مازال لدى مصر الكثير لتقدمه لكل جنسيات العالم وللمصريين، فهناك كنوز لم تستغل بعد ومناطق طبيعية بكر يمكن أن تجذب الكثيرين وتعود بالنفع على مصر، فنحن لدينا ثلاثين محمية تمثل 15٪ من مساحة مصر وتمتاز بمختلف أنواع التنوع البيولوچى والمناخ الرائع وتعكس التاريخ الطبيعى الچيولوچى لمئات الآلاف من السنين يمكن على أساسها دراسة تاريخ الكرة الأرضيّة فى المناطق الجبلية والصحراوية المائية، مما يضع السياحة البيئية فى مصر من أهم عوامل الجذب السياحى. ورغم أننى زرت معظم المحميات الطبيعية فى مصر منذ توليت التغطية الصحفية لوزارة البيئة فى أواخر الثمانينيات، فإنه على مدار تلك السنوات لم يطرأ أى تطوير أو تهيئة عوامل الجذب لزيارة محميات مصر التى يعرفها الأجانب أكثر من المصريين، وبغض النظر عن محميات جنوبسيناء والبحر الأحمر وهى ليست قليلة وتتواجد فى مناطق سياحة الشواطئ وتجذب العديد من الجروبات السياحية، فهناك أيضًا عدة محميات مهمة للغاية، مثل محميات الصحراء البيضاء والواحات البحرية وكهف وادى سنور والدبابية والجلف الكبير وسيوة ووادى أسيوط وكلها محميات جذبت السائحين برحلات السفارى التى توقفت بعد ثورة 25 يناير لأسباب أمنية، لكن تلك المحميات لم تجذب المصريين فى أى وقت مضى وحتى المحميات القريبة من العمران مثل محمية الغابة المتحجرة ووادى دجلة بالقاهرة ووادى الريان ووادى الحيتان بالفيوم والعميد بالساحل الشمالى أيضًا لم تجد الإقبال الجيد فى أى وقت. وحتى بعد محاولات الأجهزة البيئية تهيئة نظام التنمية المستدامة بالمحميات للاستثمار فى تلك المناطق مع المحافظة عليها ظلت محاولات التعديات والإهمال ونقص عوامل الجذب لزيارة المحميات تفرض نفسها على تلك المناطق الرائعة. لكن كما قررت الدولة مواجهة المشاكل المزمنة فى جميع المجالات تم فتح ملف المحميات أمام مجلس الوزراء وتقدمت وزارة البيئة- على رأسها الوزير المجتهد الدكتور خالد فهمى- بخطة شاملة لتطوير المحميات بدأتها بمحميات الغابة المتحجرة ووادى دجلة وتليها محميات وادى الريان ووادى الحيتان وتقديم جميع الخدمات واللوحات الإرشادية والمعلومات التى تضم تاريخ ومحتوى المحمية ومسارات السير والدراجات. يبقى أهم عامل لجذب المصريين للسياحة البيئية توفير المعلومات للطلاب والتلاميذ عن محميات مصر وإقامة الرحلات المدرسية ورحلات النوادى وعودة معسكرات الكشافة حتى يتم إرساء ونجاح السياحة البيئية للمصريين والأجانب على السواء.