هؤلاء الذين تراهم على القمة لم يهبطوا إليها فجأة من السماء.. ولم يصعدوا إليها وأيديهم فى جيوبهم.. بل نحتوا ممرًا لهم فى الجبال.. خاضوا معارك صعبة وعاشوا لحظات قاسية من التعب والفشل والانكسار أحيانًا.. لكنهم لم يقفوا طويلاً فى تلك المحطات ولم ييأسوا أو يفقدوا الحماس لحظة.. رغبتهم فى الصعود إلى القمة كانت دائمًا أكبر وأقوى من خوفهم من السقوط.. نفوسهم متشبعة بأفكار النجاح وأسبابه.. لديهم حلم ورؤية حول أهدافهم.. يفكرون بشكل إيجابى حتى فى أحلك الظروف.. يتعلمون من أخطائهم ويطورون أنفسهم ويبحثون دائما عن الحلول لا عن الأعذار.. بذلوا الجهد والكفاح والعرق ليصنعوا التاريخ فى عام 2019.. وينتظرهم المجد فى 2020. موسم استثنائى عاش الفرعون المصرى محمد صلاح نجم منتخب مصر ولاعب ليفربول الإنجليزى بداية مثالية عام 2019 بعدما توج بجائزة أفضل لاعب إفريقى للعام الثانى على التوالي، فى حفل أقيم يوم 9 يناير، فى العاصمة السنغالية «داكار»، ليستكمل صلاح مسيرة تألقه الكبيرة، حيث يتواجد سادسًا بين أفضل لاعبى العالم فى استفتاء صحيفة ماركا الإسبانية التى أجرته فى مطلع يناير من نفس العام.. ثم طار «مو» إلى الإمارات ليتسلم جائزة محمد بن راشد للإبداع الرياضى، وعند هبوطه إلى مطار ليفربول تم اختيار واحد من أهدافه فى شهر ديسمبر مع ليفربول كأفضل هدف فى الدورى الإنجليزى.. كما تسلم جائزة لاعب شهر ديسمبر فى ليفربول، مكتفيًا بهذا الحد فى الشهر الأول من العام. وحملت مباراة كريستال بالاس تسجيله للهدف رقم 50 فى تاريخ مشاركاته بالدورى الإنجليزى، ليحصل على جائزة لاعب الشهر فى الدورى الإنجليزى عن شهر يناير للمرة الثانية على التوالى.. وتوج صلاح كأفضل لاعب فى الدورى الإنجليزى عن شهر أبريل، وهى المرة الثالثة خلال أربعة أشهر فقط، كما أنهى موسمه بالدورى هدافًا للبطولة بالتساوى مع ساديو مانى وبيير إيميريك أوباميانج مع اختيار هدفه فى شباك تشيلسى كأفضل هدف لليفربول خلال الموسم كاملًا. وأصبح محمد صلاح أول لاعب مصرى يتوج بطلًا لدورى أبطال أوروبا وثانى لاعب عربى، بعد التفوق على توتنهام فى النهائى الذى شهد تسجيله لأحد هدفى فريقه.. وحقق محمد صلاح مع ليفربول كأس السوبر الأوروبى بعد التفوق على تشيلسى، فى المباراة التى أقيمت بتركيا. وتوج محمد صلاح بجائزة أفضل لاعب فى شهر أغسطس كأولى جوائزه المحلية فى الموسم الجديد، أعلن بعدها بأيام الاتحاد الدولى عن تواجد صلاح فى المركز الرابع بجائزة «ذا بيست» خلف الثلاثى ليونيل ميسى، فيرجل فان دايك وكريستيانو رونالدو، وأعلنت مجلة فرانس فوتبول الفرنسية عن تواجده خامسًا بجائزة «بالون دور» للأفضل فى العالم. وقاد محمد صلاح ليفربول للفوز بكأس العالم للأندية 2019 فى قطر، وهى البطولة التى شهدت تتويجه أيضًا بجائزة أفضل لاعب بها.. وتم الإعلان مؤخرًا عن القائمة النهائية للمرشحين لأفضل لاعب عن عام 2019، حيث شهدت تواجده رفقة ساديو مانى ورياض محرز فى حفل يقام فى مدينة الغردقة المصرية، والذى ستكون نتيجته هى أول بنود حصاد اللاعب المصرى فى عام 2020، كما أن صلاح أعلن ترحيبه باللعب مع المنتخب الأوليمبى فى أوليمبياد طوكيو 2020 وهى نفس الرغبة التى أبداها شوقى غريب المدير الفنى للمنتخب الأوليمبى بما يعنى أن هذا العام سيشهد وجود صلاح فى الأوليمبياد، وفى نفس الوقت سيكون قريبًا من تحقيق بطولة الدورى الإنجليزى حيث إن فريقه «ليفربول» هو متصدر البطولة وبفارق كبير عن أقرب منافسيه حتى الآن. أبطال الأوليمبى شباب منتخب مصر الأوليمبى تحت 23 سنة كانوا اللحن الأجمل فى كرة القدم المصرية عام 2019.. بذلوا الجهد والعرق وكسبوا احترام وثقة الجماهير ونجحوا فيما فشل فيه الكبار. المنتخب الأوليمبى تمكن من تحقيق 5 انتصارات متتالية على منتخبات من العيار الثقيل هى: مالى وغانا والكاميرون ثم تفوقه فى نصف النهائى على جنوب إفريقيا وفى النهائى على كوت ديفوار لينجح تحت قيادة شوقى غريب فى تحقيق بطولة أمم إفريقيا والتأهل لأولمبياد طوكيو المقرر إقامتها فى 2020. لوحة الشرف لم يكن منتخب مصر الأوليمبى لكرة القدم هو المتأهل فقط لأوليمبياد طوكيو 2020، بل إن لوحة شرف المتأهلين تضم 30 لاعبا ولاعبة حجزوا مقاعد بالأوليمبياد حتى الآن بالإضافة إلى 6 منتخبات، لا ننتظر منهم جميعًا مجرد شرف التمثيل والتواجد، بل ميداليات ذهبية ورفع علم مصر العظيم فوق منصات التتتويج. وبجوار منتخب كرة القدم للشباب تحت 23 سنة تأهل منتخب الطاولة سيدات فى منافسات الفرق من خلال دورة الألعاب الإفريقية، ومنتخب الطاولة رجال فى منافسات الفرق من خلال دورة الألعاب الافريقية، ومنتخب السباحة التوقيعية ويضم 8 لاعبين، من خلال احتلال افضل تصنيف افريقى ببطولة العالم، ومنتخب الفروسية بعد الفوز فى تصفيات أفريقيا المؤهلة، والزوجى المختلط للقوس والسهم. القطب الأوحد بعد أن سيطر «القطبين» على الألقاب المحلية عام 2019 حيث توج المارد الأحمر بلقب الدورى والسوبر المحلى وفاز الزمالك ببطولة كأس مصر، يبدو أننا سنعيش عصر القطب الأوحد للكرة المصرية فى العام الجديد 2020، خاصة بعد أن تسلم السويسرى رينيه فايلر مقعد الإدارة الفنية للأهلى فى 31 أغسطس الماضى، وقطار الأهلى لا يتوقف، لعب الأهلى 13 مباراة تحت قيادة فايلر بمختلف البطولات، «8 مباريات بالدورى- مباراة السوبر- 3 بدورى الأبطال- مباراة بالكأس» حقق الفوز فى 12، لم يتعادل وخسر فى واحدة بشق الأنفس أمام النجم الساحلى فى دور المجموعات لدورى أبطال إفريقيا. تحت الأضواء ثلاث لعبات أخرى خطفت الأضواء فى مصر خلال 2019، وينتظرها المجد فى 2020، أولها كرة اليد بعد الفوز ببطولة العالم تحت 19 عاما بمقدونيا فى أغسطس لتكسر مصر احتكار الفرق الأوروبية للقب البطولة، كما حققت مصر أول لقب عالمى فى كرة اليد منذ الفوز ببطولة العالم للشباب 1993 التى استضافتها على أرضها. وجاء تتويج مصر فى بطولة العالم للناشئين بعد أن نالت فى يوليو برونزية بطولة العالم تحت 21 عاما لتعزز سمعتها كواحدة من أبرز القوى فى كرة اليد، وهى لعبة يهيمن عليها الأوروبيون فى المعتاد. كما واصل المصريون هيمنتهم على الألقاب العالمية فى الاسكواش، وأحرز طارق مؤمن لقب بطولة العالم مؤخرًا ليصبح سادس لاعب مصرى يتوج به، كما منحت فريدة عثمان مصر ميداليتها الثانية فى بطولة العالم للسباحة عندما نالت برونزية سباق 50 مترا فراشة للسيدات فى كوريا الجنوبية فى يوليو وينتظرها المجد الكبير فى أولمبياد طوكيو 2020.
