قرية «البيروم» فى محافظة الشرقية، بدلتا النيل، ركام من البيوت الطينية المبنية من الطوب النىئ، تتلاصق ببعضها البعض، ويتلامس فيها الجدار بالجدار، وعلى خلفية من كل درجات اللونين الأخضر والأزرق المستحيلة فى لوحة الطبيعة المحيطة بها، تبدو تلك البيوت ككتلة من الطين ملقاة على الوجه الرائع للوادى. على مدى آلاف السنين، لم تترك أيادى الفلاحين وفؤوسهم قطعة صغيرة من الأرض الخصبة، إلا وفلحوها.. تملأ العين وتجذبها إليها حقول البرسيم الزُمردية، وحقول القطن الخضراء الداكنة والفضية ذات الظلال الصفراء. وتنتظم بساتين البرتقال واليوسفى والليمون فى صفوف منتظمة. بينما تنتشر أحراج النخيل هنا وهناك؛ حيث تبدو من بعيد كثيفة ومتزاحمة، ولكن عند الاقتراب منها تبدو ظلال سعفها شحيحة وشفافة وكأنها ظلال قضبان نافذة. تتميز أيضًا تلك الأحراج بخيالات أبراج الحمام المخروطية الطينية البيضاء، تلك الأبراج هى الخطوط الرأسية الوحيدة فى الصورة المستوية لذلك المنظر الطبيعى، الذى تجزئه شبكة كثيفة للرى مكونة من ترع كبيرة وصغيرة وقنوات متناهية فى الصغر، تنقل المياه إلى كل حقل. وعلى مسافات قريبة تدور السواقى التى يجرها الجاموس والحمير، بينما يغطى أعينها غمامات جلدية. إنه نظام الرى الكفء المشهور فى مصر منذ قديم الزمن.فى 19 مايو 1927 وُلِد لإدريس على، ناظر ناحية البيروم، صبى أسماه يوسف. كانت فرحة الأب بلا حدود. هاهو قد تزوّج للمرة الثالثة، ولم يعش له صبيان من زوجته الأولى، أما الثانية فقد توفّيت دون أن تُنجب. كانت الزوجة الثالثة أكثر البنات جمالًا فى القرية. لقد تزوجها برغم معارضة أهله وأقربائه الساخطين، لأن عائلة العروس أفقر منهم بكثير. عندما مات ابنها البكر الرضيع، أقنعته عائلته بأن يطلّقها، فعاش الزوجان منفصلين لمدة أربع سنوات كاملة. ولكن حبّ إدريس لزوجته الشابة الجميلة ظلّ كبيرًا، فأرجعها إلى بيته. وها هى من جديد تلد له صبيًا. عاش الصبى، رغم أنه عانى من أمراض متعددة لا تُحصى فى طفولته. وفى كل مرّة يمرض فيها، ينتاب الأب الرعب من أن يفقد ولده. يتذكّر يوسف والده فى صورة إنسان طيّب مُتسامح. كان على والده أن يعمل من الفجر، وحتى الظلام فى الحقل. يتجوّل فى المكان، ويتفقّد العمّال. وعندما يرجع إلى البيت، يتجمّع كل أطفاله حوله «بعد يوسف وُلِد أيضا أربعة أبناء وثلاث بنات»، كانوا يمسكون بجلابيته محاولين ألّا تُلامس الأرض. وكان الأب يُلاطفهم، ويحكى لهم عن كل شىء شاهده أو سمع عنه خلال اليوم. كان يحكى بحرفيّة بالغة، فيتحوّل أى حادث أو لقاء عادى على لسانه إلى قصّة مشوّقة. كان يُقلّد بحيوية خاصة المظهر الخارجى وطريقة كلام الأشخاص المختلفين، ويبرز بدقة الخصال البارزة والمضحكة. لقد ورِث أطفاله الكثير من موهبة الحكّاء فيه. لكن الابن الأكبر كان أكثرهم حظًا، أليس هو يوسف «حبيب أبيه». أعطاه الأب موهبة الكلمة ودقّة الملاحظة. إننا نجد بسهولة فى كتب وحياة يوسف إدريس حديثًا واضحا وبليغًا، وتعبيرات دقيقة سديدة. لقد نشأ يوسف إدريس على الحكاية الشعبية الشفاهية، بحكم قضائه أيام طفولته فى الريف. كانت القصص التى سمعها من والده، هى واحدة من انطباعات الطفولة الأوّلية. لذلك لم يكن الناقد المصرى شكرى عيّاد بعيدًا عن الحقيقة عندما تحدّث عن إدريس وأشار إلى أن قصصه لا تُبهرنا بالنظرة العميقة فقط، بل أيضًا بأنها تبدو مكتوبة بلا أى تكلّف أو جهد. كما لو أنّ الكاتب قد وُلد فى أسرة مدهشة من الحكّائين، وتعلّم منهم حرفتهم مع تعلمه النطق والكلام. ورث يوسف لون عينيه الرمادى غير المعتاد للمصريين من أم تجرى فى عروقها دماء تركية - شركسية. كانت والدته مُتسلّطة وقاسية، وقامت بدور رأس العائلة فعليًا مستغلةً لين عريكة زوجها وتعلّقه بها، فقد كان يكبرها بكثير من الأعوام. كانت حازمة مع الأطفال، تعاقبهم على أى ذنب صغير. يتذكّر يوسف: «ولأننى كنت ولدها البكر فإنها تعلّمت فىَّ قواعد التربية، وارتكبت كل الأخطاء الممكن ارتكابها من قبل أم جاهلة تجاه ابنها البكر». أحبّت أطفالها، لكن لم تستطع التعبير عن حبّها فاستبدلت الملاطفة بالصراخ. يعتقد يوسف إدريس أن هذا النوع الأحمق من تربية الأم قد أثّر على تكوين شخصيته، وأنه نمى فيه الإحساس الدائم بالذنب وعدم الثقة بالنفس. انعكست بعض صفات الأم، وبالذات وجهة نظرها فى تربية الأطفال، فى أعمال يوسف. فأعطى تلك الصفات لبطلة إحدى قصصه المبكّرة «الحادث». إنها «تفّاحة» زوجة معلّم من الريف. لقد ذهبت إلى القاهرة لأوّل مرّة وتجوّلت مع زوجها على الكورنيش، فشاهدت طفلًا صغيرًا مهندمًا فى قارب وحده فى وسط النيل. اعتقدت «تفاحة» أن الطفل يغرق، فاستعدّت لتُلقى نفسها فى الماء كى تنقذه. اتضح أن الصبى يتنزه، وأن والديه يقفان بالقرب منها على الشاطئ، وأنهما يعلمانه الاعتماد على الذات والاستقلال عنهما. لم يكن فى مقدور «تفاحة» فهم ذلك، كيف تستطيع أمّ السماح لأطفالها بممارسة هذا اللهو؟! ألم تمنع هى أطفالها حتى من الاقتراب من الماء؟! إن غريزة أمومتها تدفعها قبل أى شىء إلى إطعام أطفالها، وحمايتهم من الأخطار. ولذلك، كانت العلقة من نصيبهم، إذا استحمّوا فى الترعة. التحق يوسف بالمدرسة المتوسطة فى مدينة دمياط، حيث استأجر الوالدان غرفة له، ولأخيه الأصغر. كان أخوه أصغر منه بثلاثة أعوام، فأصبح يوسف ذو الاثنى عشر عامًا مرشدًا له وولى أمره. عانى الصبى من افتراقه فى سن صغير عن عائلته، وأحسّ بنفسه - كما يقول - كما لو كان «يتيما فى حياة والديه». ربما نمَّى الشعور بالوحدة لديه الميل إلى الأحلام. أعجبه الاستسلام للعبة أحلام اليقظة. عندما كان يعيش لدى جدّه، كان يسير على قدميه أربعة كيلومترات يوميًا للحاق بالمدرسة. يتذكّر يوسف: «كان الحلم هو تسليتى الوحيدة، عندما أذهب إلى المدرسة فى الصباح المبكّر، وعندما أعود منها فى المساء. طوال الطريق كنت أرسم فى مخيّلتى، كيف تمكّنتُ من العثور على «كنز مونت كريستو»، أو كيف اكتشفتُ اكتشافًا خارقًا، أو كيف أصبحتُ حاكما لمصر بأكملها. بمساعدة أحلام اليقظة الفخمة المدهشة تلك، حاولتُ الابتعاد عن الواقع المرّ المحيط بى. قد تكون تلك الأحلام الخيوط الأولى التى نُسِج منها عالم متألّق نفيس، يعيش فى روحى حتى الآن.. عالم مليء بالحب الذى حُرِمت منه، والعدل الذى كنتُ أتوق إليه لأننى كنت أُعاقَب فى طفولتى على ذنوب لم أرتكبها». يتحدّث يوسف إدريس عن نفسه كإنسان منطوٍ، يجد صعوبة فى التواصل مع الناس. قد يكون ذلك صحيحًا، رغم أن أحاديثه الصحفية تعطى أحيانًا الانطباع بصراحته المدهشة. لكن شهادات كثير ممّن يتحاورون مع الكاتب تؤكّد أن شخصيته لا تسير على وتيرة واحدة، فهو أحيانًا يكون صريحًا ومباشرًا كطفل، وفجأة ينغلق على نفسه ويدخل «قوقعته».. وهكذا من الواضح جدًا، أن الإبداع بالنسبة له يعادل تعرّى روحه بالكامل أمام الناس، ليكشف كل أسرارها. لم تكن السياسة والنشاط العام، هما الولع الوحيد ليوسف. ففى الجامعة، أحسّ إدريس لأوّل مرّة بطعم الإبداع الأدبى. فى تلك الفترة كانت فى كلية الطب حلقة أدبية، كان من بين أعضائها من نال شهرة أدبية واسعة فيما بعد. لعب دورًا هامًا فى تلك الحلقة «صلاح حافظ»، الذى أصبح صحفيا مشهورًا فيما بعد. ولكى نعرف كم كان اسمه نافذًا، يكفى أن نعلم أنه فى عام 1956 وعندما كان كثيرون يعدّون إدريس أكثر كُتّاب القصة موهبة، أصدرت دار الفكر للنشر مختارات قصصية تحت اسم «قصص مصرية»، وقدّمتها فى كتاب باسم «قصص صلاح حافظ وأصدقائه». لقد شارك فى الكتاب، عدا صلاح ويوسف، كل من عبدالرحمن الشرقاوى وعبدالرحمن الخميسى وإبراهيم عبدالحليم وأحمد رشدى صالح وأيضا زميل يوسف فى الدراسة الذى يليه بسنة دراسية مصطفى محمود. شارك فى تلك المختارات من اعتبرتهم مدرسة النقد الأدبى التقدّمى «الواقعيين الجدد»، والذى كان شعار إبداعهم «الإبداع من أجل المجتمع». فرّقت الحياة فيما بعد بين ثلاثة من طلاب الطب، رغم أن الأدب كان همّهم الرئيسى. قضى «صلاح حافظ» سنوات طويلة فى السجن محتفظًا بأفكار شبابه، وبإيمانه بالإنسان. فى لحظة ما فى منتصف القرن العشرين، بدأ الثلاثة مشوارهم فى الحياة والأدب، وكانوا قريبين من بعضهم البعض فى أفكارهم وإبداعاتهم. اهتم إدريس بالأدب بفضل تأثير أصدقائه عليه، وكما يقول: «انفتح أمامى عالم جديد بأكمله، عالم كان اسمه الفن».. قرّر أن يجرّب كل قواه فى كتابة قصّة. وبالفعل نال ثناءً حارًا من أصدقائه. أشعل ذلك الحماس روحه، فأقدم على محاولات جديدة. ظهرت أوّل قصّة لإدريس للعلن فى مجلة روزاليوسف، فى 4 إبريل عام 1950، وكانت بعنوان «لعنة الجبل». فى مارس 1977 بحثت هيئة تحرير مجلة «الهلال» عنها، وأعادت نشرها فى عدد مخصّص للقصص. هذه القصّة تحمل بصمات فترة تعلّمه الكتابة القصصية. لكن النقّاد احتفوا بقصصه التالية المنشورة فى مجلات «قصص للجميع»، و«الكاتب»، و«الملايين»، وغيرها من المجلّات ذات الاتجاه الديمقراطى. لقد اعتبروها شهادة ميلاد موهبة شابة. وسرعان ما تحدّثوا عنه كمؤسّس لمدرسة جديدة فى القصة القصيرة فى مصر، حتى قبل صدور مجموعته القصصية الأولى فى عام 1954. ثم عرضت مجلة «روزاليوسف» الأسبوعية السياسية الاجتماعية على إدريس أن يُشرف على صفحاتها الأدبية. أسّست الممثلة الشهيرة فاطمة اليوسف «روزا على المسرح» تلك المجلة فى عام 1925، وظلّت المجلة ملكًا لابنها الكاتب إحسان عبدالقدوس حتى تأميم الصحافة فى 1960. وهنا يبرز سؤال: ما هو سرّ ذلك الاعتراف السريع والواسع بموهبة يوسف إدريس؟! من الواضح أن قصصه الأولى لم تكن فقط ناضجة، بل وأيضًا جديدة مبتكرة بالنسبة للأعمال الأدبية المصرية. فى قصته «أرخص ليالى» التى أخذت اسمها مجموعته القصصية، عبّر يوسف عن نظرة جديدة إلى العالم والإنسان بطرق لم يعرفها الأدب المصرى من قبل. ليست أحداث القصّة جديدة، وربما حتى قد لا تكون من بنات أفكاره. إنها من ذلك النوع المنتشر الذى تصادفه كل يوم، وعلى سبيل المثال فى قصص الواقعية الجديدة الإيطالية فى تلك الأعوام، ولكنها بالطبع بنكهة وطنية محلّية. لقد استخدم إدريس ذلك النوع للتعبير عن الواقع المصرى، وشخصية الشعب المصرى. بعد أن يُنهى يوسف دراسته الجامعية، يتم تكليفه كطبيب امتياز فى «القصر العينى».. ويقضى فترة تدريبية فى قسم الجراحة، ويقوم بإجراء عمليات جراحية متدرّجة فى صعوبتها. وهناك فى غرفة العمليات، علم يوسف بثورة الجيش، وأيضًا خلع الملك فاروق. ملأه هذا الخبر بالسرور والاغتباط. حياته ليست سهلة. لكنه يستطيع الجمع بين عمله كمفتّش للصحة ونشاطه العام، وأيضا اشتغاله بالأدب. كان يكتب بسهولة ويسر فى أعوام شبابه، وكانت الكتابة متعة. تتولّد أحداث القصص فى رأسه بدون مجهود، وتسيل بنفس السهولة على السطور. يهرع إلى مقر تحرير «روزاليوسف»، عندما كان متاهة من الغرف الصغيرة المزدحمة نصف المضاءة. يجلس على طرف الطاولة، ويكتب بسرعة صفحة تلو صفحة، ويحمل ما يكتبه إلى الطابعة. أحيانا كانت بداية القصة يتم جمعها بينما، لا يعرف المؤلف كيف ستنتهى. كانت ليوسف أرقامه القياسية الخاصة، فقصّته القصيرة «نظرة» كتبها فى أقل من نصف ساعة. كانت مادة القصة أحيانا تتولّد من تزاوج ما يراه فجأة، وما يلمع فى ذهنه بلا توقّع.. فى إحدى المرّات، مرّ الأتوبيس الذى يستقلّه بمبنى المحافظة، وخطر بباله فجأة أن المجانين قبل التحاقهم بالمستشفى يجب أن يحصلوا على تصريح من المحافظة. استدعت مشاهدته لمبنى المحافظة فكرته عن المجانين، ثم خطر بباله شخصية الشرطى الريفى الذى يحلم بزيارة القاهرة. أخيرًا سيتحقّق حلمه، عن طريق تكليفه بمصاحبة امرأة مجنونة من قريته إلى العاصمة. يتذكّر إدريس: «أشعلتنى تلك الفكرة. وفور وصولى إلى البيت جلست لأكتب. أثناء الكتابة تطوّر الحوار تلقائيًا، ووجدتْ الأحداث مسارها، وتشكّلت الشخصيات. كنت أكتب وأستمتع باكتشاف المجهول». هكذا وُلدت قصّة «مشوار»، التى تتحدّث عن تحقّق حلم عزيز للشرطى «شبراوى»، الذى ذهب أخيرًا إلى القاهرة. ولكنها حكاية تُعبّر فى نفس الوقت عن استعادة إنسان لبصيرته. إنسان لم يتأمّل مغزى الحياة، أو يفكّر فيها من قبل. أثناء جولة «شبراوى» مع المجنونة فى القاهرة، يكتشف ملامح فى نفس شخصيّته لم يرها من قبل. هو مثلًا، لا يستطيع أن يشارك الآخرين من ركّاب عربة القطار فى الضحك على فلتات زبيدة التى تحاول أن تخلع ثوبها. ما الذى يجبره على المحافظة على حياء المخبولة؟! ويتمالك نفسه من الغضب، عندما تقذف زبيدة بطربوشه من نافذة القطار، ذلك «الطربوش الذى ظلّ فوق رأسه من يوم أن دخل الخدمة». يتابع الكاتب بعناية كل التغيرات التى تطرأ على حالة شبراوى النفسية، وانتقال تلك الحالة من الغضب والحنق إلى العطف والعناية، ثم مرة أخرى إلى اليأس والحنق عندما تقف عقبات جديدة فى طريق إدخال زبيدة المستشفى. «وفعلا راودته نفسه أن يقتل زبيدة ويقتل الأطباء كلهم ثم يعمل مجنونا وينتهى». ينفذ صبر «شبراوى» فيضرب «زبيدة» على وجهها، عندئذ يحس متألمًا بذنبه. «وذهل وهو يكتشف بعدما وضعت زبيدة فى قميص الكتاف أنها مجنونة. وأنها لا تفقه مما تقول حرف. وليس لها ذنب فيما قاساه. ثم إنها لم تأكل ولم تشرب وهى معه ولا حتى حين كانت فى البلد. وشعر بشفقة غريبة تدب فى نفسه وهو يراها تتدحرج وتخبط رأسها فى الأرض وتتلوى». كان من المفترض أن يشعر بالراحة بعد أن انتهى أخيرًا من مهمته الثقيلة، لكنه يحس أنه مريض. بل إنه حتى لا يفكر فى مُتع القاهرة. «وتسلل الشبراوى من المحافظة إلى المحطة مباشرة وقد شبعت نفسه من مصر ومن الدنيا. وبين الآونة والأخرى كان يلمح كفه التى ضرب بها زبيدة، فيقشعر جسده بخجل لم يحسه فى حياته». يالها من تركيبة نفسية متعدّدة لشرطى ريفى بسيط، لا يلاحظه أحد. وياله من طيف واسع معقّد للمشاعر والحالات النفسية! قبل إدريس، لم يتسن لأحد من الكتاب المصريين أن يبصر ذلك الغنى النفسى. لم يستطيعوا النظر بعمق هكذا فى جوهر الإنسانية. أمّا إدريس فيفعل ذلك بسهولة وطبيعية.