أكثر من 11 ألفًا و241 أسرة، تكفل 11 ألفًا و502 طفل على مستوى محافظات مصر تحت مظلة برنامج الأسر البديلة.. وهو البرنامج الذى أطلقت وزارة التضامن الاجتماعى مؤخرًا حملة توعوية تحت عنوان «عيلة لكل طفل»، بالتعاون مع هيئة إنقاذ الطفولة فى إطار العمل المشترك نحو التوعية بمنظومة الأسر البديلة وتوعية المجتمع بضرورة توفير رعاية أسرية جيدة لكل طفل إمّا فى أسرهم الطبيعية أو عن طريق تقديم رعاية بديلة لهم فى حالة فقدان الأسرة. ويهدف برنامج «الأسَر البديلة» فى الأساس لكفالة الأطفال مجهولى النَّسَب والمعثور عليهم؛ حيث تُعد رعاية الطفل داخل أسرة أفضل له من جميع النواحى العاطفية والصحية والنفسية، لا سيما أن الدولة اتخذت نحو تحقيق هذا الهدف عددًا من آليات العمل؛ خصوصًا تعديل قانون الطفل، بحيث يسمح بتسليم الأطفال من سن ثلاثة أشهُر مع العمل على تذليل العقبات التى واجهت الأسَر البديلة ووقف إصدار تراخيص إنشاء دور أيتام جديدة خلال السنوات الماضية؛ لجذب المواطنين لرعاية الأطفال داخل أسَرهم ضمن برنامج الأسَر البديلة. تجارب ناجحة بَعد محاولات عديدة لإجراء عمليات الحقن المجهرى انتهت بالفشل، لجأت «ن. ل»، لمبادرة وزارة التضامن « الأسرة البديلة»؛ لتتقدم هى وزجها بالورق المطلوب، بعد كتابة الطلب بمَقر الشئون الاجتماعية، وبالفعل تمت الموافقة لها على «تكافل الطفل»، تقول: خضعنا للتدريب أنا وزوجى على كيفية توفير الرعاية السليمة للطفل.. وعبرت «ن. ل» عن سعاتها البالغة، وأن حياتها تغيرت تمامًا بعد أن دخل طفلهم «عمر» الذى لا يتجاوز عمره 7 أعوام إلى البيت.. وعن نظام المتابعة أوضحت أنها تتم كل شهرين؛ حيث يأتى أخصائى الشئون الاجتماعية ليتابع كل شىء على أرض الواقع. أمَّا «محمد. ص»، وهو أحد المتقدمين بطلب تكافل الطفل، وينتظر إنهاء الإجراءات؛ خصوصًا أنه لم تطبق عليه الشروط قبل تعديلات اللائحة الخاصة بنظام الأسرة البديلة؛ لأنه متزوج من غير مصرية، لكن بعد التعديلات أصبح أمرُ التكافل سهلًا. وسرعان ما ابتسمت الحياة ل«أمانى» مرّة أخرى، بعد أن فقدت الأمل، فقد أصبح لديها ابن؛ خصوصًا بعد أن تَقدَّم عمرُها إلى خمسة وأربعين عامًا. تقول «أمانى» إن الحياة لم تَعُد لها من جديد إلّا بعد « تكافل الطفلة»، التى تبلغ من العمر 8 سنوات. كما قالت «م. حلمى»: «لقد تعرضتُ لمشكلة فى الرحم، تسببت فى عدم السماح لى بالحمل مرّة أخرى.. لدىّ بنت وحيدة وهى فى ثانية ثانوية الآن، فكرتُ كثيرًا فى التبنّى، لكن كانت رغبتى تُوَاجَه بالرفض من قِبَل أسرتى وعائلتى، حتى علمتُ من صديق زوجى، ببرنامج الأسرة البديلة، وكنت أخشى أن يُرفض الطلب لأن لدىّ بنت، لكن الحمد لله برنامج الأسرة البديلة يسمح للأسر التى لديها أبناء بأن تكفل طفلًا، طالما الظروف الاقتصادية تسمح». وعَبَّرَتْ عن سعادتها، قائلة «الآن انضم لأسرتنا الصغيرة طفل جميل، جعل حياتنا بعيدة عن الحياة الروتينية السابقة، وابنتى هى التى تساعدنى فى تربيته». شروط أساسية قال حسنى يوسف، مدير برنامج دار الرعاية بوزارة التضامن، إن الشروط الأساسية لكفالة الطفل ضِمن برنامج الأسر البديلة تتضمن أن تتكون الأسرة من زوجين صالحَين تتوافر فيهما مقومات النضج الأخلاقى والاجتماعى بناءً على بحث اجتماعى، وألّا تقل سِنُّ كل منهما عن 25 عامًا وألّا تزيد على 60 عامًا، ويجوز للأرملة والمطلقة ومَن لم يسبق لها الزواج وبلغت من العمر ما لا يقل عن ثلاثين سنة كفالة الأطفال إذا ارتأت اللجنة العليا للأسر البديلة صلاحيتها لذلك. كذلك أن تتوافر فى الأسرة التى تطلب كفالة الطفل الصلاحية الاجتماعية والاقتصادية والنفسية والصحية والمادية للرعاية، وإدراك احتياجات الطفل محل الرعاية، وأن يكون الزوجان حاصلين على قدر مناسب من التعليم، وأن يكون مقر الأسرة فى بيئة صالحة تتوافر فيها المؤسسات التعليمية والدينية والطبية والرياضية، وأن تتوافر الشروط الصحية فى المسكن والمستوى الصحى المقبول لأفراد الأسرة بناءً على البحث الاجتماعى الذى تقوم به الإدارة الاجتماعية المختصة. إضافة إلى ضرورة تعهُد الأسرة بأن توفر للطفل المكفول جميع احتياجاته، شأنه فى ذلك شأن باقى أفرادها، وإذا كان الطفل معلوم النسب فتتعهد الأسرة كتابيّا بالحفاظ على نَسَب الطفل وأن يكون الاتصال فى شئونه عن طريق إدارة الأسرة والطفولة، ويحذر عليها تسليمه ولو مؤقتًا لوالديه أو أحدهما أو إلى أى شخص آخر إلّا عن طريق هذه الإدارة. ويضيف «يوسف» إن نظام الأسَر البديلة يهدف إلى توفير أوجُه الرعاية المتكاملة الاجتماعية والنفسية والصحية للأطفال الذين تجاوزت سِنهم ثلاثة أشهُر وحالت ظروفهم دون أن ينشأوا فى أسرهم الطبيعية، وعلى الأخص مجهولى النسَب والمعثور عليهم والمتخلى عنهم، وذلك من خلال، تهيئة البيئة البديلة لاستقبال الأطفال، وتزويدها بالخبرات اللازمة لمعاونتها على كفالة حياة طبيعية ملائمة للأطفال ومتابعة سلامة تنشئتهم تنشئة صحيحة.. مشيرًا إلى أن وزارة التضامن الاجتماعى أتاحت من خلال موقعها الرسمى تسجيل طلب الكفالة أونلاين لراغبى الكفالة من خلال الرابط «http://www.moss.gov.eg/sites/mosa/ar-eg/Pages/AF-Request.aspx» . كما تم تخصيص الخط الساخن «19828» لتلقى شكاوَى الأسَر البديلة وكل الاستفسارات والتساؤلات الخاصة بكفالة الأيتام. ويوضح أن استراتيجية الدولة لتطوير منظومة الأسَر البديلة ترتكز على أن رعاية الطفل داخل أسرة أفضل له من جميع النواحى الاجتماعية والصحية والنفسية، والهدف من ذلك، هو توفير بيئة أسرية للأطفال مجهولى النسَب والمحرومين من الرعاية الأسرية بغرض تنشئتهم تنشئة سليمة بما يحقق المصلحة الفضلى لهؤلاء الأطفال. ويستطرد مدير برنامج دار الرعاية بوزارة التضامن: «نهدف على المدَى البعيد للاستغناء نهائيّا عن دور مؤسسات الرعاية؛ لتكون هناك عائلة لكل طفل».. لافتًا إلى إجراء دراسة بعنوان «الأسَر البديلة فى مصر ما لها وما عليها»، كشفت أن دور الرعاية نجحت كمكان للأكل والرعاية بشكل مناسب، لكن تبقى ثلاثة أشياء لا يمكن أن تقوم مؤسسات ودور الرعاية بها، وهى « الحب، والحنان، والأمان». وهى العلاقة التى تتكون بسهولة من خلال الأسرة البديلة. وأشار إلى أن التحديات كبيرة داخل دور الأيتام والمتعلقة بالتغيير المستمر على الأطفال فى الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين بما يؤدى إلى تغيير وصعوبة فى تحقيق الرعاية المستقرة للأبناء بالدور.. لافتًا إلى أن العديد من التجارب فى الكفالة أثبتت نجاحها وعائدها الإيجابى على الأطفال والأسَر، وأن فكرة الأسَر البديلة فكرة إيجابية ومنتشرة بالعديد من الدول العربية والإسلامية، وهى فرصة طيبة لدعم هذا التوجُّه ونشره، ولذلك تأتى حملة «عيلة لكل طفل» لتُسَلط الضوء على أهمية مفهوم الكفالة داخل أسرة سوية بما يحقق الاستقرار والدعم المعنوى للطفل، مع الدعوة لتغيير المفهوم التقليدى السائد عن الكفالة، الذى اقتصر على الدعم المادى للطفل، بما يساهم فى تحقيق تنشئة سوية للأطفال، إضافة إلى تصميم الحملة لتشجيع الأسَر التى لديها أطفال بالفعل على كفالة طفل إلى جانب أبنائها الطبيعيين بما يساعد على توسيع قاعدة البيانات الخاصة بالكفالة فى مصر ومعالجة المفاهيم الخاطئة والرؤية السلبية للطفل المكفول، بما يعزز التصور الإيجابى لمفهوم الكفالة والرعاية البديلة فى مصر. وعن آليات الحفاظ على الطفل فى حالة السَّفَر أو الهجرة للأسرة البديلة، قال إن ذلك يتم من خلال مندوب وزارة الخارجية باللجنة المختصة بالأسرة البديلة؛ حيث نسجل أسماء الأسَر البديلة فى الخارجية، وبالتالى لا يمكن السَّفَر إلّا فى حالة موافقة وزارة الخارجية، وإذا تم السَّفَر تقوم الوزارة بإبلاغ القنصلية بالخارج ببيانات الأسرة لتكون المتابعة شهرية من خلال موظفى القنصلية المصرية بالدولة التى ستنتقل إليها الأسرة.