أصيب العديد من الشباب بصدمة كبيرة منتصف الأسبوع الماضي، بعد توقف لعبة «بابجى» الشهيرة ما يزيد على 8 ساعات متواصلة، واحتلت اللعبة الشهيرة «pubg» تريندات مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تردد أنباء عن حظر اللعبة، إلا أن التوقف كان الغرض منه إصدار بعض التحديثات على اللعبة، ويأتى على رأسها إضافة «الزومبى». «بابجى» التى تحولت إلى ما يشبه الإدمان لملايين من الشباب حول العالم، لم تعد مجرد لعبة فقط، بعد أن نجحت فى تكوين علاقات صداقة وحب وصلت إلى الزواج، كان آخرها قصة حب «نورهان وأحمد»، بعد أن أعلن الثنائى خطبتهما رسميًا، ليكونا فريقًا جديدًا فى الحياة، بعد أن شهدت العديد من الجولات فى حروب افتراضية بالموبايل. بعد دخول ساحة المعركة بالشخصية الإلكترونية وحمل المعدات الحربية، يندمج اللاعبون فى العالم الافتراضى للعبة «PUBG» ليأتى من بين العنف والدماء والحرب، الحب.. بعد أن يعرض الشاب نفسه للخطر مدافعًا عن الفتاة التى تشاركه اللعبة، فتلمح منه شهامة، ومن هنا تبدأ كلمة فابتسامة لتنتهى حالة النقاش والتعارف إلى الزواج. لعبة «بابجى» تعد واحدة من أهم الألعاب المستخدمة على هواتف المصريين نساءً ورجالًا، وأصبح مشهد الشاب يضع فى أذنه سماعات الموبايل ويتحدث مع مجموعة أشخاص أنت لا تراهم فى المواصلات أو المنازل والمقاهى أمرُا معتادًا للجميع، وفقًا لما تحتاجه اللعبة، وأخذت اللعبة منحنى آخر بعد أن جمعت بين قلوب البعض وأصبح لهذه اللعبة وغيرها من الألعاب والابلكيشن، دور كبير فى التعارف وحتى الزواج، رغم أنها تعد لعبة عنيفة فى ساحة قتال افتراضية. أول زواج فى أكتوبر الماضي، تم الإعلان عن أول زواج من نفس اللعبة ل«يارا» و«شاربل»، وهما يحملان الجنسية الهندية، بعد أن تعرفا خلال الحرب الإلكترونية وتزوجا قبل 4 أشهر، كما أعلن ثنائى من فيتنام دخولهما فى علاقة عاطفية رسمية، بعد أن تطورت علاقتهما أثناء اللعب: «لا يوجد شيء أكثر سعادة يطرب له قلبك من أن تجد شخصًا يفهم اهتماماتك». حب فى الحرب قصة الحب المصرية، بين الدكتور محمد رياض محمد، خريج كلية صيدلة صاحب ال26 عامًا، وأحد أبناء مركز الزقازيق بالشرقية، ويعمل حاليًا مندوب بشركة أدوية، ونورهان حشيش، خريجة صيدلة، بدأت من خلال صديق مشترك أدخلهما اللعبة، ليلعبوا ثلاثتهم ضد الآخرين، ومن هنا تعرفا على بعضهما، لينتهى التعارف على اتفاق ووعد منه بالتقدم لأهلها، وبالفعل تم كل شيء ببساطة وسهولة. يقول الدكتور محمد: «كنت أنا وصاحبى بنلعب ودخلت هى تلعب معنا أول مرة من خلال أصدقاء مشتركين وتفاعلنا سويا... وبعد مقابلتها تبين أننا نعمل فى مجال الصيدلة معًا تعرفت عليها أكثر واتفقنا». محمد اتفق مع نورهان، على أنه سيتقدم لوالدها لإتمام الزواج، وأخبر أسرتها إنه التقى بها خلال تدريب فى الصيدلية بحكم المجال المشترك وهو ما حدث فعلا، مؤكدا: «مفيش مانع أن تتعرف على واحدة عن طريق التواصل الاجتماعى أو لعبة وإن كانت شريكة مناسبة.. خد خطوة واتقدم»، وهو ما أيدته نورهان قائلة: «الموضوع جاء صدفة، وتعرفنا على بعضنا، وطلب محمد التقدم لخطوبتى، وتمت». مواقع التعارف إحدى الدراسات التى أجراها معهد بيو للبحوث أكدت أن 11 % من الأمريكيين البالغين استخدموا مواقع الزواج والتعارف على شبكة الإنترنت وأن 38 % من غير المتزوجين يبحثون عن الرفيق المناسب عبر إستخدام هذه المواقع. وكشفت الدارسات أن التعارف والزواج عبر مواقع الإنترنت ينتشر فى الفئة العمرية ما بين 25 و45 سنة وينتشر بصورة أكبر بين خريجى الجامعات وسكان الضواحي، مشيرة إلى أن نسب نجاح علاقات الزواج عبر مواقع التعارف ارتفعت مؤخرًا عما كانت عليه فى عام 2005، ففى عام 2013 على سبيل المثال قال 23 % من الأشخاص الذين تزوجوا بعد التعارف عن طريق هذه المواقع إن علاقتهم بأزواجهم ناجحة للغاية، بينما لم تتخط النسبة 17 % فى عام 2005. ضحية «الأونلاين» نور فريد، فتاة فى العشرينيات من العمر، واحدة من الفتيات اللاتى ارتبطن من خلال إحدى الألعاب الإلكترونية، عبر ابلكيشن يشبه اللعبة يعتمد على الهزار وإلقاء النكات بين الأشخاص بعضهم بعضًا، وإلقاء محتوى علمى فى مجالات مختلفة: «فى البداية شافنى لايف وأنا أتحدث عن محتوى معين وأقوم بشرحه عبر الابلكيشن عجبته وهو كمان عجبنى جدا أثناء حديثه مع أصدقاء على اللايف فانجذبت له». تضيف: «بعد ذلك تبادلنا أرقام الهواتف الشخصية، فخلال اللايف كنا نتحدث دائمًا عن ما نحب وما نكره فى الأشخاص، فهو استطاع أن يرسم شخصية لنفسه مشابهة لتفضيلاتى وبدأ إعجابى بيه يزيد، أكثر رغم أن تواصلنا كان عن طريق الموبايل فقط، لأنه يعيش فى بلد آخر». نهاية علاقة نور لم تكن على غرار «أحمد ونورهان»، بعد اكتشافها بالخداع، رغم أنها لم تعد قارة على الانفصال عنه: «تركنى هو وعلمت بعد ذلك أنه يفعل هذا الأمر مع كثير من الفتيات، علاقتنا استمرت سنة كاملة»، لافتة إلى أنها لم تجد أزمة فى عدم رؤيته كل هذا الوقت، لكنها اكتشفت أنه لا يجوز الارتباط بأحد أونلاين دون مقابلة، لأنه من السهل اصطناع شخصية غير حقيقية. حب الفيس بوك أما «فيس بوك»، فيعد الأشهر من بين المواقع فى علاقات الحب والزواج، وتعد حكاية هدير واحدة من القصص الناجحة التى تمت عبر الإنترنت، تقول: «بدأ الموضوع بادد على الفيس وكان مثل أى أحد فى الفريندز لا أعرفه، لا نتحدث أبدًا فقط نتواصل بالإيكات.. وبعد فترة كنت فى حالة اكتئاب وأرسل لى رسالة لو محتاجة حد تتكلمى معاه أنا موجود». تضيف هدير: «لم أجُب فى البداية ولكنه كرر الرسالة كثيرًا وتحدثتا عبر الشات واكتشفنا أن هناك الكثير من الأصدقاء المشتركين بنا، ومن ثم تقابلنا وتحدثنا كثيرًا وعلم أننى بحاجة إلى العمل فوفر لى فرصة فى الشركة التى يعمل بها وأصبحنا نعمل فى نفس المكان، وتحولت صداقة الفيس إلى علاقة صداقة على أرض الواقع». وتكمل هدير: «بعد عدة أشهر صار الإعجاب متبادلًا بيننا، وقررنا تحويل الموضوع إلى طريق الجد، وتمت الخطوبة ونحضر الآن للزواج». إعلانات الوظائف حيل الزواج لم تتوقف عند فقط مواقع التواصل الاجتماعى والألعاب الإلكترونية، فحكاية أميرة وعمرو بدأت عن طريق إعلان وظيفة فى أحد مواقع التوظيف، يقول عمرو: «أعمل اتش آر بإحدى شركات التوظيف ودائمًا ما أوفر الفرص المتاحة وفقًا للإيميلات المسجلة لدى بالسيرة الذاتية، فى إحدى المرات لفت نظرى سيرة ذاتية لباحثة فى إحدى مجالات المبيعات وقررت أن أرسل لها موعد تحديد مقابلة للعمل ولكن السبب الأساسى هو رؤيتها على الحقيقة. ويضيف: «بالفعل حدثتها هاتفيًا وحددنا موعد المقابلة فى مقر الشركة وعندما رأيتها قررت أنها ستكون شريكتي، ظل الإنترفيو قرابة ساعتين لا نتحدث سوى عن حياتها واهتماماتها، رغم أنها كانت تقاطعنى وتستغرب ما علاقة الأسئلة بطبيعة عملها، وحددنا ميعاد (انترفيو ثاني)، ومن خلاله اعترفت لها بإعجابى الشديد بها ومحاولة التقرب منها، فى البداية وصفتنى بالجنون وذهبت، إلا أننى استمررت فى الاتصال حتى وافقت على مقابلتى بالخارج وبدأت تنجذب لي». بعد ثلاثة أشهر كان عمرو يتحدث مع والد أميرة مبديا رغبته فى الزواج من ابنته وتحديد موعد الزفاف، وتم الزواج، الذى دخل عامه الثالث دون خلافات تذكر. خبراء العلاقات الأسرية أكدوا أن الزواج عن طريق اللعب فكرة خاطئة، فهى أكثر خطورة من التعارف عن طريق الإنترنت، حيث أنه لا يوجد ملف تعريفى للعبة يمكن الرجوع إليه، وقائمة الأصدقاء يمكن التعرف من خلالها على العريس.