انتهَى العُرسُ الانتخابى الرئاسى بمؤشرات فوز الرئيس السيسى بنسبة تفوق ال90 %، بعد أن خرج ملايين المصريين الوطنيين وعلى رأسهم السيدات والمسنون والمعمرون والمرضى والمعاقون، إنهم بَشَر بلا «كتالوج» تحدّوا الصعاب لانتخاب الرئيس! فلماذا يمشى كفيف 5 كيلومترات للإدلاء بصوته؟ ولماذا تحملُ «هبة» زوجها المريض لصندوق الاقتراع؟ ولماذا تنزل «هند» من سرير الجراحة إلى اللجنة؟ بعفوية وبساطة شديدة «علشان خاطر الوطن».. باختصار إقبال غير متوقع حدث رُغم دعوات المقاطعة ومؤامرات الخارج والداخل وتمويلات الطابور الخامس لإفشال الانتخابات ورُغم سوء الأحوال الجوية. لقد جاء هذا النجاح الساحق نتيجة لما حققه الرئيس وجهازه من نجاحات غير مسبوقة فى مواجهة المخاطر والتحديات الخارجية العديدة وعلى رأسها قضايا الإرهاب وتهريب المتفجرات والسلاح فى محاولات مستميتة لزعزعة أمن واستقرار البلاد وتفكيكه، وهى المخاطر التى أحاقت ولاتزال تحيق بالوطن حتى الآن. ومع بداية الولاية الثانية ينتظر الرئيسَ نوعٌ آخرُ من المخاطر والتحديات التى تأتى من الداخل وعلى رأسها معركة إعادة بناء عقول الشباب المصرى الذى تمكنت قوى الشر من تغييب عدد كبير منه ، وبرمجته وطمس هويته، من خلال المعلومات المغلوطة المزورة والمزيفة التى تصل إليه بكل سهولة عبر بوستات مواقع التواصل الاجتماعى، وأيضًا تنتظر الرئيس ملفات وتحديات خطيرة تتعلق بقضايا الفساد المتغلغل فى جذور المجتمع منذ سنوات طويلة واقتلاعه يحتاج إلى جرأة محسوبة غير مسبوقة، كما يحتاج إلى مشرط جراح ماهر وثَمَن باهظ.. فمنذ سنوات طويلة والبلاد تئن من آلام فساد معظم أجهزة الدولة التنفيذية؛ وبصفة خاصة جهاز المحليات، وقطاعات النقل والمواصلات والتعليم والصحة والثقافة والسياحة والآثار. وكانت تواجهه كل تلك التحديات من المسئولين السابقين فقط بالاعتراف بأن «الفساد أصبح للرُّكَب». فهل ينجو الرئيس فى معركته الداخلية الشرسة القادمة مع استمرار معركة البناء والتنمية ومواجهة الإرهاب وتحديات الغرب فى وقت واحد؟ آمل وأتمنى.. وأثق فى رجاحة عقله وحكمته وخبرته ومقدرته بإذن الله.