لم أذهب للخط الكوميدى، ولا أحب أن أصنف نفسى كممثل كوميدى، أنا ممثل أيّا كان الدور الذى يأتينى.. ففى طفولتى كنت مثل أطفال كثيرين من جيلى أشاهد مثل معظمهم أفلام «إسماعيل يس وفؤاد المهندس»، ولم أتميز بخفة الظل. لكن كان لدَىّ هوايات فنية مثل الرسم، وفى فترة الحضانة قدمتُ مسرحية. حاولتُ بقدر المستطاع أن تتنوع أدوارى فى أعمالى السينمائية والتليفزيونية، فقد قدمتُ «أبو عمر المصرى، الوصية، ريح المدام، قلب أمّه والزوجة 18»، وبدايتى كانت من خلال مسرح مركز الإبداع الفنى مع المخرج «خالد جلال». بعد احترافى التمثيل لم أخطط أن أكون كوميديانًا، وأى ممثل فى البداية لا يستطيع أن يحدد ما الذى سيقدمه، ولا أرى أن الكوميديا هى الأساس، ولكن التمثيل هو الأساس، والدور هو الذى يحدد ما الذى سأقدمه، فأنا لا أميل لتصنيف الممثل الكوميديان، أنا أحب التمثيل كمهنة، وما أقدمه يكون حسب الدور. وقد حدث التحوُّل الحقيقى لى من شخص عادى إلى ممثل فى مرحلة الدراسة الجامعية، التى أعتبرها نقطة تحوُّل فى حياتى؛ لأنها كشفت عن أننى أستطيع تقديم الكوميدى والتراجيدى، ولم أشعر بالدهشة لترشيحى لأدوار كوميدية؛ لأننى كنت أقدمها أثناء الدراسة فى الجامعة، ما جعل بينى وبينها ألفة. لقد اعتدتُ على فكرة الارتجال منذ البداية، فكما قلت مسبقًا أنا من مدرسة المخرج الكبير «خالد جلال»، وفى أحيان كثيرة يكون هناك ارتجال فى الأدوار؛ لأن الكوميديا بشكل عام تعتمد على الارتجال، والسيناريست يكتب الشخصية لكن الممثل هو الذى يضيف لها «الطعم».. والارتجال أحيانًا يَخلق جُملًا حُوارية وأداءً، وهى أشياء «تَعلّم مع الناس» رُغم أنها تكون وليدة الشخصية وليست وليدة النص، فالشخصية نفسها تشتهر بهذا «الإفيه»، وذلك بالاتفاق مع المؤلف، و«الإفيه» نفسه رزق من عند ربنا. فمجرد أن أقول كلمة معينة فى وقت معين و«تَعلّم مع الناس» فهذا فى النهاية رزق، ومَهما اجتهدت فالقبول من عند الله. ليس معنى كلامى أن التخصص فى الكوميديا عيبًا، لكنى أرى أن الأهم هو الممثل، وأن الشخصية هى التى تقوده، فيكون قادرًا على أن يُفجّر الضحك فى عمل، ويُفجر الدموع فى عمل آخر، والنص هو الذى يحكم فى النهاية. أهم الكوميديانات الذين كانوا يُضحكوننى زمان «فؤاد المهندس وعبدالمنعم مدبولى» وحاليًا «جيم كارى»، وأحمد حلمى» الذى يُعتبر نموذجًا للممثل الذى تحركه الشخصية سواء كان يقدم أدوارًا كوميدية أو جادة.