جحيم المعاش أكثر من 9 ملايين أسرة فى مصر خرج عائلها على المعاش تعيش حالة ترقب منذ أن أصدرت المحكمة الإدارية العليا بمجلس الدولة حكمها النهائى بأحقية أصحاب المعاشات فى الحصول على 80% من قيمة آخر خمس علاوات إلى الأجر المتغير. الدكتور على عبدالعال رئيس مجلس النواب وجه رسالة طمأنة لأصحاب المعاشات أثناء الجلسة العامة للمجلس الأسبوع الماضى مؤكدًا أن وزيرة التضامن أعلنت احترامها لأحكام القضاء. فيما وصف النائب محمد وهب الله عضو مجلس النواب حكم المحكمة الإدارية العليا بأنه تاريخى، وطالب رئيس حزب التجمع مجلس النواب بالتدخل الفورى وإلزام الحكومة بتنفيذه. بينما قال سعيد الصباغ رئيس النقابة العامة لأصحاب المعاشات أن أصحاب المعاشات يعانون من ارتفاع أسعار المعيشة، مؤكدًا أن حكم المحكمة الإدارية العليا يمثل أهمية كبيرة لجميع المصريين. خاصة أن حكايات أصحاب المعاشات مع مرتباتهم الضئيلة والتى وصلت فى بعض الأحيان لأقل من ربع ما كانوا يحصلون عليه من مرتبات قبل الإحالة للمعاش كثيرة بعضها يبعث على التفاؤل، والبعض الآخر يبعث على التشاؤم وإن كان معظمهم يتجه للعمل بعد سن ال60 لتلبية احتياجات أسرهم الأساسية بعد انخفاض دخلهم بعد المعاش. نرصد حكايات هؤلاء المحالين للمعاش بين من تحولت قصته إلى مأساة حقيقية لكنه كالجبل لا يهزه تقدمه فى العمر وبين من ينجحون فى أعمالهم بعد المعاش حتى لو كانوا قد لجأوا للعمل هروبًا من «قعدة» البيت، وفى نفس الوقت لم تقف الحكومة فى مقاعد المتفرجين ودعمت المحالين للمعاش بعدة برامج تجعل حياتهم تبدأ من جديد بعد الستين مثل «مستورة» و«تطوير الحضانات» و«الأسر المنتجة». تقوم وزارة التضامن بطرح عدة برامج لتشجيع من هم فوق ال60 عامًا على مزاولة حياتهم بشكل طبيعى والبحث عن فرص جديدة، حيث صرحت سمية الألفى، رئيس الإدارة المركزية للرعاية الاجتماعية، أن منظومة الضمان الاجتماعى تضم 190 ألف مستفيد فوق 65 عامًا، ونعمل حاليًا على الدعم الإنتاجى، وهى عملية تحويل محدود الدخل إلى منتج يستطيع زيادة دخله، وأيضًا توفير العمل للسيدات اللائى لا يجدن عملًا، بمن فيهم السيدات كبار السن. لذلك أطلقنا برنامج تطوير الحضانات، الذى يهدف أساسًا إلى ذهاب المرأة للعمل، وليس فقط حماية الأطفال وتعليمهم، مما يجعل للمرأة دخلًا شهريًا يُساعدها فى تحمل أعباء المنزل، وبما يمكنها من حماية أسرتها فى حالة تعرض زوجها للمرض أو الوفاة أو فى حالة الطلاق. وأضافت الألفى: فى هذا الصدد نعمل على تطوير الحضانات ودعمها وتقديم المنح لها، وانتهينا من تقييم نحو 6 آلاف حضانة، ووضعنا نموذجًا جديدًا للحضانات، بحيث يتواكب مع التطور فى وزارة التربية والتعليم، ولدينا فى مصر أكثر من 14.500 حضانة مرخصة من وزارة التضامن، وهناك نحو 4 آلاف حضانة غير مرخصة ظهرت خلال السنوات القليلة الماضية، لسد العجز فى الحضانات، لذلك نعمل فى الوقت الحالى على توفيق أوضاع الحضانات غير المرخصة، وتقوم الوزارة بتقديم المنح للحضانات لجذب أكبر عدد من الحضانات غير المرخصة للاستفادة من خدمات الوزارة. كما أوضحت أن بنك ناصر الاجتماعى هو الممول الرئيسى للتأسيس وتطوير الحضانات، ولأول مرة يحق لكبار السن الحصول على قرض، حيث إن سن القرض يصل ل65 عامًا، وهذا يعد جديدًا على شروط سن القروض، مشيرة إلى أن هناك أكثر من 300 سيدة فوق 60 عامًا، بالفعل حصلن على قروض تطوير الحضانات. وتابعت: كما يوجد أيضًا قرض «مستورة» وهى قروض للسيدات، فهو برنامج يهدف إلى تحقيق أهداف الحكومة ووزارة التضامن لحماية الفئات الأكثر احتياجًا وتمكين المرأة اقتصاديًا بتوفير فرص عمل لها وإنشاء مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر لمساعدتها على تنمية نفسها بالعمل، ولا يشترط ضامن ولا سن ويحق للسيدات لحد 65 عامًا؛ لافتة إلى تنوع خدمات المشروعات ما بين إنتاج حيوانى، ومشروعات منزلية، وتجارية، وصناعية وخدمية، وتعد لجان الزكاة، وهى ذراع بنك ناصر الاجتماعى الممتدة فى جميع أنحاء الجمهورية هى التى يعول عليها البنك فى عمل الأبحاث الاجتماعية وتقديم قروض مستورة، وتتراوح قيمة القرض بين 4 آلاف إلى 20 ألف جنيه، وتحصل على القرض المرأة القادرة على العمل وليس لها مصدر دخل ثابت أو ذات الدخل البسيط، سواء من لديها معاش ضمان اجتماعى أو معاش تكافل وكرامة، أو من مستحقات النفقة، أو من لم تحصل على معاش تكافل وكرامة لعدم استيفائها لشروطه. كما توجد شهادة رد الجميل التى تستهدف كبار السن ممن هم 70 عامًا فأكثر، وتبدأ الوديعة بقيمة ألف جنيه ومضاعفاتها ولا تزيد على مليون جنيه للشخص الواحد بعائد سنوى 17 % وهى أعلى فائدة موجودة حاليًا، ومدة الوديعة سنة من تاريخ الإيداع ويحسب العائد من اليوم التالى للإيداع، هذا ويصرف العائد سنويًا فى نهاية مدة الوديعة، ويحق للعميل استردادها بعد 6 شهور دون خصم أو عائد. أما مشروع «الأسرة المنتجة» فلا يشترط سنًا مادامت لديهم قدرة على الإنتاج والعمل، كما لا يشترط أن تكون امرأة ولا رجلاً فهو للأسر المنتجة بشكل عام، لكن أغلب المشروعات تكون من السيدات، ويوجد أكثر من 10 آلاف ممن يعملون فى مشروعات الأسر المنتجة فوق سن الستين ما بين رجال وسيدات. من جانبها قالت سامية على، وهي على المعاش: كنت أعمل مدرسة، وخرجت على معاش، شعرت بشىء من الاكتئاب نتيجة للجلوس فى البيت، وعلمت عن برنامج «تطوير الحضانات» بوزارة التضامن، بالفعل تقدمت بالأوراق للحصول على ترخيص بالحضانة، وساعدنى على تأسيسه القرض من بنك ناصر، الذى لا يشترط السن، الآن أعمل على إدارة الحضانة ومعى ثلاث مدرسات ضمنهن مدرسة تبلغ من العمر 55 عامًا، مشيرة إلى أن العمل ليس له عمر، مادام الإنسان قادرًا على العمل فما هو المانع؟!. وتضيف: عواطف محمد، تبلغ من العمر61 عامًا: علمت عن برنامج مستورة التابع لوزارة التضامن، من السيدات بالمنطقة التى أسكن بها، الذين استفادوا من برنامج مستورة، كنت أعتقد أنه لا ينطبق علىَّ نظرًا لكبر السن، ولكن علمت أن برنامج مستورة تستطيع أن تستفيد منه المرأة حتى 65 عامًا.