عندما شاهدت الروبوت صوفيا كمتحدثة رئيسية خلال جلسة «الذكاء الاصطناعى والبشر.. من المتحكم»، مع بعض المتخصصين فى علوم الذكاء الاصطناعى فى منتدى شباب العالم فى نسخته الثالثة، الذى عقد الأسبوع الماضى بمدينة شرم الشيخ، وبحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى، انتابنى شىء من الخوف، والإثارة فى نفس الوقت. وبدأت أتساءل «هل تعتبر تقنيات الذكاء الاصطناعى نعمة أم نقمة على البشرية» وخاصة أن صوفيا قد أجابت على كل الأسئلة التى وُجِهت إليها بطلاقة، هذا بالإضافة إلى ما تتمتع به من قدرات تكنولوجية تجمع بين الابتكارات المتقدمة فى مجال الروبوتات والذكاء الاصطناعى والفن، كما أنها حصلت على لقب بطل الابتكار لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائى «UNDP» لتعزيز التنمية المستدامة، باستخدام التكنولوجيا والابتكار، ونالت أيضًا جائزة جولد إديسون فى علم الروبوتات لعام «2018»، فيما تتمتع تقنيات الذكاء الاصطناعى بخصائص وسمات معينة تتسم بها البرامج الحاسوبية، التى تجعلها تُحاكى القدرات الذهنية البشرية، ومن أهم خصائصها، القدرة على التعلم، والاستنتاج، ورد الفعل على أوضاع لم تُبرمج فى الحاسب الآلى، وخوفى يكمن من التطور الذاتى للذكاء الاصطناعى، خاصة وأن هناك مراكز أبحاث عالية التقنية، تقوم بتصنيع إنسان آلى «روبوت» ذي دماغ إلكترونى، يتمتع بذكاء صناعى مفرط، يمكنه من أن يكذب، ويمتلك مشاعر بشرية، كالحب والإحساس بالألم والغضب والحقد والفرح والسعادة، وإخفاء المشاعر كنوع من التقية، إلى جانب الميزات التقنية الأخرى المعروفة، كالسرعة الفائقة، وقابلية التخزين اللامحدودة، والقدرة على التركيب والاستنتاج. ومما لا شك فيه أن تقنيات الذكاء الاصطناعى بدأت فى التغلغل بشكل كبير فى حياتنا الاجتماعية، وأصبحنا نرى الكثير من التطبيقات التى تعتمد على الذكاء الاصطناعى، وأصبح شريكًا أساسيًا فى حياتنا اليومية، وبعض الوظائف المهمة - كمذيع - يستطيع قراءة الأخبار بنفس طريقة التأثير التى يوفرها المذيع البشرى، وذلك لأن برنامج التعلم الآلى قادر على توليف الكلام الواقعى، وحركات الشفاه، وتعبيرات الوجه، وهو الأمر الذى لا نعلم هل يهدد مستقبل البشرية، أم سيكون مجرد أداة للمساعدة ليس أكثر، حيث قام «فيسبوك» بتجنيد أدوات الذكاء الاصطناعى، لمساعدته على العثور على بائعى المخدرات على منصاتها خلال العام الماضى «2018»، كما كشفت دراسة حديثة أن الذكاء الاصطناعى يمكن أن يقدم خدمة عظيمة، فى الكشف المبكر عن مرض «ألزهايمر»، مما يساعد فى عملية إبطاء حدوث المرض بشكل فعال.. لقد أصبح الذكاء الاصطناعى اليوم واقعًا ملموسًا فى العديد من الصناعات، بل أصبح الحل الذهبى لكثير من مشكلات العالم، فهو بما يتمتع به من قوة هائلة، وقدرة على التعلم، يمكنه أن يضع حدًا للفقر على مستوى العالم، وأن يجد علاجًا للسرطان، وأن يضمن الأمن الغذائى، ومن المفاهيم التى أصبحت تُطرح بكثرة فى الفعاليات والمؤتمرات التكنولوجية، التى تُقام فى منطقتنا - الشرق الأوسط - أن البيانات هى النفط الجديد، فهل سيصبح الذكاء الاصطناعى نعمة أم نقمة على المنطقة؟.