فى الدورة 46 لمعرض جنيف الدولى للاختراعات، كان الوفد المصرى المكون من 12 مبتكرا مصريا من مختلف التخصصات الطبية والعلمية والأعمار حاضرًا وبقوة.. حصد الوفد عدة جوائز فى المسابقة، من ضمنها درع الوفد المصرى من جامعة الملك عبدالعزيز للأداء المشرف، وبلغ عدد الجوائز 43 جائزة من المعرض وجوائز أخرى دولية كما حصل 12 مبتكرا على المراكز الأولى: 6 ميداليات ذهبية، و4 فضية.. «روز اليوسف» التقت الشباب المبتكرين للتعرف عليهم عن قرب. المهندس «محمد أسعد» صاحب ابتكار بالشركة المصرية للاتصالات بسوهاج «التنظيف الذاتى لخلايا الطاقة الشمسية باستخدام الليزر»، والفائز بميدالية فضية من المعرض وميدالية من الجمعية المصرية السويسرية، كلمنا عن ابتكاره: هناك 5 طرق نستطيع بها تنظيف خلايا الطاقة الشمسية، مشيرا إلى أن معظم الطرق إما تنتظر حتى تتآكل الخلايا وتتغير أو عن طريق استخدام المياه حيث يتم إهدار كميات من المياه أثناء عملية التنظيف بالإضافة إلى صعوبة التخلص من هذه المياه بعد تنظيف الطاقة الشمسية، لذلك تم ابتكار طريقة استخدام الموجات التصادمية عن طريق الليزر فى تنظيف خلايا الطاقة الشمسية.. أوضح «أسعد» أن المركبات الفضائية كلها تستخدم الطاقة الشمسية إلى جانب أن هناك مدنا بأكملها كمدينة «مصدر» فى الإمارات تستخدم الطاقة الشمسية. وقام «أسعد» فى العام الماضى بتسجيل براءة اختراعه.. وأشار إلى أنه تواصل مع الهيئة العربية للتصنيع حتى يكون هذا المنتج متوافرا فى الأسواق وحاليا يعمل على حل مشكلة زيادة الكفاءة وتقليل التكاليف، فحينما يصل إلى نتائج مرضية ستبدأ عملية التصنيع. كما رفض أن يطلق على نفسه لقب مخترع أو مبتكر، لكنه عندما يرى مشكلة فإنه يحب أن يجد لها حلولا عن طريق العمل فى مجموعة حتى يستفيد كل طرف بعلم الطرف الآخر، كما أكد على حبه للقراءة والكتب وأنه زائر دائم لمعرض الكتاب حتى إنه يعلم أولاده كيف يسعون إلى المعلومة ويبحثون عنها ويعدلونها وكيفية توثيقها بأسمائهم. وفى نفس السياق، فاز « عمرو محمد أحمد الشريف» الطالب بالفرقة الثالثة بكلية التربية الرياضية، بجامعة بنى سويف بالميدالية البرونزية فى المعرض، والميدالية الذهبية ودبلومة فخرية من الاتحاد الفيدرالى للمخترعين بفرنسا والميدالية من الجمعية المصرية السويسرية على ابتكار «السباح الخفاش» وسبب هذا الابتكار كما يقول هو أن مصر دولة تحقق مراكز متقدمة فى الألعاب البارالمبية وبها عدد كبير من اللاعبين المكفوفين الذين يحصلون على ميداليات أولمبية، هذا بالإضافة وبالتزامن مع إعلان منظمة الصحة العالمية أن عدد المكفوفين فى العالم سيصل إلى 85 مليون نسمة. وبما أننى طالب فى تربية رياضية فكرت فى اختراع «السباح الخفاش» من أجل إيجاد حل لهذه المشكلة، وأضاف أن القانون المتبع فى البطولات العالمية والبطولات المحلية لسباحة المكفوفين الخاصة بالاتحاد البارالمبى العالمى يلزم أن توجد عصى فى قطبها كرة تستخدم فى ضرب السباح على رأسه حتى يدرك أنه اقترب من الحاجز ولا يصطدم به وهذا القانون مستخدم حاليا وحتى أولمبياد طوكيو 2020. وذكر «عمرو» أن «السباح الخفاش» هو محاكاة لطريقة الخفاش فى الرؤية عن طريق الموجات فوق الصوتية ترجع فى شكل إشارات صوتية فى أذن السباح تعمل على ترجمة مساحة حمام السباحة بما فى ذلك من حواجز وحائط هذا إلى جانب جهاز لاسلكى لأغراض تدريبية عن طريقه يستطيع المدرب التواصل مع اللاعب، بالإضافة إلى وجود شاشة توضح بالسنتيمتر مدى اقتراب اللاعب وبهذا الجهاز 3 إشارات صوتية لمراعاة احتراف كل لاعب عن الآخر سواء كان طفلا أو محترفا أو مستوى العادى وتقدر تكلفة الجهاز ب30 دولارًا تقريبا ومعزول عن المياه بشكل تام. وبسؤاله عن متى يمكن أن يستخدم السباحون هذا الجهاز، رد «عمرو» قائلا: إن مكتب نقل وتسويق التكنولوجيا اتخذ قرارا بتوفير على الأقل 5 أجهزة للسباحين البارالمبيين بمبادرة من جامعة بنى سويف ولكن فيما يتعلق بنزول الجهاز فى الأسواق هذا أمر خارج إرادتنا ولكنى أتمنى ذلك فى أقرب وقت. أما سامح عبدالمنعم المدرس المساعد بكلية الصيدلة بجامعة بنى سويف، فقد حصل على ميدالية فضية من المعرض على ابتكاره علاجا لسرطان الرئة حيث ذكر أن أسباب اهتمامه بهذا الابتكار أن سرطان الرئة أصبح مشكلة عالمية وكل 30 ثانية يتوفى شخص حول العالم بسببه وتحول إلى أكثر نوع من أنواع السرطانات تؤدى للوفاة.. إلى جانب أنه فى مصر أو فى بنى سويف خاصة تنتشر عوادم السيارات ومصانع الأسمنت، حيث يصاب الكثير منهم بمرض سرطان الرئة لذلك استخدمت تقنية النانو تكنولوجى لتطوير دواء معين وبكفاءة حتى يقوم بدوره على أكمل وجه بأقل آثار جانبية. وأشار إلى أن الدراسة كان لها دور فى حبه للبحث العلمى، وأنه لم يكن يفضل طريقة الحفظ والتلقين أثناء دراسته وكان يرى أنه عندما يفهم ويحلل يستطيع الإبداع والابتكار والاختراع، على عكس نظام الدراسة الموجود حاليا المتعلق بالحفظ والتلقين، مؤكدا على أن العالم «أحمد زويل» والدكتور «مجدى يعقوب» من أكثر الشخصيات والقامات المصرية التى يتخذها قدوة ومثالا يحتذى به فى حياته المهنية. وأضاف أن مصر طول عمرها ولادة فهى مليئة بالمواهب والعقول النابغة والدليل على ذلك وجود طالبين فى الوفد المصرى قد نالا استحسان جميع الوفود فى المعرض فى جينيف حيث كانت الوفود مندهشة، كيف يفكر الطلاب فى مثل أعمارهم بنفس الطريقة المبهرة، وأنهم على مستوى عال من الثقافة، مشيرا إلى وجوب الاهتمام بالبحث العلمى والتعليم وربط الحلقة المفقودة المتمثلة فى البحث العلمى بجميع المجالات الأخرى كالصناعة والتجارة حتى يأخذ كل ابتكار مساره فى التصنيع والتسويق ولا توضع فى الأدراج. بينما فاز «مايكل صبحى مايكل» طبيب بشرى بميدالية برونزية من المعرض عن ابتكاره «حامل حقائب الظهر»، حيث أكد «مايكل» أن الجديد فى هذا الابتكار أنه يمنع مشكلة صحية أزلية يعانى منها حاملو حقائب الظهر لقطاعات كثيرة من الناس وبالأخص أطفال المدارس ومن يحملون «لاب توب» ومن يسافرون كثيرا، ومن يوزعون منتجات فى الشوارع والأمهات حينما يحملون حقائب أولادهم، لأن أضرار حمل حقائب ظهر ثقيلة خاصة لأطفال المدارس يمكن أن تتسبب فى تشوه فى العمود الفقرى وتقوسه والآلام فى الفقرات وحتى لا يكون الشخص «أحدب» والآلام فى عضلات الكتف. وأوضح أن هذا الحامل يتم ربطه بحزام البنطلون وبذلك ينتقل الوزن أو الحمل من الكتف إلى الوسط حيث إنه يوجد بالوسط عضلات قوية ودهون قادرة على حمل أوزان أو أحمال أضعاف أضعاف الكتف، إنه لم يتم ابتكار شىء شبيه له من قبل بالرغم من كونه يهم قطاعات كثيرة جدا حول العالم، ولم يكلفه هذا الابتكار تكلفة عالية وأيضا من يقوم بتسويقه من خلال صفحة على الفيس بوك باسم «حامل شنط الظهر». وأشار «مايكل» إلى أن حبه للابتكار والاختراع بدأ منذ الصغر وأن الشخص الذى لديه هذه الموهبة تنمو وتكبر مع مرور الوقت أنه استطاع أن ينمى هذه الموهبة بالقراءات العلمية المستمرة التى بدورها تجعل الفرد يتوصل إلى اختراعات وابتكارات وأبحاث تفيد البشرية. وأكد «مايكل» أن مصر مليئة بالمواهب والمبتكرين والباحثين الذين تتميز أبحاثهم بأنها عالية المستوى وتستحق التقييم فى المعارض والمحافل الدولية، بالرغم من العمل بأقل تمويل و«يحفرون فى الصخر» إلا أن هناك مشاكل يعانون منها مثل ضعف التمويل ونقص الإمكانيات «فمصر ولادة».. أما نورهان محمود عبدالمرضى أصغر مبتكرة سنا ضمن الوفد المصرى طالبة ثانوى بمدرسة المتفوقات فى العلوم والتكنولوجيا، لم يتعد عمرها 17 عاما فقد حصلت على ميدالية ذهبية من المعرض، عن ابتكارها «محطة تحلية ذاتية تعمل بالديلزة الكهربائية»، قالت «إن الابتكار فى مجال تحلية المياه هو عبارة عن محطة مياه صديقة للبيئة وذاتية التشغيل تعمل بتوربينات المياه، بحيث تولد كهرباء تشغل نظام تحلية المياه عندى، بجانب ذلك تشحن بطاريات احتياطية فى وقت وجود أى عطل فنى.