بدأ العد التنازلى لاستقبال عيد الأضحى المبارك ومعه بدأنا نرى الخيام التى تضم جميع أنواع الأضاحى وتنتشر فى أنحاء البلاد قبل العيد بأسبوعين على الأقل وللأسف هذه الخيام توجد بشكل ملحوظ فى قلب العاصمة وفى شوارع رئيسية فتجد أصحابها يختارون قطعة أرض فضاء وبجانبها يمينًا وشمالاً عمارات فارهة ولكن صاحب هذه الأضاحى يقرر أن تكون مقرا لما يملك من أضاحى ويضع أمامها المأكل والمشرب وبالطبع عدد من الرجال والأطفال لحراسة هذه الخيمة وهذا تقليد يتبعه أصحاب هذه الأضاحى كل عام فتتحول الشوارع إلى حظيرة مواشى تفوح منها الروائح الكريهة من مخلفات المواشى، بالإضافة إلى الإزعاج الشديد الذى تسببه أصوات هذه المواشى وبالطبع لا يستطيع أحد من سكان العمارات المجاورة لهذه الحظائر أن يتكلموا مع من يقيم هذه الخيام خوفا من أن يتحولوا هم أنفسهم إلى أضحية فى العيد وكذلك لا يستطيع أحد أن يشتكى لأى جهة فى الدولة خاصة رؤساء الأحياء لأن ما يحدث على مرأى ومسمع من مسئولى الأحياء وإذا اضطر أحد أن يشتكى لن يستجاب له والإجابة دائما استحملوا كام يوم وكل حاجة ستنتهى بعد العيد وكل سنة وأنتم طيبين، ويضطر السكان المحترمون أن يتحملوا أصواتًا وروائح كريهة تضر بصحتهم والغريب أنك تستطيع أن ترى فى الشارع الواحد أكثر من خيمة والكارثة الكبرى إذا كان صاحب هذه المواشى لا يستطيع أن يقيم خيمة فنجده يتركها فى جزيرة فى نصف الشارع وهذه الجزيرة قد تكون مزروعة بنجيلة وبعض الزهور ولكن لا يهم المهم أن يضع الخرفان والماعز التى يريد أن يبيعها ولا يستطيع أحد أن يتكلم معه وإذا تجرأ أحد وقال إن وجود هذه المواشى سيقضى على النجيلة والزهور ستحدث خناقة ويقول لك حرام عليكم سيبونا نأكل عيش، والأمر لا ينتهى عند هذا الحد ولكننا نجد محلات الجزارة تخرج على الرصيف الموجود أمامها وتعمل أيضا خيمة مقسمة جزئين، جزء يضم مختلف الأضاحى لبيعها حية والجزء الآخر يعلن بها الذبائح التى تسيل دماؤها أمام المحل كما تجد هذه المحلات تضع موائد خشبية وأورمات لتحضير وتجهيز وتقطيع اللحوم وتستمر هذه المهزلة حتى يوم الوقفة ويوم العيد فتتحول شوارع مصر إلى بحور من الدم نتيجة الذبح فى الشوارع، هذا بالإضافة إلى مخلفات الأضاحى بعد الذبح مما يؤثر على البلاعات فى الشوارع فتجدها جميعا مسدودة وتظل على هذه الحالة عدة أيام وبالطبع هذا شيء مقزز لا نراه فى أى بلد إسلامى إلا مصر. ولذلك فإننى أناشد السادة المحافظين ورؤساء الأحياء الشرفاء أن يتحركوا من مكاتبهم ويقوموا بجولات فى الشوارع ويتخذوا من الإجراءات القانونية لمنع ما يحدث كل عام وتوفير أماكن مخصصة لبيع وذبح الأضاحى كى لا تتحول شوارع مصر إلى سلخانة تفوح منها الروائح الكريهة.