خَمس سنوات هى عمر غياب الفنان هيثم شاكر عن الساحة الغنائية، فرُغم رصيده الكبير لدى الجمهور وتمتعه بموهبة مميزة؛ فإنه اختفى من دون الإعلان عن أى أسباب والتزم الصمت حتى طرَح ألبومه الأخير (معرفة قديمة).. وهنا بدأ الجمهور فى تلقى صدمة إصابة الفنان الشاب بمرض السرطان. ففى وسط تألقه والاحتفاء بعودته اتهمه البعض بأنه يقوم ب«المتاجرة» بمرضه من أجل الترويج لألبومه الجديد.. وعن هذه الاتهامات وتحضيرات الألبوم وردود الأفعال، يرد «هيثم شاكر» فى هذا الحوار. ما سبب غيابك لمدة خَمس سنوات منذ آخر البوماتك؟ - تعرضتُ لظروف صحية كانت السبب فى تأخير العمل على الألبوم، وأيضًا لرغبتى فى العودة بشكل جيد، فكنت أبحث عن نوعية الأغانى التى أرغب بها، فكنت طوال هذه الفترة أعمل بجدية على الألبوم وأبحث عن الأفضل كى أعود بشكل قوى ومختلف يضمن تحقيق النجاح كما عودت جمهورى، وأتمنى أن أكون قد وُفقت فى ذلك. كيف وجدت ردود الفعل حول الألبوم؟ - سعدتُ جدّا من ردود الأفعال الإيجابية التى تلقيتها من الجمهور ورسائلهم الطيبة والجميلة لى، وقد ظهر ذلك بشكل كبير على صفحاتى على مواقع التواصل الاجتماعى، وقد سعدتُ جدّا بذلك واهتممت بالتواصل معهم وإظهار امتنانى الدائم لهم.. وأيضًا وصلتنى رسائل كثيرة من النجوم والأصدقاء ومن المؤكد أن هذا ما يكلل جهد السنوات الماضية. ألا تعتقد أن 14 أغنية عدد كبير فى ألبوم واحد؟ - 14 أغنية ليس بالعدد الكبير، وقد بذلتُ جهدًا كبيرًا لتكون كل أغنية مميزة ومناسبة لذوق الجمهور، غير أن الأغانى غير متشابهة، فهى متنوعة من ناحية الموسيقى والكلمات والتوزيع، لذلك لم أشعر بأنها كانت مخاطرة، بل على العكس قد أعطت للألبوم قوة لتقديمه ألوانًا غنائية مختلفة تُرضى جميع الأذواق. لماذا اخترتَ أن تكون (معرفة قديمة) أغنية الألبوم الرئيسية؟ - بالنسبة لاختيار اسم الألبوم فيتم فى نهاية التحضيرات بعدما ننتهى من كل عمليات التسجيل، فنجتمع كصُناع للعمل ونختار أكثر أغنية اسمها يتماشى ويليق أن يكون اسم الألبوم فوجدنا أن (معرفه قديمة) هى الأنسب. هل هناك أغنية معينة تُعبر عنك أو عن تجربة شخصية؟ - عادة فى اختيارى للأغانى أقوم باختيار ما يتوافق معى ك«هيثم شاكر»، فلا أقوم بأداء أغنية إلا إذا كانت قريبة منّى ومن إحساسى..ولكن ليس بالضرورة أن أكون عشت التجربة نفسها التى أقدمها بالأغنية ولكنى أستطيع استحضار الشعور الخاص بها. كيف كانت كواليس تسجيل أغانى الألبوم؟ - استغرقتُ وقتًا طويلًا فى العمل على أغانى الألبوم، وكل أغنية أرهقتنى لأننى فى النهاية كنت أرغب فى أن أقدّم كل أغنية بشكل مُرضٍ بالكامل بالنسبة لى؛ لكى أقدمها للجمهور بشكل يليق بهم وبانتظارهم لى خَمس سنوات. وتطلّب ذلك أن نقوم بتعديل الكثير من الألحان وفى توزيع وكلمات بعض الأغانى؛ لأن الموسيقى مثل أى شىء آخر لها «موضة» وتنتهى بعد فترة، فمع طول فترة التحضير حرصتُ على أن يعاصر الألبوم موضة الموسيقى الحالية؛ لذلك كنا كثيرًا ما نُحدث تغييرات وتجديدات. لماذا اخترت تصوير أغنية (متوصونيش)، وهل ستقوم بتصوير أغانٍ أخرى؟ - لأنها تُعتبر أغنية رومانسية وسعيدة وإيقاعها الموسيقى سريع.. وأعتقد أنه كان اختيارًا موفقًا نظرًا لردود فعل الجمهور الجيدة التى وصلتني. وقد تم التصوير فى اليونان مع المخرج اليونانى العالمى «يانيس ديموليتس» وتم استخدام تقنيات جديدة وأعتقد ظهرت بوضوح فى الفيديو كليب.. وسوف أقوم بتصوير أغانٍ أخرى، وهناك أغنيتان تم تصويرهما بالفعل وستطرحان فى أوقات قريبة متفرقة، وهما أيضًا من إخراج «ديموليتس».. وستكونان مفاجأة للجمهور. هل أصبحت فكرة طرح المطرب أغانيه الجديدة على الإنترنت نوعًا من مواجهة القرصنة؟ - الفكرة بالنسبة لى أنه كما أن الموسيقى تشهد تطورًا، فسُبل طرحها أيضًا تطورت، من الكاست قديمًا للCD، والآن طرحها على الإنترنت أصبح مصدرًا من مصادر الدخل بعد انهيار سوق الكاسيت والCD، فنجد الآن «اليوتيوب» ومنافذ الإنترنت مثل I Tones وانغامى وديزر وغيرها حتى شركات الاتصالات. وهذه السُّبُل ليست مواجهة للقرصنة؛ لأن القرصنة موجودة منذ زمن الكاسيت، ولكنه نوعٌ من التطور الطبيعى الموجود الذى يساعد على تحقيق أرباح بطرُق مختلفة. لماذا لم تَقُم بطرح الأغانى واحدة تلو الأخرى مثلما يفعل بعض المطربين مؤخرًا؟ - الموضوع يعود للتسويق، وطرُق طرح الألبوم ليس لى دخل بها، ولكن لكل شركة أو مطرب طريقته فى طرح أعماله للجمهور.. وما يهمنى أن يصل العمل فى النهاية للجمهور وينال إعجابه. هل من الممكن أن تفكر فى الإنتاج لنفسك؟ - تجربة الإنتاج تعطى حرية أكثر للمطرب.. ولكن لا ننكر أن شركات الإنتاج يكون لها دور كبير لأنها بالتأكيد أكثر احترافية؛ لأن الفنان يحتاج أن يتفرغ للفن والغناء، والإنتاج به العديد من الإجراءات التى ليس لها علاقة بذلك. وبشكل عام فكرة إنتاج ألبوم لنفسى دائمًا فكرة مطروحة فى ذهنى. ما رأيك فى عودة الكثير من المطربين للساحة الغنائية بعد غياب طويل مثل «محمد محيى ومصطفى قمر»؟ وهل يُعد هذا انتعاشة فنية؟ - بالتأكيد دائمًا ظهور أصوات جديدة أو عودة أصوات غائبة، أو طرح أغانٍ وألبومات بشكل عام، يزيد السوق الموسيقية ويجعل المنافسة قوية ويُعلى رصيد الفن بشكل عام. فالساحة الغنائية ليست حكرًا على أحد، والكل مرحب به للعودة والغناء، والجمهور هو الذى يختار من يستمع إليه، فهو الفيصل النهائى. هل تفكر بالعودة للتمثيل مجددًا؟ - من الممكن أن أعود للتمثيل؛ خصوصًا أننى تلقيتُ ردود أفعال جيدة خلال تجربتى الأولى فى مسلسل (أرض جو)، ولكنى أقوم بتأجيل هذه الخطوة حتى أنتهى من الألبوم الذى أعطيته كامل تركيزى فى السنوات الماضية. وهناك أعمال تُعرض علىّ فى الوقت الحالى، ولكنى لم أحدد الوقت المناسب للعودة للتمثيل. سَبّبَ خبر إصابتك بمرض السرطان صدمة لجمهورك.. ما الذى دفعك لقرار الإعلان عنه؟ - كنت أنتظر اختيار الوقت المناسب لذلك، فقررت انتظار طرح الألبوم للإعلان عنه بينما أحتفى بنجاحى. ولكن هناك من اعتبر ذلك نوعًا من الترويج للألبوم؟ - بالعكس، ففكرة انتظارى لطرح الألبوم كانت للإعلان عن ما مررتُ به فى وقت أكون قد حققتُ نجاحًا وعدتُ للأضواء.. ولو كنت قد أعلنت قبل طرح الألبوم لكان البعض سيقول إننى أحاول كسب تعاطف الناس بمرضى. ألم تفكر فى طرح أغنية تُعبر بها عن معاناتك مع المرض مثلما فعل البعض؟ - كل الأعمال الفنية التى أقدمها تعبر عنّى، ومشاعرى تظهر فى كل الأغانى.. ولكن معاناتى مع المرض أمرٌ لم أفكر فى تجسيده. كأحد المنتصرين على المرض.. ماذا تقول لمَن يعانون من السرطان؟ - دائمًا ما أدعو لأى مريض بالشفاء العاجل.. وأقول لهم إنه يجب أن يصبروا ويقاوموا أى أزمة يمرون بها، وأتمنى أن يواجهوه بشجاعة.