العلاقة بين الرجل والمرأة فى مجتمعاتنا الشرقية من الموضوعات الأكثر جدلًا، والحديث عنها دائمًا ما يكون خلف الأبواب المغلقة، ربما بسبب انغلاق كل فئة على نفسها فيكون التعامل بينهما أشبه بصراع القبائل رغم كون كل منهما مكملًا للآخر. دارين المسلماني، التى تعمل فى مجال إعادة توجيه الحياة، اختارت أن يكون عنوان أول كتبها الصادر مؤخرًا عن دار تويا للنشر «فن الصياعة» متضمنًا نصائحها «التى أراد أن يقولها الأب لبناته وخجل، أو ينصح بها الأخ أخته وخشى عليها خوض التجربة، وما أراد قوله زميل العمل لزميلته لكنه خاف من المنافسة». عنوان الكتاب بحسب ما قالته دارين لم يكن من قبيل إثارة الجدل لكنها تراه الأنسب لمضمون الكتاب الذى تريد من خلاله كسر تابوه «البنت المحترمة» حد السذاجة، إذ بدأت فكرة الكتاب أثناء تجولها مع زوجها فى إحدى المكتبات ودار النقاش بينهما حول كتاب «why men love Bitches?» فكان رأيه أن إجابة السؤال ببساطة دون قراءة الكتاب «عشان مش بيحسوا معاهم بمسئولية». رد الزوج، كان دافعًا لدارين فى أن ترشد البنت لتحقق المعادلة الصعبة فى الجمع بين فهم ما يدور فى عقل الرجل (وهو ما تقصده من الصياعة) دون وقوعها فى الخلاعة أو العهر، ببساطة أن تملك الأنثى خبرة الساقطة التى تجذب الرجل ووقار المحترمة. البنت لا بد أن تكون «مستقلة، أنثي، بتدلع، شقية ودمها خفيف» لكى تصبح فتاة أحلام للرجل بل لتصبح شخصية ملهمة، كانت هذه الصفات هى المحاور الرئيسية للكتاب، حيث ترى الكاتبة أن الاستقلال يصبح من خلال القيم والمبادئ ووجود الشغف فى استمرار العلاقة مما يؤدى لوجود حياة اجتماعية ناجحة دون الحاجة للدعم المادى أو العاطفى هو ما يجعل المرأة مستقلة وجذابة، فضلًا على أن أكبر خطأ تقع فيه الفتاة هو أن تجعل الرجل مركز حياتها مما يجعل حياتها كتابًا مفتوحًا له «إديله فرصة يحتار فيكي». نصائح الكتاب للفتيات تحدثت بلسان العديد من الشباب وما يحقق رغباتهم «سبيه فى الكهف براحته» وهو الوقت الذى يريد كل شاب أن يخلو بنفسه فيه و«يسمع صوت الصمت» فى هذه المرحلة على الفتاة انتظار خروجه من كهفه تجنبًا للمشاكل. وفى خفة الدم كانت أهم النصائح أن تجعل الفتاة من السعادة أسلوبًا لحياتها حتى فى غياب الطرف الآخر «عشان تعرف تتبسط لو هو مش موجود» وفى طريق تحقيق تلك السعادة المرجوة لابد ألا تحاول تغيير الرجل إذ تصبح تلك المحاولة أكبر ما يكدر صفو سعادتهما معًا، كما أن أحد الجوانب المهمة فى العلاقات بين الجنسين أن تعرف البنت أهمية كونها أنثى فى المقام الأول كجزء من فهمها لذاتها قبل أن تكون طريقة للإغواء «الراجل بيحس إنك أنثى لما بيحس فى وجودك إنه راجل». الكتاب حاول بحذر كشف تفاصيل دقيقة فى العلاقة بين الرجل والمرأة بما يتلاءم مع ثقافتنا الشرقية «جرعات الأنوثة بتختلف قبل الجواز وبعده»، حيث تطرق الكتاب لمرحلة ما بعد الزواج بتعريف للعلاقة الجنسية الطبيعية بين الطرفين «لو حاسه إنك عندك الحرية الكافية إنك تعملى حاجة جديدة وقت ما تحبى تبقى كده فى علاقة طبيعية». نصائح الكتاب جاءت لتوعية المرأة تجنبًا لخيانة الزوج عن طريق مبادرتها فى طلب الجنس باعتبارها شريكًا مهمًا فى الحياة الزوجية «ما تستنيش هو اللى يبدأ وتقعدى فى سلبية وتقولى يارب ما يطلب النهاردة»، فترى أن كسل المرأة يكون دافعًا لملل الزوج وبداية طريقه للخيانة، كما أن الشكوى الدائمة أحد أهم الأسباب التى تؤدى لخيانة الرجل لذلك لا بد أن يتم معالجتها ب«الدلع» فى صوره المتعددة، فأحيانًا يكون المساج بديلًا للشكوى المتكررة من أجل حياة زوجية أفضل، وأن أفضل وسيلة لنجاح علاقة المرأة بالرجل تجنب انتقاده ومعرفة ما يحفزه ومشاركته اهتماماته. يقدم الكتاب دليلًا كاملًا لكل فتاة لتحقيق النجاح المهني، وهو هنا ليس نجاحًا بالحصول على وظيفة فى شركة كبيرة ولكن المقصود التألق المهنى الذى يؤهل المرأة للمنافسة على أعلى المناصب أو التألق فى مجالات جديدة لا ينافسها فيها أحد، من خلال الالتزام بالمواعيد النهائية لتسليم المطلوب منها تحت أى ظرف واحترام طبيعة الرجل العملية لأنه أثناء العمل يكون الأقدر على توصيل مايريد، حيث إن معايير التفوق والمنافسة تختلف عن العلاقة بالشريك إذ يعتمد الأمر على المهارة والقدرات على أرض الواقع لا على الإغراء أو المشاعر المنفعلة التى تتحكم فى الأنثى أثناء إدارة أمور العمل، لذلك فى العمل إذا أردتِ شيئًا «اطلبى ما تشتكيش». الكتاب يضع خطوات للمرأة للتغلب على فترات ومسببات النكد والتى من بينها «الدورة الشهرية»، والتى تعد من أهم العناصر لفشل المرأة فى التعامل مع الآخر وهو ما يتطلب مجهودًا أكثر لتخطيط يومها بشكل جيد حتى لا تقع فى فخ التسويف وإغفال ما عليها من مهام تجاه من حولها واختيار مواقفها من الآخرين والتعبير عن مشاعرها بشكل مناسب وحاسم فى الوقت نفسه.