من المفترض أن يكون ألبوم (كدة باي) للمغنية اللبنانية الكبيرة فى الموهبة والجماهيرية أيضًا «نوال الزغبي»، من أهم ألبومات هذا العام لأنه يعتبر ألبوم العودة بعد غياب دام حوالى أربع سنوات بالتمام والكمال عندما طرحت ألبوم (يا جدع) فى عام 2015، وطوال هذه الفترة كانت «نوال الزغبي» تعود من فترة لأخرى بأغنية سينجل لكى تظل على الساحة. كان أبرز هذه الأغانى فى فترة الغياب (الناس العزاز) الصادرة فى عام 2017 كتتر بداية مسلسل (لأعلى سعر) وكانت من أهم أغانى ذلك العام على المستوى الفنى وأيضًا الجماهيرى وهو ما رفع سقف التوقعات لألبوم العودة المنتظر. «نوال» فى ألبومها الأخير حاولت خلق صدمة لجمهورها لكى تكون عودتها مختلفة، وهذا وضح من اسم الألبوم (كدة باي)، وهى واحدة من أنجح أغانى الألبوم على المستوى الجماهيرى لأنها تخطت الثلاثة ملايين مشاهدة فى شهر من طرحها وهى الأغنية الوحيدة فى أغانى الألبوم التى وصلت لهذا الرقم، وتأتى بعدها أغنية (جوه قلبه) والتى وصلت إلى أكثر من مليون مشاهدة بينما لم تستطع باقى الأغانى تخطى حاجز المليون. أغنيتى (كدة باى وجوه قلبه)، بينهما عوامل مشتركة، فالاثنتان من تلحين المتميز «عمرو مصطفى» صاحب التاريخ الطويل من النجاحات مع «نوال الزغبي» فهو صانع أنجح أغانى مشوارها الفنى مثل (حبيته سنين طوال، غيب عن عينيه، اللى اتمنيته، بعينك، روحى يا روحى والناس العزاز)، كما أن ألحان «عمرو مصطفى» لا يمكنها النجاح بمفردها خاصة إذا لم يكن هناك توزيع موسيقي قادر على إبراز قوة اللحن، ولذلك كانت الأغنيتان من توزيع الشاب الموهوب «إلهامى دهيمة» والذى شارك أيضًا فى توزيع العديد من أعمال «عمرو مصطفى» فى السنين الأخيرة مع مغنين آخرين وهذا ما يؤكد على التناغم الكبير بين هذا الثنائي، كما سبق له قبل ذلك التعاون مع «نوال الزغبي» فى (هقولك ايه) ومن متابعتى لأغانيه فأنا على يقين أنه لم يخرج كل ما عنده بعد. حسب حوار «نوال الزغبى» مع إحدى الجرائد، فقد صنعت أغنية (صبح صبح) بمفهوم الغنوة الشعبية المصرية. وهو أمر يؤكد على أنها لم تعد قادرة على فهم متطلبات الجمهور المصرى وأرقام مشاهدات الأغنية الضعيفة خير دليل، ف«نوال» اعتقدت بأن كلمات الأغنية تصلح أن تكون شعبية وستتداول بين المصريين رغم أن (صبح صبح) كيليشيه مصرى قديم يستخدم من أيام «سيد درويش» مثل (صبح الصباح فتاح يا عليم)، ومع «عدوية» فى (صبح الصباح) من كلمات «سمير الطائر»، كذلك بصوت «نجاح سلام» ومن كلمات «فتحى قورة»، ومؤخرًا مع «محمد الشرنوبي» أيضًا فى (صباح الصباح) بكلمات «أيمن بهجت قمر»، كما أن كل الأغانى الشعبية الحديثه التى تحقق الانتشار الجماهيرى تعتمد على الكلمات الجديدة غير المستهلكة بعكس ما قدمته «نوال». وبكل حيادية، فإن باقى أغانى الألبوم لم تقدم فيها «نوال» أى شخصية مختلفة عن التى قدمتها فى ألبوماتها السابقة، وهو ما يوضح سبب تراجع رواج الأغانى على المستوى الجماهيري، خاصة وأننا نقول ذلك بعد مرور شهر على صدور الألبوم وبعد سماع المحتوى المقدم لأكثر من مرة ومراقبة ومتابعة ردود الأفعال حول آخر إصدارات المغنية اللبنانية. وبعيدًا عن تفاصيل الأغانى يحسب ل«نوال» اهتمامها بطريقة طرح الأغانى على اليوتيوب بصناعة كليبات بسيطة لكى تحاول أن تجذب أكبر قدر ممكن من الجماهير لمشاهدة الأغانى بدلًا من استخدام الصور الثابتة وكتابة كلمات الأغنية بالصور التقليدية.