بعد أن كانت معظم زيجاتهم تتم من خلال المساجد وعن طريق المعارف والجيران، يقتحم السلفيون اليوم عالم الإنترنت للبحث عن شريك الحياة، بعد أن كانت فكرتهم عن الإنترنت أنه يفتح أبواب الشيطان، ويساهم فى الاختلاط بين الجنسين. أكثر من صفحة على مواقع التواصل الاجتماعى مخصصة للزواج الإسلامى، كما أطلقوا عليها، ولزواج السلفيين على وجه التحديد، بعضها اكتسب شهرة كبيرة ولقى تأييدا كبيرا بين المترددين عليها، فى حين تهكم البعض الآخر على الفكرة، خاصة أنه يسهل التلاعب فى مثل تلك المواقع، وأحياناً لا تراعى الدقة فى عرض البيانات الشخصية. «أنا سلفى أبحث عن سلفية.. أنا سلفية أبحث عن سلفى»، إحدى الصفحات التى خصصت للتوفيق بين زوجين سلفيين، ولا يسمح بالانضمام إليها إلا بعد قبول أدمن الصفحة عضويتك فى الصفحة. الأمر نفسه ينطبق على صفحتى: «أنا مش هتجوز إلا منتقبة، وأنا لا أقبل إلا بزوج ملتحٍ» و«فاظفر بذات الدين». أما صفحة «زواجى إسلامى» فقد خففت من القيود الموضوعة عليها نوعاً ما، حيث تسمح بدخول الفتيات والشباب لعرض بياناتهم عليها، ولا تقتصر طلبات الزواج على المصريين فقط، بل تسمح بطلب راغبى الزواج من الجنسيات العربية المختلفة. ثلاث فتيات: مصرية ولبنانية وبحرينية، هن أصحاب صفحة «زواج إسلامى»، تقول شهد المصرية ل«الوطن»: «أنا وزوجى نقيم بدولة البحرين، وهناك تعرفت على صديقتى (غاليا)، ومع الوقت فكرنا فى إنشاء الصفحة، حين لاحظنا كمية الألاعيب التى يمارسها الشباب العربى، للعب بعقول الفتيات وخداعهن، فقررنا مساعدة الفتيات فى إيجاد شريك الحياة، وعدم الوقوع فريسة فى (شباك) المخادعين من الشباب». «عبر الإنترنت تعرفنا على صديقتنا الثالثة نانو من لبنان، وبدأنا العمل معا».. قالتها شهد، مؤكدة اتباعهن الطرق الملتزمة والشرعية فى التعارف، بعيداً عن مواقع الزواج الأخرى، التى تتعارض مع الشريعة والعادات والتقاليد العربية. من أطرف المواقف التى صادفتها «شهد» عبر الصفحة كما تقول: «شخص عايز يتجوز بأى طريقة، مش مهم عندها كام سنة، أو من فين، المهم إنه يتجوز»، أما أصعب المواقف التى تعرضت لها كان «شاب فى عز شبابه تعرض لحادث، فقد رجليه الاثنين ومع ذلك يرغب فى الزواج».