استضاف صالون الإدريسى بالمجلس الأعلى للثقافة الخميس الماضى ندوة بعنوان «إثيوبيا الأرض..الشعب.. الدولة» تنظمها اللجنة الجغرافية بالمجلس ومقررها الدكتور السيد الحسينى أستاذ الجغرافيا بكلية آداب جامعة القاهرة، ويدير الصالون الدكتور فتحى أبوراضى أستاذ الجغرافيا بكلية آداب جامعة الإسكندرية، وشارك فى الصالون الدكتور فتحى أبو عيانة رئيس جامعة بيروت العربية السابق. بدأ الدكتور السيد الحسينى الحديث يبيّن المعالم الجغرافية فى إثيوبيا باستخدام الخرائط، كما أشار إلى أهمية «النيل الأزرق» فى وصول نهر النيل إلى مصر، حيث يصل منه 59 % من حصة مصر السنوية، وقال: إذا كانت مصر هبة النيل كما قال هيردوت فهى هبة النيل الأزرق، وهو نهر عميق شديد الانحدار ويُطلق عليه فى جنوب إفريقيا نهر الآباى، لكنه لم يتطرق للحديث عن سد النهضة سوى أنه نوّه بأنه حتى لو انهار السد ستصل آثاره إلى مصر بعد 10 أيام مما يجعلنا على استعداد بمواجهة الفيضان!، كما يمكننا تحويل مجرى النهر على بحيرة توشكى. وأضاف الدكتور فتحى أبوعيانة، أن الوضع فى المنطقة صار يحتم علينا أن نتعرف على أصدقائنا فى إفريقيا أولًا، حيث إن إثيوبيا دولة ذات طبيعة خاصة، كما ارتبطت بمصر على مدار التاريخ، وذكر أنه فى إحدى مناقشات الماجستير مع طالب إثيوبى اكتشف أنه فى إثيوبيا صورة ذهنية بأن الشعب المصرى ينظر لهم بشىء من الدونية بالأخص للمرأة الإثيوبية وسمعتها بأنها «خادمة لعوب»، كما أكد أنه لابد من استعادة قوى مصر الناعمة هناك كما كانت فى السابق، مشيرًا إلى دور مصر هناك خلال القرن الرابع الميلادى فى إنشاء الكنيسة الإثيوبية وتعيينها للمطران حيث كان يوازى فى سلطته الامبراطور، وظلت تبعيتها للكنيسة المصرية لزمن طويل، ومازالت اللغة القبطية تستخدم فى كنائسهم حتى الآن. كما ذكرَ أبوعيانة أن مصر هى أول من أدخل التعليم المدنى إثيوبيا، حيث كان التعليم هناك مقتصراً على التعليم الدينى فى الكنائس والأديرة، وتم الإعلان فى الجرائد المصرية عام 1906 لكن لم يتقدم أحد وقتها سوى واحد يدعى «جرانت عصفور» وكوّن بعدها بعثة تعليمية إلى هناك فى المدرسة التى تم إنشاؤها فى أديس أبابا.