ربما ينسى المُشاهد أحداث المسلسل، أو لا يتابعه من الأساس، لكن وجود تتر قوى، بكلمات تمس واقع الناس وآلامهم قد يعيش أكثر من المسلسل ذاته.. مؤخرا زاد إدراك صناع الدراما بأهمية تواجد ما يمهد للسباق الرمضانى، فكانت التترات والأغانى الدعائية للمسلسلات هى أبرز ما تم اللجوء إليه للقيام بتلك المهمة. وفى رمضان 2018 يوجد العديد من السمات المميزة لتلك الأغنيات لم تكن موجودة من قبل، ولعل أبرزها وجود أغنيتين لصوتين من الأصوات القوية لمسلسل واحد (نسر الصعيد) الذى يلعب بطولته «محمد رمضان»، والجميل فيهما هو أن صناع المسلسل يعرفون جيدا نوعية الجمهور الذى يستهدفونه، فجاءت الأغنيتان بصوت مطربين شعبيين لهما ثقل فى سوق الغناء الشعبى، وهما «أحمد شيبة» الذى كانت أغنيته (آه لو لعبت يازهر) جواز مروره نحو قلوب كل من تمنوا أن يلعب الزهر معهم يوما ولم يحدث، وهما كثر بالتأكيد، و«محمود الليثى» الذى وإن ذاع صيته بأغانى أفلام السبكى التى يتم استثمارها فيما بعد فى الأفراح بشكل يشعرك بأن الأغنية هى الأساس وليس الفيلم، وبرغم نجاح أغنيتى «نسر الصعيد»، إلا أن صناع المسلسل قد استعانوا بالمطرب السعودى «إبراهيم الحكمى» لغناء التتر، من كلمات «أحمد على موسى»، ومن ألحان «محمد عبد المنعم»، ولعل السبب فى هذا الاختيار هو أن «الحكمى» الذى غنى من قبل تتر مسلسل (جبل الحلال)، يعد من أشهر مطربى الخليج القادمين إلى المستمع المصرى على مهل، ودون تعجل. الشجن، واللعب على وتر البكائيات الموجود فى أغنية (ياعمنا) ل «محمود الليثى» من كلمات «محمد البوغة»، وألحان «محمد عبدالمنعم»، و(يعلم ربنا) ل«أحمد شيبة»، من كلمات «رضا المصرى»، وألحان «فارس فهمى»، واللتين تم استخدامهما للترويج لمسلسل (نسر الصعيد) موجود أيضا فى أغنية مسلسل (رحيم) والتى حملت عنوان (أنا ابن أبويا) من كلمات «أيمن بهجت قمر»، وألحان وتوزيع «خالد عز»، والتى تخطت 17 مليون مشاهدة بعد عرضها بيوم واحد فقط، لتعيد «مدحت صالح» إلى منطقة فى الغناء يجيدها جيدا، حيث غنى عن علاقة الأب بابنه منذ سنوات طويلة تتر مسلسل (حضرة المتهم أبى) وحقق نجاحا كبيرا. أما «هيفاء وهبى»، فقد اختارت المطرب اللبنانى «آدم» لغناء تتر «لعنة كارما»، ويعد «آدم» صاحب بصمة متميزة فى تترات رمضان، والتى بدأت منذ تتر مسلسل (العار)، (قولوا للى أكل الحرام يخاف)، فقد كانت تلك الأغنية هى الراعى الرسمى للأحداث التى تلت ثورة 25 يناير، حيث بدأت حقائق رجالات مبارك تتكشف، وأصبح الحديث عن فسادهم متاحا بكل وضوح، أما «زينة»، فقد لجأت فى (ممنوع الاقتراب والتصوير) ل«أنغام»، فى مفاجأة من العيار الثقيل، ليس فقط لأن «أنغام» على مدار مشوارها الفنى الطويل لم تغنى سوى أربعة تترات فقط وهى تتر مسلسل (العائلة)، و«سر الأرض» سنة 1994، و(حديث الصباح والمساء) فى2001، و(فى غمضة عين) عام 2013 الذى قامت ببطولته، لكن لأن بطلة المسلسل هى الفنانة «زينة»، وكلمات التتر التى تقول (وبياعة ومتباعة وعايشة فى دنيا خداعة بتجبرنى أغير كل يوم فى قناع) يمكن إهداؤها لنفس الشخص وهو طليقهما الفنان «أحمد عز». ومع ذلك فيظل اللعب فى المضمون هو سمة مسلسلات النجوم الكبار، حيث يكرر صناع تلك المسلسلات التعاون مع مطربين سبق وأن قدموا معهم تترات ناجحة، مثل «غادة عبدالرازق»، التى استعانت للمرة الثانية ب«إليسا» لتغنى لها تتر مسلسل (ضد مجهول) حيث غنت من قبل تتر مسلسل (مع سبق الإصرار)، كما استقر صناع (أبو عمر المصرى) على المطرب الإماراتى «حسين الجسمى» لغناء أغنية التتر الذى يحمل عنوان (شرع السما) ويأتى ذلك بعد أربعة تجارب لل«جسمى» فى غناء تترات المسلسلات المصرية وهى (أهل كايرو) و(الريان) و(بعد الفراق)و(الوالدة باشا) حقق ثلاثة منهم نجاحا مذهلا، بينما لم يلق تتر (أمى) لمسلسل الوالدة باشا نفس القدر من النجاح. مسألة اللعب على المضمون تتكرر أيضا فى مسلسل (ليالى أوجينى) الذى أسند التتر ل«شيرين»، صاحبة تترات مسلسلات (مشاعر) من مسلسل (حكاية حياة)، و(طريقى) للمسلسل الذى يحمل نفس الاسم، و(حلاوة الدنيا) وجميعهم حقق نجاحا كبيرا وقت عرضه لايزال مستمرا حتى الآن، ومع ذلك، فهناك قدرا من المغامرة، خاضه صناع مسلسلى (أمر واقع) ل»كريم فهمى»، و(أيوب) ل«مصطفى شعبان»، حيث تم الاستعانة فى الأول بالمطربة «ياسمين على»، وبالمطرب والملحن الشاب «عبده سليم» فى الثانى، وكلاهما لايزال يخط خطواته الأولى فى عالم الغناء.