الحمدلله، تنوعتْ أدوارى بين الكوميديا والأدوار الجادة؛ حيث شاركتُ فى أعمال تليفزيونية وسينمائية مثل «الممر، أبو عمر المصرى، الوصية، طلقة حظ»، وقد تربيت على أعمال الفنانين «فؤاد المهندس وعادل إمام ومحمد صبحى وأحمد بدير وعبدالمنعم مدبولى»، والأمر لا يتمثل فى كونى أميل للكوميديا، فكل شخص يعتقد أن «دمّه خفيف»، وكل إنسان يوجد به الجانب الكوميدى. المشكلة كلها فى استقبال الناس، وكيفة تقبلهم، وهذا هو الفارق، فهناك فنانون نضحك بمجرد أن نراهم؛ لأن لديهم طاقة كوميدية طاغية. فى أى أسرة يكون هناك شخص أشبه بالكوميديان، وأنا كنت مشهورًا فى أسرتى بالكوميديا، لكن هذا ليس مقياسًا. وأذكر أننى كنت أمارس التمثيل منذ أن كنت فى الحضانة، وقدمت مسرحيات فى ابتدائى وإعدادى، وكان شكلى محبوبًا بالنسبة للناس، وكنت أقدم ما يشبه الاسكتشات الكوميدية، وبعد أن كبرت وبالتحديد فى المرحلة الثانوية أصبحت أساسيّا فى فريق المسرح المدرسى، وكنت أقدم عروضًا كوميدية. أثناء دراستى فى معهد الفنون المسرحية كنت أقدم مسرحيات كوميدية أيضًا، لكنى لم أخطط للالتزام بتيمة محددة، ولم أصنف نفسى ك«كوميديان»، ولكنى اخترت أن أصنف نفسى كممثل، و«الممثل الشاطر» هو الذى يستطيع تقديم التراجيدى والكوميدى بنفس درجة الإجادة، وطريقى الفنى فى بدايته سار مثل طريق أى فنان، وهو الخضوع للعروض التى يتلقاها وقد جربت نفسى فى العديد من الأدوار. وأنا أرى أنه على مستوى الاحتراف لم يكن هناك تصنيفات للممثلين، وأنا لم أكن من المصنفين لتقديم أدوار كوميدية، لكن عندما جاءت الفرصة لتقديم دور «دمّه خفيف» وحقق هذا الدور النجاح، تغيرت نظرة المخرجين لى، وكان من الممكن أن أقدم الكوميدى، دون أن يعرف عنى المخرجون أن هذا الممثل تراجيديان لا يستطيع أن يقدم الكوميديا ولكنى حاولت التواجد فى أكثر من عمل مختلف لإظهار إمكانياتى الفنية. حاليًا لم أعُد أخاف من التصينف ككوميديان؛ لأنه بعد مسلسل «هذا المساء» كانت التوقعات أن أقدم أدوار شر، لكن بعده قدمت أدوار الشخص الطيب، ثم قدمت أدوارًا كوميدية. هناك مدارس ارتجالية فى الكوميديا مثل الفنانان «سمير غانم وعادل إمام»، وهناك مدارس نجد فيها الكوميديا محسوبة مثل الفنان «محمد صبحى»، ف«الإفيه» عنده بحساب، والكوميديا عنده بحساب، والفَرق بين هذه المدارس وبعضها هو كيفية استقبال الناس لها. وبالنسبة لفكرة «الإفيه» التى ظهرتْ بشكل ملفت عند أبناء جيلى؛ فإن الأمر يتوقف على الموقف، وهل الموقف يحتمل أمْ لا؟، ومن الوارد أن يخرج «الإفيه» على الهواء، لكنْ هناك فنانون موهوبون جدّا فى هذا الموضوع، وأنا شخصيّا أحب المسرح، وعندما أقدم عملًا مسرحيّا من الممكن أن تخرج الإفيهات وتكون وليدة اللحظة. أستمتع جدّا بمشاهدة عدد من الكوميديانات الذين يضحكوننى من الجيل الجديد، مثل «مصطفى خاطر ومحمد ثروت وبيومى فؤاد ومحمد عبدالرحمن وأكرم حسنى»، وقبلهم «محمد هنيدى وأحمد حلمى وكريم عبدالعزيز وعمرو عبدالجليل وأشرف عبدالباقى». وفى النهاية، أى ممثل سواء كان كوميديانًا أو تراجيديّا يجب أن يبذل الجهد المطلوب فى الدور الذى يقدمه عن طريق القراءة الجيدة للشخصية واتباع تعليمات المخرج الذى وثق به والألمام بكل جوانب الشخصية عن طريق المعايشة الحقيقة.