حضرت المرأة المصرية بقوة فى صدارة مشهد بناء الوطن على مختلف الأصعدة وعبر كل العصور، كما حظيت على مستوى العمل الحكومى بحضور لافت فى الوزارات المتعاقبة منذ ثورة 30 يونيو 2013 لتثبت دائما أنها قادرة على القيادة والعطاء، وانطبق الأمر على الوزارة الحالية التى شهدت انتصارا وحضورا كبيرا للمرأة، حيث جاء الإعلان عن التعديل الوزارى المحدود مؤخرا، ليعلن عن وجود 6 وزيرات هن «إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة، ورانيا المشاط وزيرة السياحة، وغادة والى وزيرة التضامن الاجتماعى، وسحر نصر وزيرة الاستثمار، وهالة السعيد وزيرة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإدارى، ونبيلة مكرم وزيرة الهجرة.. ونحن نشاهد دوما «هوانم» الحكومة الوزيرات.. ولا نعرف الكثير عن حياتهن كأم وأخت وزوجة.. نعرف صاحبة القرار والمسئولة أمام الشعب، ولا نعرف الوجه الآخر لإنسانة تحب ولها مشاعر وتفاصيل ويوميات خاصة بها بعيدا عن أضواء الوزارة.. «روزاليوسف» ترصد الأسرار الخاصة والوجه الآخر ل«هوانم الحكومة». سحر نصر: «سحر نصر» وزيرة التعاون الدولى منذ سبتمبر 2015 متزوجة من المهندس المعمارى مجدى طلبة، ولديها ابن يُدعى أحمد، ويبلغ من العمر 25 عاما خطب ابنة المهندس عفت السادات ابن نجل الرئيس أنور السادات فى عام 2017 ولديها بنت تُدعى سارة، وتبلغ من العمر 28 عاما، وهى حاصلة على الماجستير فى الاقتصاد، ومتزوجة، ولديها بنت تُدعى لينا، أى أن الوزيرة ليست فقط أمًا بل جدة. وصفت الوزيرة حياتها من قبل أنها تهتم بعائلتها وطقوسهم الخاصة تحديدا فى المناسبات، وأن هناك يوما للقاء العائلة وهو يوم الجمعة، خاص بالأسرة فقط، لأن بعض الأوقات تكون فى زيارات خارجية رسمية، فلا تراهم إلا قليلا، وتهتم بلقاء حفيدتها لينا، التى عمرها من عمر تولى الوزارة. وعن اختيار ملابسها، أكدت الوزيرة أنها تعتمد على نفسها فى اختيار ملابسها كامرأة لها ذوقها الخاص، وكونها ست بيت قالت: «بحب أطبخ لما يكون عندى وقت وبحب الأكلات المصرية الأصيلة وبحب أعملها زى الكوارع والمسقعة والطعمية». وقال زوجها المهندس مجدى طلبة: إنها تعمل أكثر من 20 ساعة يوميا، وحياتها الزوجية مستقرة و منسجمة جدا كما وصفها زوجها المهندس مجدى طلبة، وأن حياتهما خالية من الخلاف كونها وزيرة تعمل وعليها واجبات، وتلتزم فى حياتها الشخصية بمبدأ ألا يتدخل أى شخص فى عمل الآخر. إيناس عبدالدايم: هى أحدث الوزيرات اللاتى شاركن فى الوزارة فى 2018 بحقيبة الثقافة، فهى تنتمى إلى أسرة من الطبقة الوسطى، وسعى والدها معلّم الموسيقى والعازف على آلة الكمان، تولى تعليمها الموسيقى منذ صغرها هى وشقيقتها إيمان مصطفى التى تعتبر واحدة من أشهر مغنيات الأوبرا عالميا، فكانت قارئة النوتة الموسيقية فى عمر 5 سنوات، فنبتت هواياتها الخاصة بحب الموسيقى من داخل بيتها الدافى بالحب. اختيرت فى عام2000 ضمن أبرز عشر نساء مصريات فى القرن العشرين، لديها أسرة بعيدة عن تفاصيل الإعلام، ولم يظهر منها سوى احتفالية خاصة قامت بها لحفيدتها الصغيرة وعزفت لها «الفلوت». هالة السعيد: أكد مصدر بوزارة التخطيط أن الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط تعمل لمدة 16 ساعة يوميا، وتصل فى بعض الأحيان إلى 18 ساعة، لافتا إلى أنها تصل إلى مقر الوزارة فى الساعة السابعة صباحا. وأوضح أنها تربطها صداقة شديدة بالدكتورة غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعى، وتكون أغلب خروجاتها معها، مؤكدا أن السعيد تكرس حياتها الآن إلى عملها فقط، ولا ترى أسرتها إلا نصف يوم فقط فى الأسبوع، حيث إنها تحدد 7 ساعات يوم الجمعة لمقابلة عائلتها وأحفادها، الذين تعشقهم، كاشفا أنها تعمل أيضا يوم الجمعة، ولكن فى أغلب الأحيان من منزلها. نبيلة مكرم: كشفت مصادر مقربة من الدكتورة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة أنها سيدة متدنية بطبعها، وتهتم بأسرتها قبل أى شيء، وتصطحب أبناءها أسبوعيا إلى الكنيسة، حيث ترتدى حجابًا للتخفى إلى الكنسية لأداء الصلاة. غادة والي: أكد مصدر من داخل الوزارة أن الوزيرة منذ أن تم تعيينها بوزارة التضامن تأتى الساعة الثامنة صباحا، وهى آخر شخص يترك المكتب بالوزارة فى الساعة العاشر مساء مؤكد أن الوزيرة تعمل من 14 إلى 16 ساعة يوميًا. وتابع المصدر أن أبناء الوزيرة تعلموا بالخارج بالولايات المتحدةالأمريكية، والآن هم يعملون بالخارج وهذا ساعد الوزيرة أن تقضى معظم وقتها بالعمل فقط، ولذلك عندما يأتون لمصر للإجازة يصعب على الوزيرة توفير وقت للجلوس مع أبنائها لدرجة أنها تصرح لنا بأنه لا يوجد وقت للجلوس مع أبنائها فى إجازة سبب كثرة أعمالها لذلك تستغل الإجازات الأسبوعية للسفر لأبنائها 48 ساعة تقضى معهم عطلة أسبوعية. رانيا المشاط: رانيا المشاط هى الأصغر سنا وأحدثهن بالعمل الوزارى، حيث انضمت رانيا المشاط فى التعديل الوزارى الذى حدث منذ أيام قليلة، وتعتبر رانيا المشاط أول سيدة تتولى حقيبة السياحة منذ إنشاء وزارة السياحة بعام 1966، والتى كانت قد تولت منصب وكيل محافظ البنك المركزى للسياسة النقدية منذ 2005 وحتى 2016. فى السياق نفسه أكدت دكتورة على النفس سوسن فايد: أن الأم التى يتم تنصيبها كوزيرة تختلف مهامها داخل المنزل بالتأكيد نتيجة ضغوط منصبها الجديد، ولكن طالما استطاعت تحقيق الوصول للمنصب فهى تؤكد أنها شخصية لديها وعى وقادرة على الإدارة والتخطيط، وتقلد المرأة لمنصب «وزير» يحدث فى مرحلة عمرية متقدمة، وذلك يعنى أن أولادها يكونون فى سن كبيرة أو ليسوا أطفالا، وذلك يجعل لديهم قدرة على الاعتماد على النفس، الأمر الذى معه يسهل مهمة المرأة التى تقلدت منصب الوزيرة فى أداء مهامها المنزلية، موضحا فقد تخصص يومًا أو اثنين بالأسبوع لدخول المطبخ، وقد تعتمد على بعض الأشخاص فى تجهيز الوجبات الأسبوعية، ودورها هنا يكون هو إدارة المنزل بالشكل الذى يجعل الأمور منتظمة بدون حدوث أى خلل، وبتلك الحالة تكون المرأة أكثر حرصا على تحقيق التوازن والنجاح فى مهامها الوظيفية ومهامها الأسرية أيضا. وتابعت: أن المرأة الوزيرة تبحث عن الموارد المتاحة التى تستطيع استغلالها لتوظيف الآخرين ليكون لهم أدوار مساعدة داخل المنزل وعقليتها المنظمة تساعدها فى تحقيق ذلك خاصة مع التزامها بالإدارة من خلال التخطيط والتنظيم لكل أمور حياتها، وأنوه أن وجود مشاكل أسرية لدى المرأة يضعف موقفها ويؤثر عليها، وبالتالى أنا أتصور أنه يوجد حالات معينة يجعل المرأة تصل لمنصب وزيرة، فنجد دائما وجود زوج متفهم وناجح فى عمله، وأبناء مستواهم التعليمى جيد، وتلك الأشياء تعتبر أدوات مساعدة بشكل عميق، ولو لم تكن المرأة لديها نجاح داخل أسرتها سيكون ذلك معيقا لوصولها لأى منصب خاصة لو كان ذلك المنصب منصب وزيرة، فالوزيرة الناجحة أيضا هى الأم الناجحة مائة بمائة . وأشارت: لا تختلف شخصية الوزيرة أثناء فترة الوزارة عن فترة بعد طلوعها على المعاش، ونجاحها بالداخل والخارج يعطيها إشباعًا نفسيا بأنها امرأة، ولو حدث خلاف ذلك تكون لديها مشكلة نفسية تحتاج لعلاجها، وفى حالة تعارض مواعيد عملها مع مواعيد زوجها أعتقد أنها تدير الأمر بذكاء بحيث يحدث تذمر من الزوج أو إحساسه بإهمالها له، والأمر يكون بين تنازلها واعتذارها وبين استيعاب زوجها للموقف وتقديره، فدائما يحدث توفيق فيما بينهما حتى تستمر الحياة، وغالبا يحدث تنازلات من الطرفين معا للحفاظ على العلاقة فيما بينهما، وأى مواقف تخص أبناءها خاصة فى اللحظات الحرجة يتغلب عليها عاطفة الأمومة، فطالما تقلدت منصب الوزيرة لا يكون هناك سلطة تفرض عليها مواعيد. بينما قالت دكتورة علم الاجتماع سامية خضر: اجتماعيا لا تختلف الأم الوزيرة عن المرأة العاملة، فكلاهما تحتاجان تنظيما لوقتيهما، وتربية الأولاد بالشكل الذى يخلق منهم أشخاصا يعتمدون على أنفسهم، ووصول المرأة لمنصب الوزيرة يجعل حياتها منتظمة جدا لأن زوجها يكون داعما لها هو وأولادها ويحترمون منصبها ويفتخرون به، وأنا أرى أن المرأة التى تقلدت منصب الوزيرة تشتاق لإعداد وجبات فى المطبخ وتخصص لذلك وقتا معينا بالأسبوع حتى تمنح أفراد الأسرة وجبة يحبونها من يديها، حتى وإن كانت مسئولياتها تمنعها من تنفيذ ذلك طوال الأسبوع، وتوفر الوجبات نصف الجاهزة يسهل مهمتها فى إعداد الوجبات بالكامل لو أرادت ذلك، والوزيرة تكون امرأة ناضجة بالقدر الكافى للحفاظ على أسرتها ومنصبها من خلال التخطيط والتنظيم الجيد. وتابعت أنا أرى أن تقلد المرأة لمنصب وزارى لا يقلل من أمومتها لأنها يكون لديها درجة من اليقظة والحذر للحفاظ على بيتها وأسرتها، وأعتقد أن ربة المنزل يكون وعيها أقل من متابعة أولادها بشكل كاف، لكن الأم العاملة النشطة تكون فعالة، فالفكرة ليست فى الوقت الذى تظل الأم مع أولادها، ولكن الفكرة فى استغلال الوقت التى تظل معهم فيه بأفضل طريقة، بحيث يتم إنشاء علاقة جيدة وعميقة مع أولادها، من خلال إدارة حوار ووجود معاملة مدروسة وليست عشوائية قد تؤدى لنتائج سلبية، فالفكرة ليست فى طول الوقت ولكن فى كيفية إدارة العلاقة ما بين الأب والأم والأبناء، نجاح المرأة كوزيرة ينطلق من نجاحها كأم وبكل الأدوار التى قامت بها، فالشخصية الناجحة فى كل الأدوار التى تقوم بها. وبالتالى المرأة الوزيرة تتمتع بنجاح فى أدوارها بدءا من الأمومة للوزارة، والمرأة التى تقلدت بمنصب الوزيرة تكون وصلت لمرحلة عمرية ناضجة، وذلك النضوج تبلور واستقر، والفرق هو إضافة المسئولية حيال الدولة، وذلك يجعلها منظمة بشكل أكبر، وشخصية الوزيرة ستكون كما وصلت من نضوج فلم يزد حنانها أو تزد قسوتها نتيجة توليها لمنصب الوزيرة، وأفراد الأسرة غالبا يحاولون تخفيف الأعباء على والدتهم التى تقلدت منصب وزيرة من خلال مساعدتها وتحقيق الهدوء فى المنزل، ويكونون جميعا سعداء بنجاحها سواء كزوجة أو كأم، وأعتقد أنه من البداية يكون هناك أطراف سوية متفاعلة ومتكاتفة ونموذج ناجح كأسرة يمكّنهم من تحقيق نجاحات.