«موسم صيد الغزلان».. أحمد مراد يصطاد الجدل لا ينقطع الجدال حول أحمد مراد، وما يُشكّله إنتاجه ضمن كتابات الجيل الجديد فى الأدب المصرى والعربي. روايته الجديدة التى صدرت أواخر العام، أكملت حلقة النقاش الحامى، الناقد فى أغلبه، للنمط الذى تمثّله كتابات مراد واختياراته فى الكتابة. بينما لا يكفّ مراد فى ذاته، (بالطريقة التى يختارها للإعلان عن صدور رواية جديدة له، وتسخيره الأدوات الحديثة للدعاية)، واستخدام تقنيات الصور والتصوير والإنتاج السينمائى للإعلان عن رواياته، عن مواصلة إشعال الجدل ولفت الانتباه، وتحقيق معدّلات بيع مرتفعة مقارنة بأقرانه. الروائى المصرى، وربما الوحيد عربيا، الذى تسبق كتبه «تريلر» كأنه إعلان لفيلم، بدأ، مع روايته السادسة، أن مَنحاً مُضافا أخذ طريقه للجدال مُستريحا. «موسم صيد الغزلان»، الصادرة لدى دار الشروق، أثارت عقب صدورها جدالا- وإن أخذ وقته ولم يدم طويلا- حول جرأتها و«إباحيّتها»، إلى حد الادعاء بأن الكاتب يدعو فيها إلى الإلحاد. فى لعبته الأثيرة، العودة إلى الماضى، والانتقال بالأحداث إلى مُستقبل مُتخيّل، أو مُتنبّأ به، إضافة إلى تضفير حِليات روايات الخيال العلمى، فى صورة مُقلّدة أو مقتبسة فى الأغلب، تمضى أحداث الرواية وبطلها «نديم»، الذى يستيقظ على حلم، ما يلبث أن يجده واقعا ملموسا أمامه. وقد جرى الإعلان عن الرواية على مواقع القراءات على الإنترنت بأنها رواية «تناقش الصراع الأبديّ بين العقل وأعظم القناعات على الإطلاق».
كتاب عمرو موسى.. سيرة منقّحة من المقرّر أن يصدر جزآن تاليان لهذه السيرة التى حظيت باهتمام وانتباه وافر بين الأوساط الثقافية والسياسية فور صدورها. المُلفت أن السيرة اتّخذت عنوانا لافتا هو «كتابيه»، وقام على تحريرها صحفى، وهى مليئة بتفاصيل عن نشأة عمرو موسى وبداياته. أخذت الآراء التى تناولت هذا «الكتاب السيرة»، من إصدارات الشروق، فى التندّر على أسلوب «الدبلوماسى المخضرم» فى الحديث عن نفسه بصيغة المتكلّم، ما زاد من اعتباره «سيرة للتجمّل». أمّا أبرز ما أثار الجدل حول كتاب عمرو موسى، فهو رأيه الناقد فى جمال عبدالناصر. بينما حظيت تفصيلة كواليس أغنية شعبان عبد الرحيم «بكره إسرائيل وبحب عمرو موسى» بالقسط الأكبر من مسامرات مُستخدمى سوشيال ميديا. (الحلقة الأبرز ضمن سلسلة سير «كلّ رجال النظام»)، هكذا يُمكن اعتبار كتاب عمرو موسى، الذى لم ينج عنوانه ذو الدلالة الدينية، من الجدل والتندّر ذاته. فقد سبق سيرة عمرو موسى، كتابٌ شبيه، عن حسام بدراوى، طبيب النساء عضو مجلس الشورى البارز، اتّخذ عنوان «رجل العاصفة». وخُصّص الجزء الأكبر منه عن دور بدراوى خلال الأحداث منذ 25 يناير، وكان تولّى أمانة الحزب الحاكم، الحزب الوطنى، وقت الثورة، أملا فى امتصاص غضب الشباب. فى هذه السيرة، بدت المحاولة جليّة ل«تبييض» صفحة بدراوى، والتملّص من الماضى، ومحاولة كتابة تاريخ جديد للرجل. ليس ببعيد عن هذا التصنيف، الكتاب الذى نشرته، مطلع العام، الدار المصرية اللبنانية، عن أسرار معركة اليونسكو التى خاضها فاروق حسني. وفيه يحكى عن تفاصيل نعرف بعضها وبعضها نعرفه للمرّة الأولى، لكنه فى كل الأحوال، كتاب يستعيد الماضى بلا أى رؤية تجاه القادم.
رسائل فان جوخ.. أغلى أم أقيم الضجّة التى أثارها مبلغ ال900 جنيه لشراء كتاب واحد، هى التى طغت فى الحديث عن خبر صدور الترجمة العربية، الرسمية الأولى، لرسائل الرسّام الهولندى الأشهر فينسنت فان جوخ عن دار مصرية، هى الكتب خان. «المخلص دوما فنسنت.. الجواهر من رسائل فان جوخ» مجلّد تجاوز الألف صفحة، من ترجمة ياسر عبداللطيف ومحمد فتحى، وتحرير ياسر عبداللطيف، وهو مجهود ضخم، قارب فى إتمامه على الأربع سنوات. ويضمّ صورا أصلية لرسائل ولوحات صاحب «زهرة الخشخاش» و«آكلو البطاطس». أمّا أكثر ما يُلفت الانتباه لدى قراءة رسائل فان جوخ، ومعظمها كانت متبادلة بينه وبين أخيه ثيو، فهو احتواء بعضها على قراءات جوخ لروايات وكتب، مما يمكن معها استشراف وجه «الناقد الأدبي» إلى جانب الوجه الإبداعى لدى الرسّام. بالنهاية، المجلّد، رحلة ممتعة فى عوالم فان جوخ وعذاباته وتفصيلات يوميّة من حياته، حتى انتحاره. وفيما يبدو استجابة لصدى الرسائل وضجّتها المُلفتة، أعلنت الهيئة المصرية العامة للكتاب، قُبيل انتهاء العام، عن إصدار طبعة مصرية من كتاب قاسم حدّاد، الشاعر البحرينى، «أيها الفحم، يا سيّدي». وهو كتاب نثرى مبنيّ على دفاتر فان جوخ ورسائله. وكانت طبعته الأصلية صدرت منذ أعوام.
محمد سلماوى.. سيرة أمتع من الحضور يمكن اعتبار سيرة محمد سلماوى، التى صدرت عن دار الكرمة تحت عنوان «يوما أو بعض يوم»، وهو للمفارقة عنوانٌ لم يخل من دلالة دينية كذلك، الوجه الأمتع من حضور سلماوى نفسه، الحضور الجسدى والشفهى فى الاحتفالات وعلى الشاشات. فى الكتاب الذى نفدت نسخه بعد أيام معدودة من صدوره قبل أسابيع من انتهاء العام، تحضر ذات سلماوى، الكاتب والصحفى والرمز الثقافى البارز، بصورة أكثر ثراء وامتاعا. يمضى الرجل، الذى شغل لفترات طويلة الأمين العام لاتّحاد كتاب مصر، يحكى بتفاصيل حيّة ومهمّة، مطعّمة بكثير من خفّة الظل، عن أحداث كثيرة، شخصية وعامة، فضلا عن الصور العديدة، للكاتب ولرموز مصرية وعربية حفظها التاريخ، ونادرا ما تُنشر لهم صور فى فترات بعينها. حظيت سيرة سلماوى باستقبال وحفاوة بالغين من قبل أوساط القرّاء. سيرة غنية بتفاصيل سياسية وثقافية واجتماعية، لمصر الستينيات وما بعدها.
تيد هيوز وسيلفيا بلاث.. من قتل من! «أنت قلت»، سيرة متخيّلة عن الشاعر الإنجليزى العتيد، صدرت بالهولندية، وعملت على ترجمتها إلى العربية الشاعرة التونسية لمياء المقدّم. طالعتنا بها سلسلة الجوائز عن الهيئة العامة للكتاب فى بدايات معرض الكتاب يناير المنصرم. لفتت هذه السيرة الانتباه بسرعة، فى أوساط المأخوذين بقصة الحب والزواج والنهاية المأساوية للشاعرة الأمريكية الأبرز سيلفيا بلاث فى علاقتها مع هيوز. أكثر ما أثار الجدل حول «أنت قلت»، الرواية السيرة، هى إعطاؤها صوتا لهيوز يُظهره فى صورة المعذّب من «جنون» زوجته وموهبتها الضائعة، حتى قرّرت دفن رأسها فى الفرن، بينما قرّر هو حرق أوراقها بعد انتحارها. القصة مثيرة، ولطالما صدرت حولها، العديد من الكتب، بمزيد من التأويلات، وبلغات عديدة. البارز أيضا فى هذا الكتاب، ترجمته الدقيقة الناقلة لروح الشخصيات، ويزيد من الإثارة، هو معرفة أن المترجمة تعمل على ترجمة، تصدر قريبا، لرواية سيرة مماثلة، عن «مالفا مارينا»، ابنة بابلو نيرودا، الشاعر التشيلى، التى وُلدت مشوّهة، مصابة بمتلازمة الرأس الاستسقائية، وتكتّم نيرودا على وجودها إلى أن ماتت لدى عائلة هولندية بالتبنّي.