دمياط - منى الحسينى محافظة دمياط واحدة من أكبر قلاع صناعة الأثاث في الشرق الأوسط، وعلى الرغم من تصدير الأثاث الدمياطى للعديد من دول العالم فإنه يواجه خطرًا منذ سنوات يتمثل فى ارتفاع أسعار الخامات ما تسبب فى ركود الصناعة، وباتت معظم الورش مهددة بالغلق أو العمل بنصف طاقتها، فالأمر لم يتوقف فقط عند ارتفاع أسعار الأخشاب والأبلكاش بل كل مستلزمات الإنتاج من مسامير وغراء ودهانات. مصطفى فرحات – أحد أصحاب الورش- يقول إن سعر لوح الأبلكاش الكورى 3 ملم بلغ 65 جنيهًا، والكورى 6 م يبلغ 125 جنيهًا، والكورى 9 م ب 180 جنيهًا، ولوح الأبلكاش الزان وصل سعره ل 95 جنيهًا، بينما يبلغ سعر لوح الكونتر المحلى 18 م 250 جنيهًا، والكونتر الإندونيسى من النوع الأبلكاش المكبوس 18م بسعر 300 جنيه، لافتًا إلى أن غرف النوم تحتاج من 40:50 متر قشرة، والسفرة تحتاج 30 متر قشرة، والمادة الأساسية التى تستخدم فى لصق القشرة هى الغراء الجيلاتينى بلغ سعر الكيلو منها 60 جنيهًا، وهناك نوع شعبى سعره 27 جنيهًا يلجأ إليه أصحاب الورش للتوفير فى الخامات. النائبة ايفلين متى، عضو مجلس النواب، طالبت بتدخل الدولة لإحداث نوع من التوازن فى الأسعار، ودعم مستلزمات الإنتاج ورفع الجمارك والضرائب عنها أو إعادة دور الجمعية التعاونية لصناعة الأثاث التى كانت تشترى الأخشاب ويتم توزيعها على النجارين بالبطاقة كل حسب حاجته. من جانبها قالت الدكتورة منال عوض، محافظ دمياط، ل«روزاليوسف»، إنها تسعى لفتح أسواق داخلية وأخرى خارجية لإنعاش الحركة التجارية، لافتة إلى تضافر كافة الجهود بين أجهزة الدولة المختلفة لإنجاح كافة المبادرات الداعمة لهذه الصناعة. وكشفت «عوض»، أنه منذ أيام قليلة تم افتتاح معرض «صنع فى دمياط» بمرحلته الأولى، فى أرض المعارض بمدينة نصر، على مساحة 6 آلاف متر، بمشاركة 50 عارضًا من أبناء دمياط، مؤكدة أن سلسلة معارض «صنع فى دمياط»، تأتى ضمن خطة المحافظة والإستراتيجية التى تنتهجها للنهوض بصناعة الأثاث وإبراز دور صغار صناع الأثاث. وفى سياق متصل، أعلنت الغرفة التجارية بمحافظة دمياط بأنه يجرى حاليًا التنسيق مع مركز تحديث الصناعة لتنظيم دورات مكثفة لصناع الأثاث بالمحافظة على الدهانات الحديثة والتشطيبات النهائية لمنتجات الأثاث بالمحافظة، بالتعاون مع الجانب الإيطالى. وينتظر الصناع حلم تشغيل مدينة الأثاث بدمياط قريبًا والتى تعد أحد أهم المشروعات القومية فى مصر التى توليها القيادة السياسية اهتمامًا بالغًا باعتبارها أهم المدن الصناعية والاستثمارية بدمياط، وتعد أول وأكبر منطقة صناعية متخصصة فى صناعة الأثاث فى الشرق الأوسط، على مساحة 331 فدانًا. وتشمل المدينة منطقة الورش الصغيرة والمتوسطة ب 2443 ورشة على مساحة 58 فدانًا ومنطقة مخازن الأخشاب بإجمالى 50 مخزناً ومنطقة للخدمات الأساسية على مساحة %30 من إجمالى المساحة الكلية، ومنطقة المصانع المكملة ومنطقة الصناعات البتروكيماويات والدهانات صديقة البيئة على مساحة 21 ألف متر مربع بإجمالى 17 مصنعًا ومناطق انتظار للشاحنات فضلاً عن منطقة للمعارض على مساحة 109 آلاف متر مربع، ومبنى إدارى ومركز تدريب تكنولوجى على أعلى مستوى ومستشفى لليوم الواحد ومركز لجراحة الأطراف ومعهد للتعليم الفنى الصناعى ومصنع لتدوير مخلفات الورش. مشاكل أهالى دمياط لم تتوقف عند عمال ورش النجارة فقط، ولكنها امتدت لتغطى المحافظة، بعد أن غطت السحابة السوداء من جراء حرق قش الأزر كامل المحافظة، ومعها رفعت الأجهزة التنفيذية الطوارئ لتفادى أضرارها، بعد أن عاودت ظاهرة حرق قش الأرز ظهورها بمراكز ومدن المحافظة دمياط، حيث غطت السحابة السوداء طريق كفر البطيخ، وطريق فارسكور والزرقا. الدكتورة منال عوض، محافظ دمياط، أكدت أن أجهزة المحافظة تعمل على إنهاء الظاهرة، مشددة على ضرورة محاسبة المقصرين والمخالفين، مؤكدة أهمية تعاون الجميع للحفاظ على السلامة العامة للمواطنين، والتصدى للظاهرة. وطالب مجدى البسطويسى، نقيب الفلاحين بمحافظة دمياط، مسئولى وزارتى الزراعة والبيئة، بتوفير مكابس لقش الأرز فى الجمعيات الزراعية حفاظًا على حياة الناس، لمواجهة التلوث والتصدى لظاهرة السحابة السوداء، مشيرًا إلى أن بعض أصحاب المكابس يحاولون استغلال المزارعين، مؤكدًا أن توفير المكابس ينهى أزمة السحابة السوداء. ومن جانبه، أكد المهندس سميح عبدالسميع، وكيل وزارة الزراعة بدمياط، ل «روزاليوسف» أن المحافظة والأجهزة الأمنية قاموا خلال الفترة الأخيرة بالتشديد على المزارعين بعدم حرق قش الأرز وتقديم الإمكانيات للاستفادة من قش الأرز سواء بتحويله إلى أسمدة أو أعلاف للماشية، إلا أن المزارعين يصرون على حرقه مما يسبب أضرارًا بيئية خطيرة وعقوبة من يقوم بالحرق تصل إلى 20 ألف جنيه للمزارع الواحد أو السجن، لافتًا إلى تحرير عدة محاضر لعدد من المزارعين بدمياط وإحالتهم إلى النيابة العامة بتهمة حرق قش الأرز.