انتشرت تطبيقات ومواقع التعارف بين الشباب والفتيات أكثر من أى وقت مضى وبأساليب جديدة تمكنهم من المقابلة واللقاء وإقامة علاقة فى أوقات قياسية ربما أقل من يوم، وبات هذا العالم الافتراضى أكثر واقعية وجدية عن العالم الحقيقى الذى ربما يحتاج لشهور وسنين لإقامة علاقة أيًا كانت شرعية أو غير ذلك بين شاب وفتاة. التطبيقات أصبحت أكثر خصوصية وتسهل من إقامة العلاقات الجنسية الصوتية وعبر الصورة، حيث لديها اتصالات مجانية صوت وصورة وتمسح المحتوى بسهولة لسهولة إخفاء الشات وتسهيل الخيانة الزوجية ويمكن مسحه وإعادة تحميله بسهولة، وهو يحفظ الأكونت لسهولة الدخول عليه مرة أخرى ويعمل بأقل سرعة للإنترنت وعلى حسب كل تطبيق يمكن لتطبيقات المساعدة على إقامة علاقات جنسية كاملة بين الشباب والفتيات وتسهيل ذلك، خاصة إذا رغب الطرفان أن تكون العلاقات الجنسية عابرة وسريعة، ويتم ذلك عن طريق بعض التطبيقات عن طريق وضع صور جنسية كصورة للبروفايل، خاصة أن مبدأ العلاقات العابرة يستهوى كثيرًا من الجنسين سواء متزوجين أو عزابا أو مطلقين، خاصة ممن لا يشعرون بالسعادة فى حياتهم الزوجية. هذه التطبيقات توفر قدرًا كبيرًا من الحماية والحرية فى نفس الوقت، خاصة أن عملية التواصل بين الشاب والفتاة لا تتم إلا إذا كان هناك توافق وإعجاب متبادل بينهما، وعلى الرغم من اتصال هذه التطبيقات بمواقع التواصل الاجتماعى الشهيرة فإنها لا تكشف هوية المستخدمين لها أمام أصدقائه على هذه المواقع، كما أن بعضها يتطلب دفع أموال عبر الفيزا لإيجاد الفتيات الأكثر جمالاً للتواصل معهن، ويقوم مسئولو هذه التطبيقات بتحديد الفتيات الأكثر جمالاً التى يتكالب الشباب على التحدث معهن ووضع شرط أمامهن وهو دفع مقابل مالى من أجل التواصل معهن، بالإضافة إلى دفع مقابل مالى لمن يرغب فى أن يراه فتيات أكثر للتواصل معه ليكون عضوًا فعالاً فى التطبيق أو الموقع وبدفع الأموال يسهل له التواصل مع فتيات أجمل وبطريقة أسرع عن غيره. وهناك تطبيقات أخرى تهدف فقط إلى التعارف والمقابلة على أرض الواقع فى فترة وجيزة قد لا تتعدى ساعات معدودة عبر إرفاق كل شخص لمعلوماته والبحث عن أصدقاء فى الأماكن القريبة وتحديد كل منهما عبر نشر صورته الحقيقية، ومن ثم يبدأ الحديث وقد يتم اللقاء خلال ساعات خلال موقع قريب من الطرفين وتحدد أماكن الخروج كالمطاعم والفنادق القريبة وخريطة توضيحية تجنبهم الوصول إلى عناوين خاطئة، وبسهولة كبيرة خاصة أن كلا الطرفين يعرفان ماذا يريدان وهو أن كلاً منهما يرغب فى مقابلة طرف من الجنس الآخر لقى استحسانه وإقامة علاقة معه على أرض الواقع وربما إقامة علاقة مع أكثر من فرد، حيث يتيح التطبيق له ذلك بسهولة ويسر. بعض التطبيقات من شروطها أن يكون هناك وصف موجز لما يبحث عنه الآخر بتحديد مواصفات الشخص المرغوب فيه، وهناك الملحوظات التى يكتبها المستخدمون كشرط أساسى فى التعرف على شركائهم مثل: «لا أرغب فى التعرف على شخص أسود- لا أريد شابًا لا يمتلك سيارة وشقة.. أرغب فى إقامة علاقة مع شاب أبيض ذى عينين زرقاوين - أرغب فى إقامة علاقة مع فتاة متفتحة ممشوقة القوام»، وبمجرد كتابة هذه البيانات وعمل حساب خاص على هذه التطبيقات تظهر المقترحات المطلوبة والتى ترغب فى مبادلة هذا الأكونت العلاقة أو التعارف ومكانها والأوقات التى تظهر فيها وبعض البيانات الخاصة كرقم الهاتف والحسابات الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعى. «م. ج» شاب متزوج ولديه ابن قال إنه يستخدم عددًا من تطبيقات الشات التى يستطيع من خلالها التعرف على عدد من الفتيات وإقامة علاقة معهن عن طريق الهاتف خاصة أنه مقيم بشقة بمحافظة القاهرة، وبعيد عن زوجته بحكم عمله ويتعرف على بنات كثيرات، حيث يتمتع بقدر من الوسامة، كما أنه لديه بعض الصور التى كان يرتدى خلالها الزى العسكرى أثناء تأديته الخدمة العسكرية قبل 6 سنوات برتبة ملازم أول فى الجيش، وهو ما يثير إعجاب الكثير من الفتيات ويسهل عليه التعرف عليهن ومقابلتهن بشكل سريع وقياسى. وأضاف أنه لا يقيم علاقة جنسية على أرض الواقع وأقصى ما يفعله هو إقامة علاقة عبر الهاتف فقط والخروج معا فى أحد الكافيهات أو حدائق القاهرة، مشيرًا إلى أنه لجأ إلى ذلك كوسيلة للهروب من التزامات الحياة وصعوباتها ومسئوليات الحياة الزوجية وأوقات الملل، خاصة أنه يقضى معظم أيام الشهر وحيدًا فى مسكنه بالقرب من مكان عمله. وأضاف: من السهل جدا إخفاء البرنامج وإزالته، كما أنه لا يأخذ مساحة كبيرة فى حيز التخزين على الهاتف وعند استرجاعه يعمل كما كان فى السابق دون مسح أية تفاصيل كانت موجودة قبل عملية الإزالة. «ريم. ن»، 28 سنة عازبة قالت إنها تستخدم هذه التطبيقات كوسيلة لإيجاد عريس أو زوج فى المستقبل، خاصة أن العالم الواقعى لم يسمح لها بإيجاد ذلك حتى الآن «لسه مفيش نصيب». وأضافت أن ضغوطات الأهل والأقارب من أجل الزواج ونظرتهم لها خاصة أنها هى الوحيدة فى العائلة التى لم تتزوج حتى الآن هى ما دفعتها لأن تستخدم هذه التطبيقات من أجل البحث عن شريك للحياة. وأضافت: وجدت أكثر من شخص وتقابلت معه وأبدى رغبته فى الزواج منى، ولكنى اكتشفت أن غالبية المعلومات التى كتبها عن نفسه لم تكن صحيحة سواء كانت خاصة بوظيفته أو حالته الاجتماعية رغم إصراره على الزواج منى، كما أن الكثير غير جاد فى تلك الخطوة ويرغب فقط فى إقامة علاقة غير جادة وأحيانًا غير شريفة. «أ. ع» قال إنه لا يجيد التعرف على فتيات إلا من خلال تطبيقات التعارف، خاصة أنه لا يجد صعوبة بالغة فى التحدث مع الفتيات فى العالم الواقعى كزميلات فى الجامعة. وأضاف: أصبح سهلاً عليَّ التعرف على الفتيات وإقامة علاقات عاطفية معهن وبسهولة ومقابلتهن دون حرج حتى أصبح لديّ الكثير من الصديقات وأتواصل معهن ونخرج سويًا بصحبة بعض أصدقائى من الشباب. أمينة سالم خبيرة الإرشاد الأسرى قالت: إن العلاقات عبر الإنترنت لا تكون مبنية على أساس صحيح، خاصة تلك الموجودة بين الشباب والفتيات، ونادرًا ما تنجح هذه العلاقات خاصة أن كلا منهما قد يكون فاشلاً فى تكوين علاقة فى العالم الواقعى ويلجأ إلى تجميل صورته وإخفاء عيوبه من خلال العالم الافتراضى، وسرعان ما تظهر هذه العيوب بسرعة بعد أول لقاء وتنتهى تلك العلاقة أيًا كانت سريعًا. وأضافت: تسهيل العلاقات غير الشرعية عبر الإنترنت يهدف إلى القضاء على القيم الدينية فى المجتمعات الشرقية، فهى أصبحت وسائل لتسهيل الدعارة ولابد أن يتم إحكام السيطرة على التطبيقات التى تتيح ذلك من أجل حماية شبابنا وبناتنا. ونصحت الفتيات اللائى يبحثن عن الزواج عبر هذه التطبيقات والمواقع، بأن 99 بالمائة من الشباب الذى يرتاد هذه التطبيقات لا يرغب سوى فى التسلية ولأن من يفكر فى الزواج لن يبحث عنه عن طريق الإنترنت لأن معظم الشباب مدركون أن الفتاة التى تتحدث مع شاب على الإنترنت وتقابله ستفعل ذلك مع غيره أو ستكون فعلت ذلك من قبل، وبالتالى فهو كشاب شرقى لن يقبل بذلك ولو كانت هذه الفتاة جميلة الجميلات وذات منصب وجاه. أما الدكتور محمد عبدالله أستاذ علم الاجتماع بجامعة بنها فقال: إن معظم هذه التطبيقات ترغب فى الربح على وتر مشاعر الشباب والفتيات ورغباتهم، ويجب أن تكون هناك توعية بضرورة مقاطعتها والبحث عن وسائل أخرى أكثر أمانًا وأدبًا من أجل التعارف. وأضاف: إن العالم الافتراضى مليء بالأسرار والغموض والذى يجب ألا ننساق وراءه وألا يكون الدخول إليه سوى للمعرفة أو لبعض التسلية والترفيه وليس لإقامة علاقات عاطفية أو البحث عن أصدقاء.