أعلنت الدار المصرية اللبنانية عن اعتزامها طرح طبعة من «ألف ليلة وليلة» فى أربعة أجزاء، تكون على رأس قائمتها للمشاركة فى معرض القاهرة للكتاب الذى يستقبل زوّاره فى يومه الأوّل بنهاية هذا الأسبوع. الدار، كانت تُخطّط، لهذا المشروع منذ خمس سنوات، والطبعة المزمع طرحها جاهزة بالفعل منذ ذلك التاريخ. وبعد أن كانت تحتفى على الغلاف بكونها النسخة الكاملة والأصلية من الليالى، تدخّلت الدار بتعديلات، اشتملت على حذف 15 لفظا رأتها إدارة وهيئة تحرير الدار «شائكة»، ربما تقصد «خارجة». وما استلزم ذلك من إعادة تحرير وصياغة بعض أبيات الشعر، التى تأثر معناها بعد الحذف. الطبعة، تصدر ضمن مشروع سلسلة «كلاسيكيّات الأدب العربى» التى أطلقتها الدار فى 2012 وبدأتها مع مؤلّفات محمد حسين هيكل والمنفلوطي. مُستخدمو سوشيال ميديا، ما لبثوا أمطروا صفحة الدار على فيس بوك بالسؤال البديهى الأوّل: هى طبعة أصليّة أم منقّحة؟! لم يكد تعليق الآدمن بالجواب يستقرّ فى مكانه، إلا وفجّر المزيد من الأسئلة. تعتمد نسخة الدار المصرية اللبنانية على طبعة محمّد قطّة العدوي. ومن المعروف أنها النسخة الأصلية من الليالى، بدون حذف أو تنقيح، وهى نفسها طبعة بولاق الثانية صدرت 1832. أما النسخة التى صدرت فى التسعينيات عن سلسلة الذخائر فى 8 أجزاء تقريبا لما كان الكاتب والروائى الراحل جمال الغيطانى مُديرا للسلسلة وتنشرها هيئة قصور الثقافة، فقد اعتمدت على طبعة «كالكتا» الثانية وصدرت 1939.. ومن المعروف أن أول طبعة كاملة لليالى هى طبعة برسلاو التى صدرت عنها مجلدات دار الكتب لألف ليلة فى 12 جزءًا فى طباعة فاخرة، وبمقدمة للدكتور جابر عصفور؟!. سيحمل الغلاف الداخلى لنسخة ألف ليلة وليلة الجديدة، اسم الشيخ عبدالرحمن الصفتي. وهو المذكور فى النسخة الأصلية القديمة، كما أعرف من مسئولى الدار. وهى النسخة التى نسختها الدار، وعملت عليها إلى درجة كانت تتهالك فيها أوراقها العتيقة. وقام بالتقديم لها د. محمد فتحى أبو بكر، وهو الذى عمل فى السابق بدار المعارف، وأتمم مراجعة وتحقيق طبعة تفسير القرآن كاملا. كما تتضمن الطبعة الجديدة تعليق د. عبدالعزيز النبوى أستاذ اللغة العربية. وهو الذى أِشرف على إحلال نقاط مكان الكلمات الصريحة الخادشة. تقول نورا رشاد القائمة بأعمال الدار بأن الليالى تُنشر فى سلسلة الكلاسيكيات التى يُشرف عليها الناقد د. صلاح فضل، وتستهدف فى المقام الأوّل الشباب، وتلقى رواجا هائلا فى معرض الكتاب. وهذا النوع من الأعمال يستلزم تدخلات المحرّر، عبر هوامش وشروحات فى آخر الكتاب لما يستعصى من لغة صعبة، لأن أغلب كتب التراث التى تنشرها السلسلة، مكتوبة بلغة بلاغية شديدة. وبذلك تكون أهمية الطبعة الجديدة من ألف ليلة هو تزويدها بهوامش وشروح بُذل فيها جهدٌ كبير من قبل محرّرى الدار. وستباع الأجزاء الأربعة مجمعة معا، دون تجزئة. تعتزم الدار، ضمن كلاسيكيات الأدب العربى نشر 13 عنوانا من أعمال طه حسين، فى ثانى مشروع كبير وبارز بعد طرحها جميع أعمال إحسان عبدالقدوس (450 قصة فى 65 كتابًا) بأغلفة جذّابة، وسجّلت أعلى المبيعات. عدا رواية «لا تطفئ الشمس» التى لم تستطع الدار طرحها فى نسخة ورقية، كانت ستقارب الألفى صفحة، وتباع ب200 جنيه. وارتأت إتاحتها فى نسخة إلكترونية بسعر زهيد. تنتظر أعمال طه حسين الخروج إلى النور، فور انتهاء عقود حفيدته، الوصيّة على إرثه، مع الدور الأخرى التى ما زالت تنشر أعمالا لصاحب «الأيّام». الأبرز، ضمن ما ستطرحه الدار فى معرض الكتاب؛ كتاب مكاوى سعيد الأخير، الذى كان أنهاه قبيل وفاته. «القاهرة وما فيها» سيصدر فى كتاب ضخم فى 500 صفحة. بغلاف عمرو الكفراوي. ويمكن اعتبار «القاهرة وما فيها» استكمالا لحكايات الراحل فى «مقتنيات وسط البلد». فيها حكايات طليقة ونادرة عن حى جاردن سيتى، ويتضمن الكتاب صورا نادرة لفنانى الزمن الجميل، من مقتنيات المؤلف.