البهاق.. مرض جلدى مزعج يصيب البشرة فيغير لونها إلى الأبيض.. هذا الخلل الصبغى ينتج عن تحطم «القتامينية» وهي التي تنتج الصبغة في الجلد وقد ينتشر فى بعض المناطق من الجسم أو في الجسم كله، وطالما اعتبره الكثيرون تشويهًا للوجه وخاصة إذا ما أصاب المرأة. مثلما تغيرت مقاييس الجمال وأصبحت هناك عارضات أزياء بدينات؛ بل صاحبات إعاقة جسدية، أصبحت أيضًا الفتيات المصابات ب«البهاق» موديل أو عارضات لأكبر بيوت الأزياء بل شركات إنتاج منتجات التجميل. اختارت شركة أمريكية كبرى فى مجال أدوات التجميل العارضة السمراء «آمى ديانا» المصابة ب«البهاق» وجهًا دعائيًا لها هذا العام . أصيبت ديانا بالمرض بعد انتهاء المرحلة الثانوية وبدأت البقع البيضاء تنتشر فى وجهها وجسدها وبدأت محاولاتها المتكررة لإخفاء البقع بمساحيق التجميل، مما جعل وجهها شاحبًا طوال الوقت. فى لحظة قررت ديانا ألا تحاول إخفاء وجهها مجددًا وتخرج بدون مساحيق تجميل لإخفائه بل لتجميله فقط كغيرها من الفتيات. وكانت المفاجأة أن هذه البقع التى ظلت لسنوات تحرص على إخفائها كانت سببًا فى اختيارها لتكون الوجه الدعائى الأول لمنتجات شركة «كوفر جيرل» الشهيرة، بعد أن شاهد مسئولو الشركة صورها على موقع انستجرام مع هاشتاج «فخورة بالبهاق». لم تكن ديانا هى العارضة الوحيدة التى اشتهرت رغم إصابتها بالبهاق، فقد ظهرت قبلها بعدة أعوام العارضة الكندية الأشهر «وينى هارلو». هارلو ظهرت لأول مرة من خلال برنامج «العارضة الأمريكية الأولى» “America's Next Top Model” والتى نالت من خلاله شهرة واسعة. كانت النجمة «تايرا بانكس» قد شاهدت صور هارلو أيضًا عبر موقع انستجرام وأعجبت بها ودعتها للمشاركة فى البرنامج لتصل إلى النهائيات فى مراحل البرنامج الأمريكى الشهير عام 2014. تهافتت العروض على هارلو بعد البرنامج وأصبحت فى نفس العام العارضة الأولى لواحد من أكبر بيوت الأزياء الإسبانية، وأشهرها فى العالم وهى «ديزيجوال» ثم عارضة بيت «ديزل» الإسبانى عام 2015 وإحدى حملات مجوهرات «تشواروفسكى» إلى جانب جلسات التصوير الكثيرة لكبرى مجلات الأزياء والتصوير مثل «dazed» و«i-d» ومجلة «vogue» وموقع «شو ستوديو». كما ظهرت هارلو كموديل فى عدد من الأغانى لكبار النجوم مثل «إمينم» و«بيونسيه». أما العارضة الفنزويلية «رايمار أكوستا» فقد اعتادت الظهور فى جلسات التصوير بعد إخفاء البقع البيضاء ولم يعرف أحد بأمر إصابتها بهذا المرض منذ كانت فى السابعة من عمرها. لكنها قررت الظهور بدون تجميل وإعلان رضائها عن شكلها بعد أن رآها صديقها ولم يبد أي انزعاج. وأخيرًا، قرر صناع ألعاب الأطفال ضرورة وجود دمية تمثل المصابات بالبهاق لكى لا يشعر الأطفال المصابون بهذا المرض بغرابة شكلهم أو أنهم مختلفون إلى الحد الذى يدفعهم فى كثير من الأحيان إلى الانزواء والوحدة خوفًا من نظرات الدهشة والتفحص والشفقة فى عيون الناس. قررت «كاى بلاك» تشجيع الأطفال المصابين بالبهاق ورفع شعورهم بالثقة فى أنفسهم والظهور بشكل طبيعى، خاصة أن العرائس والدُّمى تلعب دورًا كبيرًا فى تشكيل شخصية الأطفال وثقتهم خاصة عندما تكون الدمية تشبه الطفل، فيصير أكثر تقبلاً لنفسه ولشكله. «بلاك» أكدت أن الدُّمى التى تصنعها لا تختلف عن غيرها إلا فى اللونين اللذين تتميز بهما بشرة كل دمية والتى تعزز فكرة أن «اختلاف أى إنسان عن الآخرين هو ما يجعله مميزًا عنهم». تبيع بلاك الدُمي من خلال موقعها الإلكترونى وتنشر صور كل دمية جديدة تصنعها على حسابها على انستجرام وقد أكدت أنها استوحت الفكرة من العارضة «وينى هارلو».