تستضيف موزمبيق القمة التجارية الأمريكية الأفريقية الثانية عشرة فى الفترة من 18 إلى 21 يونيو المقبل فى مابوتو العاصمة، والتى تعد بمثابة منصة لقادة الأعمال والحكومات الأمريكية والأفريقية، والتى من المقرر أن يشارك فيها الرئيس عبدالفتاح السيسى بصفته رئيسًا للاتحاد الأفريقى. القمة تلقى بظلالها على تحويل البوصلة الأمريكية إلى القارة السمراء فى ظل التنافس الشديد من القوى الدولية مثل الصين وروسيا على كسب النفوذ فى المنطقة الثرية والتى باتت من المناطق الواعدة فى الاستثمار والتجارة والاقتصاد. تجمع القمة فى دورتها ال12 أكثر من 1000 مسئول من الولاياتالمتحدة وأفريقيا، والمستثمرين الدوليين، وكبار المسئولين الحكوميين، وتعد فرصة لتبادل المنفعة بين الولاياتالمتحدة والدول الأفريقية. الرئيس الموزمبيقى فيليب نيوسى أرسل الشهر الماضى دعوة للسيسى لحضور قمة الأعمال الأمريكية الأفريقية التى ستعقد فى يونيو، وسلمها وزير خارجية موزمبيق خوسيه باتشيكو إلى نائب وزير الخارجية المصرى للشئون الأفريقية حمدى لوزا خلال اجتماع دار بينهما بحثا فيه العلاقات الثنائية وجهود تحقيق التكامل الاقتصادى الأفريقى، وتفعيل اتفاقية التجارة الحرة الأفريقية. القمة تعمل على تعزيز شراكة مرنة ومستدامة بين الولاياتالمتحدة وأفريقيا من خلال عدة محاور منها: التعاون فى القطاعات الرئيسية بما فى ذلك الأعمال الزراعية والطاقة والصحة والبنية التحتية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتمويل، وإقامة شبكة مع صناع القرار فى القطاع الخاص والحكومى، فضلًا عن استكشاف الفرص التجارية وتلبية شركاء الأعمال المحتملين والتعاون على صياغة سياسات التجارة والاستثمار الفعالة بين الولاياتالمتحدة وأفريقيا. أهمية القمة منذ عام 1997، تعتبر قمة الأعمال الأمريكية - الأفريقية بمثابة المؤتمر الأساسى لممارسة الأعمال التجارية فى أفريقيا والاستثمار فيها، حيث تبحث القمة التى تستمر عدة أيام النماذج المتطورة بسرعة للأعمال والاستثمار فى القطاعات الأكثر إلحاحًا فى القارة، ويوفر فرصًا لا حصر لها للقاء شركاء جدد، وجمع الأفكار، وتحقيق أهداف تطوير للأعمال والاستثمار. وعلى مدار العشرين عامًا الماضية، استضافت القمة أكثر من 40 من رؤساء الدول الأمريكية والأفريقية وأكثر من 13300 مشارك فى مؤتمرات القمة، ولكن أهمية قمة يونيو، أنه بدءًا من قمة الأعمال الأمريكية - الأفريقية للعام الجارى سيبدأ التقييم المشترك للدورات السابقة للقمة التى تعقد كل سنتين نظرًا لتطور المشهد التجارى والاستثمارى بين الولاياتالمتحدة وأفريقيا بشكل سريع خلال الفترة القليلة الماضية. يأتى سر التنافس الأمريكى على القاهرة وأفريقيا والاهتمام بحضور ودعوة السيسى للقمة الأمريكية الأفريقية بعد حضوره الشهر الماضى لمنتدى الحزام والطريق فى بكين والذى شارك فيه حوالى 40 من القادة الأجانب وأكثر من 150 ممثلًا عن الدول فى المنتدى الذى يعد أكبر الأحداث العالمية، فضلًا على النمو السريع لاقتصاد أفريقيا وما تتمتع به من إمكانيات، فهى تعد موقعًا لصراع اقتصادى وسياسى وشيك بين الولاياتالمتحدة والقوى المتنافسة بين الصين وروسيا. وتركز الاستراتيجية الأمريكية التى صدرت مؤخرًا على وجه الخصوص على مواجهة النفوذ التجارى والأمنى والسياسى للصين فى أفريقيا، على الرغم من أنه لم يتم بعد الكشف عن برامج وخطط عمل محددة، وينبغى أن تركز الاستراتيجية الأمريكية فى أفريقيا على تعزيز المصالح المتبادلة. وتبرز أهمية القمة فى يونيو إذ يليها قمة أفريقية روسية، حيث تلقى السيسى الدعوة لحضور قمة فى أكتوبر المقبل فى سوتشى بصفته رئيسًا للاتحاد الأفريقى، وبسبب التقارب الروسى والصينى الحالى من مصر وأفريقيا تحاول أمريكا تتبع استراتيجية جديدة ربما تظهر خلال القمة المقبلة فى موزمبيق، وما يؤكد أهمية المحور الأمريكى الأفريقى ما يقوم به مستشار الأمن القومى الأمريكى جون بولتون فى مواجهة النفوذ السياسى والاقتصادى لروسيا والصين فى أفريقيا، حيث قدم البيت الأبيض استراتيجية أمريكية جديدة حول أفريقيا، كان المبدأ الرئيس لها مواجهة التأثير المتنامى للصين وروسيا.