أعلن الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، خلال كلمته فى الملتقى العربى الأول لمدارس ذوى القدرات الخاصة والدمج المنعقد بشرم الشيخ، انطلاق حملة «قادرون باختلاف»، التى تهدف إلى دمج ذوى الاحتياجات الخاصة مع زملائهم الأصحاء، وأضاف «شوقى»، إن دمج ذوى الاحتياجات الخاصة يأتى من منطلق الإيمان ببناء الإنسان المصرى، وعرض الملتقى فيلمًا تسجيليًا على المبادرة يوضح تصور وزارة التربية والتعليم فى دمج ذوى الإعاقات المتعددة فى التعليم. الفيلم التسجيلى الذى بدت أثناء عرضه علامات التأثر على ملامح الرئيس «عبدالفتاح السيسى» أظهر مواهب وأنشطة ذوى الاحتياجات الخاصة التى تميزوا فيها، ليؤكد أنهم قادرون رغم الصعوبات، ومن جانبها التقت «روز اليوسف» أبطال الحملة، لتعرف كيف يعيشون على أرض الواقع، وما هى مواهبهم والنجاحات التى حققوها. «نور» بطلة فى «الجرى».. و«البوتشى» و«السباحة» ترتدى الزى المدرسى الذى يتألف من قميص أبيض وتنورة وكرافت كحلى، تطل من بين زملائها فى مشهد جميل بالفيلم التسجيلى للحملة، ثم تصعد إلى فصلها لحضور حصة اللغة العربية. يبادر المُدرس بطرح سؤال على طلابه، ترفع «نور يسرى» المصابة بالداون يدها، للإجابة عن السؤال. يختارها المدرس لتنطق الإجابة الصحيحة التى أعقبها تصفيق حار من زملائها بالفصل. مشهد يلخص الجزء الذى ظهرت فيه الطفلة «نور» بالحملة، لكنه يجسد جزءًا صغيرًا جدًا مما تعيشه فى الواقع. «نور» لديها من العمر 13 عامًا، تعيش بمنطقة «حدائق الأهرام» برفقة والديها اللذين لم يُرزقا بغيرها، لذا حرصا أن يتفرغا لها طيلة الوقت، يقول والدها: «نور بطلة مصر فى الجرى وكرة البوتشى، وتتمرن سباحة أيضًا، حصدت 8 ميداليات ذهبية فى الجرى، وتم عمل فيلم تسجيلى عنها اسمه «اسمى نور»، تم عرضه فى روسيا وفرنسا، وعُرض فى ساقية الصاوى. والد نور يؤكد أنه لم يكن يعلم شيئًا عن الحملة، حيث تم ترشيحها من أناس يعرفونها: «هناك شركة إنتاج لديها اسم نور اتصلوا بنا وعرضوا علينا أن تشترك فى إعلان الحملة، وبعدما اختبروها اختاروها أن تمثل الاحتياجات الذهنية». لم تقتصر أنشطة نور على الرياضة فقط، حيث تقدم استعراضات ضمن فرقة فنون شعبية بمركز الحفنى، وتشترك فى حفلات كثيرة، وتصوير المشهد الخاص بها فى الحملة كان بمدرسة السعدية بالجيزة». تجلّى حب «نور» للسباحة وعمرها 3 سنوات، حيث اكتشف والدها أنها تحب المياه: «تتدرب سباحة مع مدرب عالمى خرج من تحت يده أبطال عالم، لأننى أتمنى أن تشارك فى بطولات قوية، كما تمارس ألعاب القوى أيضًا»، يعمل «يسرى» مستشارًا ماليًا بعد عودته من الخارج، أما والدة نور، فتعمل مدرسة ذوى احتياجات خاصة، يتفرغان إليها طوال الوقت، ويرافقانها أينما تذهب. «إيهاب» ممثل ومغنٍ بالإشارة اكتشفت والدته بعد عام من مولده أنه لا يسمع شيئًا مما تقوله، ولا يستجيب إلى الأصوات التى تصدرها للفت انتباهه. لم تستسلم وذهبت به إلى أطباء تخاطب كثيرين، لم تكل ولم تمل أبدًا، وإنما جعلت رؤيته بخير نصب أعينها غايتها الكبرى. سعت للحصول على سماعة لأجله من التأمين الصحى، بعدما أيقنت أن حالته لا تناسبها عملية تركيب القوقعة، وبدأت مشوارها معه فى التخاطب وعمره 3 أعوام ونصف العام. «إيهاب طارق»، لديه 12 عامًا، يقطن بمنطقة شبرا الخيمة، أحد ضعاف السمع المشاركين بحملة «قادرون باختلاف»، تقول والدته: «بدون السماعة يقرأ لغة الشفايف ويترجم ملامح الوجه، فى المنزل لا أتحدث إليه بلغة الإشارة ولا أعرف عنها شيئًا لأننى أفهم ما يقوله». «إيهاب» طالب بمدرسة «الأمل» التابعة لإدارة الساحل، وبدأت والدته تمارس دورها معه أيضًا بصفتها مدرسة، وعلّمته قراءة الفتحة والضمة والكسرة: «إيهاب تلقائى ويحب الاعتماد على ذاته وحاليًا بدأ يتواصل مع أصحابه على الماسنجر»، مشيرة إلى أن بدايته فى التمثيل جاءت من خلال مدرسته بالفصل «نيفين سيد»، التى تعلقت به وأحبته كثيرًا منذ رؤيته. تستكمل والدة «إيهاب» الحديث عنه، مشيرة إلى أنه قدم نشيدًا بلغة الإشارة أمام الرئيس السيسى، وشارك فى فيلم بطولة أحمد سعد وريم البارودى، لكنه لم يُعرض بعد. أما مشاركته فى الحملة، فأكدت والدته أنها تلقت اتصالًا من المنتج الذى أكد لها أن وزارة التربية والتعليم رشحت إيهاب للظهور فى الإعلان: «ذهبنا لتصوير الإعلان وجاءت معنا الأستاذة رابعة من المدرسة لتترجم له الإعلان، تم تصوير الجزء الأول فى مسرح النيل والثانى فى مدرسة السعدية، وأعجب به إياد نصار كثيرًا، مؤمنة به وأتمنى أن أراه فنانًا كبيرًا، لا أهتم بالماديات وهدفى أن يصل إلى حلمه، لأنه يقول لى دائمًا أنه سيكبر ويصبح ممثلًا مشهورًا». «نور الدين» بطل سباحة ولاعب كرة قدم بساق واحدة بُترت ساقه اليمنى فى حادث قطار وعمره 6 أعوام، لم يستوعب ما حدث له، وظن أن قدمه سوف تنمو مرة أخرى مثل أسنانه، مضت الأيام ثقيلة باهتة، وهو يحاول التأقلم على حياته الجديدة، كانت والدته إلى جواره دائمًا، تمد له يد العون وترافقه أينما يذهب، حتى استعاد قوته، واختار أن يكون بطلًا فى السباحة ولاعب كرة قدم لفريق «المعجزات» لمبتورى الساق. «نور الدين عزت» أحد أبطال حملة «قادرون باختلاف» التى جسدت جزءًا كبيرًا من حياته الواقعية، التى يقضيها بين المدرسة وممارسة السباحة ولعب كرة القدم. طالب بالصف الأول الإعدادى، يقطن فى منطقة «المطرية» التابعة لمحافظة القاهرة، حصل على 10 بطولات جمهورية فى السباحة من بينها بطولة أفريقيا، تقول والدته: «حصل على بطولة على مستوى الدول العربية والأفريقية، كما يمارس الجرى وركوب العجل»، مؤكدة أن الكابتن «خالد حسان» أول سباح عالمى يعبر المانش من المعاقين، شجعه للانضمام إلى فريق «المعجزات» الخاص بكرة القدم لمبتورى الساق:«كابتن الفريق كان سعيدًا به وسجل هدفين فى أول مباراة له، وتم إدراج اسمه ضمن الفريق». توضح والدته أن صديق نور فى فريق السباحة قام بترشيحه للظهور فى الحملة، وبالفعل اختاروه ضمن أكثر من 80 مشتركًًا لأنه مميز: «تواصل معى مكتب الإنتاج، وقاموا بتصوير مشهد السباحة فى استاد القاهرة من 3 الفجر ل 1 الظهر، ومشهد كرة القدم كان فى مدرسة السعدية بالجيزة، وتم التصوير فى بداية شهر سبتمبر»، لم تعلم الأم بموعد انطلاق الحملة، حيث تلقت اتصالًا هاتفيًا من جارتها تخبرها بأن «نور» على شاشة التلفاز: «شاهدت إعلان الحملة على برنامج عمرو أديب، الذى تحدث عن نور وأشاد به وقال أنه لو يمتلك 40 رِجْلًا لن يفعل مثله». تتذكر والدته التحدى الأول له، بعدما استخرج كارنيه المعاقين: «نور يحب السباحة منذ صغره، نزل وسط فريق سباحين وعام معهم وسبقهم وأثبت تفوقه». كُرمّ نور الدين عزت كونه أصغر سباح 13 سنة بالإضافة لحصده العديد من الألقاب، أبرزها الفوز بالبطولة العربية للناشئين، كما حصل على المركز الثانى فى بطولة شرم الشيخ والمركز الثانى فى بطولة الجمهورية، والمركز الأول فى بطولة الجمهورية للسباحة الطويلة. «فرقة الأسود» أبطال الشق المسرحى للحملة كان الجزء المسرحى الذى ظهر فيه الممثل «إياد نصار» مع الأطفال من نصيب المخرج السورى «منقذ الأسود»، الذى أسس «فرقة الأسود المسرحية» فى سوريا وقدم من خلالها عروضًا كثيرة داخل سوريا وفى الوطن العربى، إلا أنه قرر أن يعيد تأسيسها فى مصر عام 2012. قدم عروضًا كثيرة على مسرح ساقية الصاوى،منها «الميتادور» و«عتريس وفؤادة»، وشارك فى مسلسل «سرايا عابدين» وهو أحد أبطال مسلسل «قضاة عظماء». وقع الاختيار على 4 أطفال من فرقته للظهور فى إعلان حملة «قادرون باختلاف» وهم «بدر، وفارس، وملك، وآية»، «بدر محمد» 14 عامًا، طالب بالصف الثالث الإعدادى أحب التمثيل منذ نعومة أظافره، وظهرت موهبته من خلال حبه الشديد لإلقاء الشعر، تقول والدته: «أول فرصة له كانت فى فرقة الأسود المسرحية التى انضم لها منذ 4 سنوات، ظهر فى كليب رسمنالك لحسين الجاسمى، وكليب مع مؤذن اسمه محمود هلال كان هو بطل الكليب، وظهر فى كليب إيهاب توفيق فيكوا إيه عن الإرهاب».