فرح أَبيّ فى يوم شتوى بارد، كان عادل عصمت يقف فى المطبخ ينتظر غليان الماء لإعداد قهوته، ولاحظ أن الشال المنشور فى شرفة البيت المقابل يتحرك بإيقاع خاص مع حركة الهواء، أخذ فى تأمله قليلا حتى خُيّل إليه أن له حضورا مستقلا، له طريقته الخاصة فى الحياة. ترك القهوة وكتب صفحة تشبه قصيدة النثر عن شال تحركه الريح. وبعد عدد من السنين، استخدم هذه القطعة فى روايته «يوسف تادرس» التى حصلت على ميدالية نجيب محفوظ عام 2016. هكذا يرى عادل عصمت العالم، وهكذا يكتبه. تتحول تفاصيل الحياة شديدة العادية إلى سحر ظاهر للعيان من خلال عينيه اللتين لا تسهوان عن أدق التفاصيل. يمكنه أن يجلس فى مقهى يحاورك، فلا تتوقف عيناه عن متابعة حركة صب الشاى على طاولة بجانبه.. رائحة الهواء تعلق بذاكرته، وتعبيرات وجوه الناس تعنى له حياة جديدة. حتى إنك لن تغرم بقصة جدك الفلاح الذى زرع الأرض وأقام عماد أسرتك الريفية الأصلية فى القرن الماضى، إلا عندما تقرأ رواية «الوصايا» من إصدار الكتب خان، التى وصلت للقائمة القصيرة للبوكر هذا العام. تحكى «الوصايا» قصة عائلة «سليم» فى الريف المصرى من ثلاثينيات القرن العشرين، وحتى بدايات القرن الحالى، بداية بخروجها من كبوتها، إلى ازدهارها، ثم اختفائها للأبد فى مدن مصر البعيدة، عبر وصايا الجد الشيخ «عبدالرحمن سليم» لحفيده «الساقط» كما يحب أن يسميه. اهتمام «عصمت» الأثير بما هو عادى وبسيط، حال دون انجراره وراء نداهة العاصمة بأنوارها البراقة وعوالمها الصاخبة، فمن قلب مدينته «طنطا» التى عاش سنوات عمره الستين فيها، يُعرِّف عصمت نفسه أنه «أمين مكتبة يحب الفن كالحياة».. يكتب منذ تسعينيات القرن الماضي؛ ثمانى روايات وصل بها لجائزة الدولة التشجيعية 2011 وميدالية نجيب محفوظ 2016 والقائمة القصيرة للبوكر 2019، وتتخللها مجموعة قصصية وكتاب نثرى عن الأماكن. فى ميدان التحرير بشارع محمد محمود، الذى يشبه عصمت إلى حد كبير، ذلك الشارع الذى يبدو هادئا وديعا بعينى عابر خارجى، لكنه يعج بالكثير من الذكريات والتجارب شديدة الثراء والعمق، وفى مقهى يكتسى بروح القِدَم، وتشبه أبوابه أبواب بيوت الريف الموجودة برواية «الوصايا»، التقينا الروائى «عادل عصمت» وكان هذا الحوار، لنرى بأعينه السحر الكامن فى تفاصيل الكتابة والحياة: كل عام يثار جدل واسع حول المعايير التى تم اختيار الأعمال الفائزة على أساسها فى العديد من الجوائز الأدبية؛ فكثيرا ما يتحدثون عن وجود «خلطة» تجذب الجائزة، كيف ترى هذه الفرضيات؟ - لا يمكن إنكار أن الجوائز، وخاصة البوكر، تعطى للأعمال الفائزة بها سلطة أدبية، وتخلق حالة من الاستثارة للمواهب فى أنحاء الوطن العربى كله، تدفع شباب الأدباء لتوجيه قدر كبير من التركيز على طبيعة الأعمال الفائزة بها كل سنة، محاولين اكتشاف السبب وراء فوزها. وأنا أخشى حقيقةً أن تخضع المواهب الشابة الجديدة لتلك المعايير التى يتوهمون خطأً أنها مدعاة للفوز، مما يتسبب فى تغريبهم عن أنفسهم وفقدانهم لصوتهم الإبداعى الحقيقى.. دعينا ننظر لرواية «الوصايا» مثلا.. هل قصة عائلة ريفية فى القرن الماضى تُعَدّ فى حد ذاتها مدعاة للفوز؟ بالتأكيد لا، هذه قصة لم تكتب قصدا لتفوز بالجائزة. ذلك ببساطة أن الموضوعات ليست هى الأساس فى الفن، بل كيفية تناولها، ومدى عمق تصور الكاتب للعالم من حوله، ومدى فهمه لفن الرواية، وقدرته على كشف الخبرة الإنسانية فى أصدق أشكالها من خلال موضوعه. أمر آخر عليهم الانتباه له: هو تغير لجان التحكيم، التى قد تختار واحدة منها الرواية الفلانية للفوز، فى حين ترفضها تماما لجنة أخرى، حسب الذائقة الخاصة بأعضائها وتصوراتهم. بالتالى، علينا نحن الكتاب أن نكتب أنفسنا، فقط، دون التوقف كثيرا أمام ما قد يفوز أو لا يفعل. فى «الوصايا».. استخدامك لتيمة وصايا الجد للحفيد لحكى القصة، كان له نصيب كبير من اختلاف قرائك حوله وحول دوافعك لاختيار هذا الإطار. هل رأيت أن ثمة خبرة مهمة تحتاج لنقلها للقارئ بشكل مباشر، مما دفعك لاختيار تيمة الوصايا؟ - تخيلى أن أمامك صندوقًا مغلقًا لمدة ثلاثين عاما، وجربتِ أكثر من مفتاح، لكنه لم يكن مناسبا لفتح الدرج الأساسى للصندوق، بل مجرد الأدراج الجانبية، هكذا كنت أنا عندما حاولت كتابة «الوصايا» فى 2002.. لم أتمكن حينها من العثور على الحس الغامض فى ذهنى عن القصة، حتى صادفت، وأقول «صادفت» لا اخترت، تيمة الوصايا عام 2015، فبدت وكأنها قادرة على فتح ما لم تفلح فيه ما سبقتها، فعكفت أجرب هذا المفتاح لمدة سنتين، فيما هو أشبه بالمغامرة، وعانيت كثيرا مع المشكلات الفنية التى طرحتها هذه التيمة حتى أتمكن من حكى القصة من خلالها. إذن، فالأمر ليس اختيارا بسيطا مقصودا ومخططا له كما يظن البعض، بل هو «اكتشاف»، «مصادفة» لإطار يمكننى من حكى القصة كما أراها فى خيالى. وقد تكشَّف لى بعد الانتهاء من الكتابة كم كانت هذه التيمة مهمة لحكى قصة عائلة «سليم»؛ فهى تنتمى للطبقة الوسطى المصرية فى الريف، وشظاياها من الأسر فى كل مدن مصر، وتلك الوصايا تمثل الأفق الأخلاقى والإنسانى لتلك الطبقة جامعة، فهى مازالت تتحرك من خلال الصبر والاجتهاد والرغبة فى إنجاز الحياة باستقامة، وباقى الخصال التى نسجتها الوصايا واحدة تلو الأخرى. ويمكننا التأكد من هذا المعنى بتذكر كتاب «إلى ولدى» الذى كتبه «أحمد أمين» المفكر الشهير وعميد جامعة الإسكندرية، سنة 1950، لنجده شبيها إلى حد كبير بفكرة الوصايا، ذلك لأنها الطريق الأساسى لهذه الطبقة فى مصر حينها. أمر آخر انتبهت له بعد الانتهاء من كتابة الوصايا، وهو درامية إطار الوصايا، فقد ساعدتنى بشكل أساسى فى تشكيل حركة الأحداث وبنائها، من خلال قصة صعود عائلة سليم ثم تفككها، فالصعود قائم على «الصبر» و«اعتبار المتعة زائلة كالحياة»، والتفكك مصدره أن «التخلى أعظم الفنون»، وهى كلها من وصايا الجد التى تقوم أحداث الرواية عليها. وبذلك كانت الوصايا هى الأقدر على تصعيد الأحداث فنيا فى شكلها المطلوب.. فى النهاية، قد تكون هذه كلها مجرد أخيلة كاتب، والنقاد هم من عليهم أن يقرروا على أى حال. من يقرؤك بتركيز يكتشف أنك لا تهمش أحدا أو شيئا.. المكان له حضور قوى بحق فى كتاباتك، وكذلك لكل شخصية ثانوية فى قصتك مساحتها الكاملة، حتى ليظن القارئ فى بعض الأحيان أنها صارت شخصية أساسية لا تستقيم القصة إلا بها هل هذا النزوع إلى بروزة الأشياء ورفض تهميشها هو الذى يدفعك للكتابة؟ - تقول إحدى عبارات رواية «يوسف تادرس»: «لا تصدق الأفكار الكبرى، لا تصدق أن هناك حدثا كبيرا وحدثا صغيرا، كل الأحداث مهمة، لأن الكبير مبنى من صغير». هذه هى فلسفتى فى التعامل مع التفاصيل، مثلا أنا الآن مهتم بحركة النادلة التى تقف خلفك وتصب الشاى فى الفنجان لأحدهم. هذا على مستوى طبيعة شخصيتى الذاتية، أهتم بكل تفصيلة صغيرة كما لو كانت هى أكبر شيء، وبالفعل تشكل رغبتى فى بروزة الأشياء أحد أهم نزعاتى فى الكتابة. وعلى المستوى الفنى أرى أن الرواية لها عصب، وكل الشخصيات والعناصر الفرعية لابد أن تساهم فى بناء التصور العام للنص. هذا البناء يحتاج لضبط العناصر الفرعية فى الرواية من خلال ميزان دقيق مستمر طوال الكتابة، وهذا يخلق جدلا مستمرا بينى وبين النص، ويجعل من فترة الكتابة أكثر الفترات إرهاقا وعصبية وإبداعا. فالرواية كالنغمة الموسيقية، إذا لم تملأ روحك باختلاف عناصرها بعد انتهاء الأحداث، إذن فلا طائل منها من الأساس. وإنى لأذكر أجمل ما قيل عن «الوصايا» كان من شاب لا أعرفه، كتب على «تويتر»: «الله.. الوصايا بتسيب أثر جميل».. هذا هو هدف كل عناصر الرواية.. أساسية كانت أم فرعية.. أن تترك أثرا جميلا، وهذا ما أراعيه فى التعامل مع كل تفصيلة وكل حدث مهما كان صغيرا. تفرد لأحلام نوم شخصياتك مساحة ملحوظة من الأهمية والتأثير فى سياق القصة، فأحلام الشيخ «عبد الرحمن سليم» فى «الوصايا» كانت أشبه بنبوءات دالة على ما سيحدث، وكذلك أحلام «مهاب» فى «حالات ريم»، وغيرهما. هل تعتبر عالم الأحلام أحد المداخل لحياة موازية لحياتك الحقيقية؟ - هذا سؤال وجيه ومهم. أنا مغرم بالأحلام، هذه المادة شديدة الخصوبة، التى تجسد الحياة المعاشة. وبالفعل، أنا أعتبر الأحلام بوابة لعالم موازٍ لعالمنا الواقعى.. هذا أفضل توصيف لرؤيتى لها. عند التعامل مع شخصياتى، أكثر ما أهتم به هو دواخلها؛ أى ما يوجد بداخلها من تداعيات وتصورات عن الدنيا، والأحلام نافذة مهمة على هذه الحياة الباطنية. وفنيا، تحل لى الأحلام مشاكل كثيرة فى البناء الروائى وتتابع الأحداث، فمثلا قد أعكف على كتابة عشر صفحات لتحليل حالة معينة، فى حين أن حلما واحدا يلخصها كلها. فالشيخ «عبد الرحمن» فى «الوصايا» عندما حلم بالجلابيب المعلقة على حائط السيد البدوى، وبعدها عاد ابنه من الجيش، فسر الحلم بأن الجلابيب تنادى أصحابها، ولكن عند سفر ابنه الآخر لغرب إفريقيا ليكون داعيا إسلاميا، يكتشف أن للحلم تفسيرا مختلفا. وهكذا تصبح الأحلام أداة لضبط إيقاع بعض أحداث الحياة الحقيقية وتحليلا مناسبا لها، وعينا مبصرة على ما يخفيه البشر داخل أرواحهم. وقد قرأت «تفسير الأحلام» «لفرويد» فى شبابى، وهو كتاب عظيم، وّجه نظرى لأهمية وجمال الأحلام. الأحلام هى الجانب الحقيقى فينا، فالحياة الاجتماعية الواقعية فيها كثير من التمثيل، والحفاظ على أعراف المجتمع، وهو أمر ليس سيئا بالمناسبة، ولكننا مضطرون له، أما فى الأحلام فلا وجود لذلك.. يوجد فقط حقيقة الإنسان. كثير من أبطالك يتطلعون للخروج من شرنقة مجتمعاتهم، سواء اجتماعيا مثل الحفيد «الساقط» فى «الوصايا»، أو جسديا مثل بطل «صوت الغراب» الذى يتحول لغراب. ما دلالة تجسيدك المتكرر لهذا النوع من الأشخاص الذى يرفض الانصياع لقوانين بيئته، رغم أنك تبدو شخصا عاديا منسجما مع بيئتك، محبا لسكنك فى طنطا، ولا تخرج عن المألوف؟ - ومن قال إنى لم أخرج عن المألوف؟ بالطبع خرجت! من خلال أعمالى هذه. وأنا أجسد هذه الشخصيات لأنها تعبر عن رغبتى الشخصية فى الخروج من الإطار. ولكن ما لا يتنبه إليه الناس هو أن الحياة بتقليدية لا تعنى إطلاقا التفكير بتقليدية، فأنا كما تقولين شخص عادى، أعيش حياة تقليدية هادئة فى مدينة بعيدا عن العاصمة، وأعمل موظفا حكوميا، بل وإننى ربيت طفلين واهتممت كثيرا بحياتهما ورعايتهما، وهى مسئولية روحية كبيرة، ولم أفكر فى تركهما من أجل الكتابة. كل إنسان يعيش بطريقته، سواء أكان موظفا فى الأرشيف أو فنان مسرح، لا يهم، المهم هو أن الكتابة تعنى «أن تعيش بعمق»، وأنت فى أى مكان وأى حال.. مادام ذهنك وروحك أحرارا فلا شىء سيجبرك على الانقياد له. بل إننى، بالإضافة إلى ما ذكرت، أحاول من خلال كتابتى أن أنبه إلى ضرورة الخروج من إطار الاهتمام الشديد بالحصول على الثروة وعدم الاهتمام بالآخر، وعدم عيش حياة متزنة هادئة، لأن ذلك لا يفضى إلا إلى إنتاج غربان، لا بشر! وهذا ما تعالجه رواية «صوت الغراب» تماما. فى النهاية، أنت ككاتب مطلوب منك أن تنوّر التجربة الإنسانية التى عشتها أنت.. فى مكانك.. وطريقتك. وهذا تماما ما فعله نجيب محفوظ، الذى أبدع أعظم أعماله التى مثلت ثورة فى عالم الأدب وفى المجتمع كله، فى حين أنه عاش حياة رتيبة منتظمة لا يظهر فيها أى نوع من التمرد الظاهرى. تتقاطع مع الأستاذ الكبير فى أكثر من نقطة؛ فى التصاقكما بحياتكما العادية الهادئة ووظيفتكما الحكومية، وفى دأبكما وصبركما الطويلين على الكتابة، وزهدكما فى الشهرة وفى المجد السريع، وفى ولائكما للأدب المحلى, هل أنت واعٍ بهذا الشبه، واتخذت محفوظ قدوة حياتية؟ أم أنها الصدفة؟ - هذه ملاحظة حقيقية. قلت فى كلمة تسلمى لجائزة نجيب محفوظ إن سيرة نجيب محفوظ قربته منى، فهو موظف مصرى مثله مثلى، يصيبه الهم عندما يتعطل تليفون شقته فى الإسكندرية، وعندما تنفجر ماسورة المياه الرئيسية فى بيته بالقاهرة، يقضى اليوم متكدرا، ويرتبك نظامه الصارم. إنه قريب من القلب، ملامحه تشبه ملامحنا، وحياته تشبه حياتنا، إلا أنه امتلك ما عجز كثيرون عن امتلاكه: النظام والدقة والصبر. وقد تعلمت الكثير من أحاديثه، وطريقته فى التفكير، والحياة، تقريبا أكثر مما تعلمت من إنتاجه الفنى، وإن كنت تشبعت بأعماله وأجوائها منذ فترات الصبا المبكر. وفى مطلع تسعينيات القرن العشرين عندما أخذت الكتابة مأخذ الجد، ساعدتنى سيرتُه. اعتدت منذ ذلك الوقت أن أتخيلَه وأطرح عليه السؤال الذى يحيرنى. وكلما وقعت فى مشكلة فنية، أترك ما فى يدى وأمشى فى شوارع طنطا. أستحضر صورتَه وأتخيل طريقتَه فى التفكير. وقد علمنا نجيب محفوظ كيف يمكن أن نعيش فى بيئات محافظة كبيئاتنا، ونظل قادرين على تحويل مفردات حياتنا إلى شيء لامع، وتأمل فى التجربة الإنسانية. نجيب محفوظ قدوة لى، وإنى لأتمنى أن أفعل 1/10 مما فعله نجيب محفوظ. قلت سابقا إنك إن لم تكتب القصص بعد «الوصايا»، لكن الكتابة ستظل رفيقا لك، لأن لها فى حياتك بعدا أعمق من مجرد كتابة القصص. حدثنا عن هذا البعد الأعمق للكتابة، ما كنهه، ومن أين نشأ؟ - سأحدثك عن معادلة مهمة فى حياتى: أنا لست كاتبا محترفا، أنا أمين مكتبة بطنطا يحب كتابة القصص، ولقمة عيشى لم تكن أبدا من الكتابة، بل من عمل حكومى منتظم أعيل به أسرتى وولديّ، وفى نفس الوقت أحب الفن كحبى للحياة. ماذا أفعل برأيك؟ كان لابد أن أغرس الكتابة وسط مسئولياتى اليومية الوظيفية والعائلية لتصبح جزءا من تكوينى الذهنى، لتصبح كالتنفس، تماما كمن يدمى أصابعه فى التعلم على البيانو كل يوم حتى يتمكن من عزف ما يحب. فعلت ذلك بغرض جعل الكتابة جزءا منى، لا بغرض إنتاج أعمال فنية. عشت مع الكتابة بهذا الشكل لأكثر من ثلاثين عاما، فصار لها بُعد أعمق بكثير من مجرد كتابة قصة، هى أداة لانفتاح الحياة أمامى، وتأمل الأحداث والبشر، وفهم علاقات معقدة، وأصبحت الكتابة نشاطا من الأنشطة التى تساعد على الحياة، لايمكن استبدالها بالحب والمشى والجلوس أمام البحر وزيارة الأهل وقضاء صباح الجمعة فى المقهى. وإن أكثر ما يجيب على سؤالك هذا هو قول نجيب محفوظ الذى عشت حياتى كلها أتعامل مع الكتابة على أساسه: «أتعلم ما الذى جعلنى أستمر ولا أيأس؟ لقد اعتبرت الفن حياة لا مهنة، فحينما تعتبره مهنة لا تستطيع إلا أن تشغل بالك بانتظار الثمرة.....». وأنا اعتبرت الكتابة حياة، لا مجرد قصص.. أنا لا أكتب إلا لأحيا.