التبادل التجاري بين مصر والمجر العام الماضي    مصدر ليلا كورة: إقالة ريمون هاك رئيس لجنة الانضباط في كاف.. وتعيين سنغالي بدلاً منه    قبل عقد قرانه على جميلة عوض.. 9 معلومات عن المونتير أحمد حافظ    عضو "الفتوى الإلكترونية" ل قناة الناس: هذا وقت استجابة الدعاء يوم عرفة    وظائف متاحة للمعلمين في المدارس المصرية اليابانية.. رابط التقديم    جولة لرئيس جامعة القاهرة للاطمئنان على سير الامتحانات وأعمال الكنترولات    وزير الأوقاف يوصي حجاج بيت الله بكثرة الدعاء لمصر    رئيس جامعة العريش يناقش الخطط التنفيذية والإجرائية لتطوير تصنيف الجامعة    البابا تواضروس يستقبل السفير التركي    قائد القوات الجوية يلتقى قائد القوات الجوية والدفاع الجوى لوزارة دفاع صربيا    8 وجبات تساعد الطلاب علي التركيز في امتحانات الثانوية العامة    الرئاسة الأوكرانية: 107 دول ومنظمات دولية تشارك في قمة السلام المرتقبة بسويسرا    مثلها الأعلى مجدي يعقوب.. «نورهان» الأولى على الإعدادية ببني سويف: «نفسي أدخل الطب»    موسكو تهدد واشنطن بعواقب الأضرار التي لحقت بنظام الإنذار المبكر    التحفظ على مدير حملة أحمد طنطاوي لتنفيذ حكم حبسه في تزوير توكيلات انتخابات الرئاسة    الحكومة تتقدم باستقالتها.. والرئيس السيسي يكلف مدبولي بتشكيل جديد    تحرير 94 محضر إنتاج خبز غير مطابق للمواصفات بالمنوفية    رئيس بعثة الحج الرسمية: الحالة الصحية العامة للحجاج المصريين جيدة.. ولا أمراض وبائية    دعاء لأمي المتوفية في عيد الأضحى.. «اللهم انزلها منزلا مباركا»    الكشف وتوفير العلاج ل 1600 حالة في قافلة للصحة بقرية النويرة ببني سويف    وزير الخارجية: الحرب في غزة لها تداعيات على حرية الملاحة بالبحر الأحمر وأضرار على الوضع الاقتصادي    الجيش الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أرض-أرض تم إطلاقه من منطقة البحر الأحمر    35 جنيها للمادة.. ما رسوم التظلم على نتيجة الشهادة الإعدادية بالجيزة؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



برلين - جنيف.. لا بد من مصر أولاً !
نشر في روزاليوسف الأسبوعية يوم 26 - 01 - 2020

بهدوء ملائكى، نجحت حكمة الرئيس «عبد الفتاح السيسى» في حقن الدم الليبى.. وعززت من قوة الدولة المصرية، كقوة مؤثرة و«حامية» لحقائق الدولة، والجيش والإنسان والأرض الليبية.. في وقت تحاول فيه مشاغبات «الولد التركى» إحداث شرخ واحتلال «أرض الحرية» ورمال ما زالت حارة، رافضة لأى استعمار أجنبى.. فكيف لها أن تتقبل الاستعمار العثمانى الطورانى، وفي جوارها من لا يقبل الضيم، ومن يحمى الجار، ويسند دولته وسيادته الوطنية.
.. تقترب - كذلك - المسألة الليبية من جولة سياسية دولية أخرى تُعقد أوائل الشهر المقبل فى «جنيف» وما بين (برلين/ جنيف)، نؤكد برؤية تحليلية أن السفر إلى سويسرا، لابد (له) من مصر أولا!

1 - كيف ذلك؟

انفراد الرئيس السيسى مع كبار الرؤساء والزعماء الذين شاركوا فى مؤتمر برلين، وضع العالم - كما الحال عربيًا وإسلاميًا وإفريقيًا - بكل التحذيرات المصرية من غرائبية، وهوس ودموية الرئيس التركى المختال بالخلافة العثمانية الموهومة.. ونجحت الدبلوماسية المصرية وتعزيزاتها للقوة العسكرية والأمنية.. وخصوصًا القوة البحرية والقواعد العسرية الجوية والبحرية، وهدوء الرئيس فى معركة حماية الحدود الغربية وشمال البلاد من أى مغبة للأعداء، مثلما إصرار الجيش على تأييد قوة مصر. .. وخلال انعقاد مؤتمر برلين جرى الحديث مطولا عن أسرار مبعوث الأمم المتحدة الهرم غسان سلامة، الذى رسم ما بات يعرف ب لجنة (5 + 5) الليبية العسكرية (...) مرددًا إن الأسماء فى جعبته ولن تعلن إلا فى مؤتمر جنيف!.. وفى هذا الشأن رددت مصادر أممية إن مجلس الأمن والمنظمة الدولية لم تكشف بعد عن طبيعة الأسماء التى يقول سلامة إنه تلقاها من طرفى النزاع: المارق «فايز السراج»، وقائد الجيش الليبى الوطنى «خليفة حفتر».

2 - قوة مصر فى حماية كيانها وكيان جوارها
مؤتمر برلين، ينسحب بكل وثائقه إلى جنيف.. ومصر تركن إلى قوتها، ولن تسمع لأى قوة تركية أو غيرها بتجاوز ثوابث الدولة المصرية ومشروعها العربى الإفريقى الإنسانى بعد 9 سنوات على ثورة الإنسان المصرى، الذى زرع الأمل فى 25 يناير.. والذى أعلى من قوة البلاد؛ ذلك أن قوة مصر فى حماية كيانها وكيان جوارها.. والملفت أن مواقف مصر (الرئيس والشعب والجيش) تحظى بالتقدير، فقد أكدت مؤسسة «World Report»، و صحيفة «يو إس نيوز» الأمريكية أن مصر تتبؤ المركز 25 فى تصنيف تأثير الدولة على الساحة العالمية، وقوتها السياسية والعسكرية والثقافية.. جاء ذلك من خلال استبيان شمل 21 ألف شخص عن آرائهم فى 80 دولة حول العالم. أما عن ترتيب دول عربية أخرى، فقد حلت الإمارات فى المركز ال 11، فهى واحدة من أكثر بلدان الخليج ليبرالية، كما تقدمت مصر 4 مراكز عن العام الماضى، لتحل فى المرتبة ال 25، ووصفتها الصحيفة بأنها تملك واحدة من أقدم وأكبر الحضارات فى العالم، وجعلها موقعها مركزا ثقافيا وتجاريا. لهذا فإن القوة الأممية تفرض قوة الدولة والشعب وتعزز من محبة الرئيس فى ظل مواقفة الجبارة من الأزمة الليبية وضرورة حماية ليبيا ومصر أولا.. وهذا ما يجعلنا نشير إلى اعترفات المبعوث الأممى غسان سلامة أن «هناك عدداً كبيراً من غير الليبيين الذين يقاتلون فى الجبهات الليبية.. ويقول: هناك مقاتلون من أكثر من 10 دول، آخرهم كان وصول عدد من المقاتلين السوريين»، لكن ذلك لا يبرر أى شىء. ولا شك فى أن الوضع الليبى شهد مزيداً من التعقيد، خاصة بعد زيادة التدخل العسكرى المباشر لكل من روسيا الطامحة لدور حيوى وتركيا الغاصبة بروحها العثمانية القذرة، ودعمهما جهتين متعارضتين، إضافة إلى الأدوار السياسية والدبلوماسية لكل من فرنسا وإيطاليا والولايات المتحدة ومصر والإمارات العربية المتحدة والأردن.. كل ذلك حذرت منه مصر؛ لأنها من حقها- أولا- حماية الغرب المصرى (حماية قومية ووطنية) من مخاوف واقعية تغزو مع العسكر المرتزقة الاتراك والعصابات والتنظيمات المتطرفة التى جرى أعدادها لغزو الحدود الليبية مع دول جوارها.

3 - لجنة (5 + 5)
علينا أن نعرف أسرار احجية غسان سلامة وتأكيداته أن «الأطراف الدولية ضغطت على حفتر والسراج لتقديم لائحة أسماء لتشكيل لجنة (5+5) التى ستسير فى الملف الأمنى والعسكرى، ومن أهم أعمالها تحويل الهدنة إلى وقف حقيقى لإطلاق النار، ونزع السلاح، وتفكيك الميليشيات، وتنفيذ حظر السلاح، وتوحيد المؤسسات الأمنية والعسكرية». .. وكما نجحت مصر والإمارات والأردن والولايات المتحدة فى المسار السياسى، والدبلوماسى بين موسكو وبرلين وصولا الى جنيف القادم (...) يرى المبعوث الأممى أنه أعد خطته التى تقوم، بحسب مصادر خاصة ل«روزاليوسف» على «انتداب 40 شخصا يذهبون إلى جنيف للتباحث فى المواضيع العالقة، مثل الانتخابات الرئاسية والمدنية ومسودة الدستور وشكل الحكومة المقبلة»، وإعمار ليبيا. يصطدم سلامة بما فى التصريحات الأوروبية بشأن إرسال قوات أممية إلى ليبيا، موقنا أن ليس هناك “استعداد لدى الليبيين (...) لقبول قوات أجنبية وليس هناك استعداد لدى مجلس الأمن لإرسال قوات». .. ول«روز اليوسف» تقول المصادر ان الولايات المتحدة ومجلس الأمن وبتوافق مع جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامى والاتحاد الإفريقى وحلف الناتو ووارسو، هناك خطة دولية تعتمد على تمويلات مالية ولوجستية كبرى تدعم عبر توافق أوروبى أميركى روسى لوضع قرار «ملزم» لقوة دولية تنقل القبعات الزرق الى جميع حدود التوتر والنزاع فى ليبيا لحماية الكيان الليبى ومنع التهجير والاقتتال ومراقبة حركات التطرف والإرهاب التى تخترق الحدود وتدعمها تركيا تحديدا. برغم أن الشركاء الأوروبيون يعيدون النقاش حول مهمة «صوفيا» لحراسة الحدود البحرية فى المتوسط.

4 - بعد مؤتمر برلين.. وقبيل جنيف
عربيا وإسلاميا وإفريقيا، ترى الاوساط السياسية والعسكرية والامنية أهمية اتفاق الأطراف المتنازعة فى ليبيا على لجنة عسكرية مشتركة للتفاوض حول الهدنة، لأن اللجنة الدولية المشكلة حديثا لإجراءات المتابعة، التى تختص بمواصلة تنسيق العملية المبدوءة فى برلين، ستجتمع، بحسب مصادر ل«روزاليوسف»، للمرة الأولى فى منتصف شباط/ فبراير المقبل فى العاصمة الألمانية أيضا، مشيرا إلى أنه من المرجح تولى «ألمانيا» بالاشتراك مع مهمة الأمم المتحدة بشأن ليبيا قيادة الاجتماع. فى برلين برزت 16 دولة ومنظمة على تعزيز الجهود الدولية الرامية إلى مراقبة الحظر الأممى لتوريد أسلحة لليبيا المفروض منذ عام 2011، ووقف تقديم الدعم العسكرى «المشبوه - تحديدا من تركيا والقتلة المأجورين - لأطراف الصراع ووسط جدل حول مدى أهمية إطلاق مهمة عسكرية أوروبية - وهناك مطالب بدخول قوات عسكرية عربية تساندها - لمراقبة أى وقف لإطلاق النار، وهى خطة كلف بها وزير خارجية الاتحاد الأوروبى جوزيب بوريل على صياغة اقتراحات أكثر تفصيلا للوزراء قبل اجتماعهم المقبل فى 17 شباط/فبراير؛ لتعرض فى جنيف المعضلة ان مؤتمر برلين لم يخرج باتفاق سياسى بين الفريقين المتحاربين فى ليبيا، حكومة الوفاق الوطنى برئاسة فايز السراج، وقائد الجيش الوطنى خليفة حفتر، إلا أن أهمية هذا المؤتمر- بعد فشل موسكو- تكمن فى تعهد أطراف خارجية لها اطماعها السياسية والعسكرية والاقتصادية مثل تركيا وروسيا بوقف التدخل فى النزاع، وهى التحذيرات العربية والإسلامية والدولية التى اطلقتها مصر منذ بداية الأزمة؟

5 - أنطونيو غوتيريش.. والخوف من حرب أهلية
يبدو تحذير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من حرب أهلية واسعة النطاق ومؤسفة بليبيا فى ما أبرزته كلمته التى ألقاها بمؤتمر برلين لافتا إلى أنه يجب التوقف عن خرق قرار مجلس الأمن الذى يحظر توريد السلاح إلى ليبيا. غوتيريش من جهته، يتفق مع وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو فى تغريدة على موقع تويتر، قال فيها إنه «حان الوقت ليحدد الليبيون بأنفسهم مستقبلا خاليا من العنف الذى يغذيه متدخلون خارجيون». وعبر بومبيو- خلال لقاء مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولى الإماراتى عبد الله بن زايد- عن الحاجة لإنهاء جميع التدخلات الأجنبية فى ليبيا.

6 - روسيا: عملية السلام الليبية صعبة
ما يثير الجدل على مشارف رحلة الأطراف إلى جنيف، ما نقل عن كبير علماء معهد الاستشراق الروسى الاتحادى فيتالى نعومكين ،الذى لايرى أن «عدم نجاح المفاوضات بشأن ليبيا فى مؤتمر موسكو»، ومجرد حضور حفتر وسراج يعد تقدما إلى الأمام . المهم أن الرؤية الاستشراقية ل«نعومكين» تبرئ احترافية حفتر من مسؤولية تعطيل المفاوضات، التى جرت بالواسطة بين الفريقين، بل لا يعتبر تصرف حفتر تعطيلاً بالأساس، لأن عملية السلام الليبية صعبة، والليبيون يقتلون بعضهم منذ سنوات (...) ولا يعنى أن مجرد مجيئهم إلى موسكو وتوقيعهم على اتفاقية هدنة ، بأن كل شىء قد تمت تسويته. وحمل نعومكين السراج تبعيات ميوله الانشقاقية وأنه: كان المبادر للفشل، ولا يريد أن يجلس مع حفتر على الطاولة عينها، المستشرق الأمنى الروسى يلفت إلى: أن مستقبل ليبيا وخريطة طريق التسوية الليبية تبقى من مهمات مؤتمر وطنى ليبى عام، تتبعه انتخابات عامة.

7 - ماذا تريد روما؟
محاولات إيطاليا رقمنة الأثر التاريخى لاستعمارها بهدف وضع «روما»محطة للتأثير فى مجريات الصراع، فقبل ايام من برلين رفض السراج المضى قدماً فى زيارة إلى روما للقاء رئيس الوزراء الإيطالى، جوزيبى كونتى، بعد علمه بترتيبات لاستقبال القائد حفتر. فهل انتهت انتهت محاولات روما للتنسيق السياسى والاقتصادى والأمنى مع مع مصر واليونان وقبرص ولبنان اضافة الى دولة الاحتلال إسرائيل للوصول إلى موقف موحد بشأن الحال اليبى والموقف الموحد من غاز المتوسط، إلى الفشل. أما سعى رئيس المجلس الأوروبى، تشارلز ميتشيل، للدفع بموقف أوروبى موحد، و ملء الفراغ الذى خلفه الانسحاب الجزئى للولايات المتحدة من المنطقة. فقد تأخر إلا أن زيارته للقاهرة، يوم الأحد الماضى، بدت متأخرة - هى الأخرى - جداً على خلفية تسارع الأحداث.والصعود الخطير المفاجئ لتأثير كل من روسيا وتركيا فى جنوب المتوسط إلى هذا الحد. إضافة الى صرخة ملك الأردن قبيل زيارته إلى أوروبا وحواره مع البرلمان الأوروبى محددا المخاطر من بقاء الوضع فى ليبيا على ما عليه.وقد أثارت التصريحات التى أدلى بها الملك عبدالله الثانى بشأن التدخل التركى فى ليبيا وإرسال مرتزقة سوريين إلى هناك، فضلا عن ابتزاز أنقرة للاتحاد الأوروبى بورقة اللاجئين، سيلا من التساؤلات حول طبيعة العلاقات بين الطرفين وهل هناك استدارة جديدة للدبلوماسية الأردنية فى علاقة بسياستها الخارجية. وقال العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى قبيل جولة أوروبية ما تزال مستمرة إن «إرسال تركيا قوات إلى ليبيا سيخلق المزيد من الارتباك»، مشيرا إلى أن ذهاب عدة آلاف من المقاتلين الأجانب من إدلب إلى ليبيا أمر خطير وعلى الجميع فى المنطقة العربية والأوروبية مواجهته. واعتبر الملك عبدالله أن المقاتلين الأجانب المغادرين من سوريا إلى ليبيا من أكبر التهديدات التى سيعيش على وقعها العالم فى عام 2020، مشددًا على أن دول المنطقة لا تريد دولة فاشلة فى ليبيا. وأرسلت تركيا الآلاف من الإرهابيين والمرتزقة الذين يقاتلون فى سوريا إلى ليبيا على أمل ترجيح كفة الصراع لصالح الجماعات الإسلامية التى تتجه لفقدان أبرز معاقلها وهى العاصمة طرابلس، أمام تقدم الجيش الليبى. ويقارب الأردن الملف الليبى من زاوية أقرب إلى الرؤية المصرية وسبق وأن قام قائد الجيش الليبى المشير خليفة حفتر بزيارات إلى عمّان، وهذا أيضا يجعل من التعاطى الأردنى مع الأزمة على النقيض من تركيا.

8 - أهم نتائج مؤتمر برلين
أولا: تقسيم عملية تسوية الأزمة إلى عدد من ال”محاور” على غرار التسوية السورية، ويضع آلية دولية لتنفيذ مضمونها. ثانيا: «وقف إطلاق النار من جانب جميع الأطراف المعنية»، والذى يجب أن يؤدى على المدى الطويل إلى «وقف شامل لجميع الأعمال العدائية، بما فى ذلك العمليات التى تنطوى على استخدام الطائرات فوق أراضى ليبيا»، على أن تتولى الأمم المتحدة مراقبة سير تنفيذ الهدنة. ثالثا: على جميع الأطراف، تأكيد انفصالها عن أى جماعات إرهابية مدرجة على قائمة الأمم المتحدة. والدعوة إلى تطبيق القرارات ذات الصلة بحظر السفر، والتجميد الفورى للأموال وغير ذلك من الأصول المالية، أو الموارد الاقتصادية للأفراد المصنفين إرهابيين، والكيانات المصنفة إرهابية. حظر توريد الأسلحة رابعا: يتعهد المشاركون فى المؤتمر بالامتثال الكامل وغير المشروط لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بحظر الأسلحة، ودعوة الأطراف الفاعلة كافة إلى التوقف عن القيام بأى أنشطة تؤدى إلى تأجيج الصراع. خامسا: يناشد المشاركون مجلس الأمن فرض عقوبات على الدول التى تنتهك حظر الأسلحة واتفاق وقف إطلاق النار، وذلك بحسب ما هو منشور على موقع «دويتشه فيلله». العملية السياسية سادسا: يدعو البيان إلى تشكيل حكومة موحدة ومجلس رئاسى فى ليبيا، حيث تقول الوثيقة: «ندعم الاتفاق السياسى الليبى كأساس قابل للحياة للتوصل إلى حل سياسى فى ليبيا. كما ندعو لإنشاء مجلس رئاسى فاعل وتشكيل حكومة ليبية واحدة موحدة وشاملة وفعالة، يصادق عليها مجلس النواب». سابعا: على جميع أطراف النزاع إلى استعادة العملية السياسية تحت رعاية بعثة الأمم المتحدة للدعم فى ليبيا (UNSMIL) والمشاركة فيها بشكل بناء لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية حرة ومستقلة. ثامنا: مطالبة مجلس الأمن والاتحاد الإفريقى والاتحاد الأوروبى وجامعة الدول العربية اتخاذ إجراءات ضد الجهات التى تعرقل العملية السياسية، ويؤكد أهمية الدور الذى تلعبه دول الجوار فى ضمان الاستقرار فى ليبيا. تاسعا: إصلاح قطاع الأمن فى ليبيا: «ندعو إلى استعادة احتكار الدولة للاستخدام القانونى للقوة». عاشرا: دعم إنشاء القوات المسلحة الليبية الموحدة وقوات الأمن الوطنى والشرطة، الخاضعة للسلطات المدنية المركزية، بناء على المحادثات التى عقدت فى القاهرة والوثائق ومخرجاتها.
9 - الجانب الاقتصادى
احترام وحماية سلامة ووحدة والحكم القانونى لجميع المؤسسات السيادية الليبية، خاصة البنك المركزى الليبى وهيئة الاستثمار الليبية والشركة الوطنية للبترول وهيئة المراجعة المالية.. وأن الشركة الوطنية للبترول تعتبر الشركة الوطنية الليبية الوحيدة والشرعية فى ليبيا، مع رفض أى محاولة لتدمير البنية التحتية النفطية الليبية، وأى استغلال غير مشروع لموارد الطاقة بالبلاد والتى تنتمى للشعب الليبى، وإنشاء آلية إعادة إعمار لليبيا تدعم التنمية وإعادة البناء فى جميع المناطق تحت رعاية حكومة ليبية واحدة وموحدة وشاملة وفاعلة تمارس سلطتها على جميع الأراضى الليبية، لتنمية المناطق الزراعية والصناعية والبحار التى تضررت بشدة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.