على مدار السنوات الأربع الماضية، شهدت القوات البحرية المصرية كغيرها من أفرع القوات المسلحة عملية تحديث وتطوير شاملة مكنتها من أداء دورها فى تأمين الحدود وحماية مصالح مصر الاقتصادية فى المياه الإقليمية فى البحرين الأحمر والأبيض المتوسط. تنوعت المهام التى نفذتها القوات البحرية من تأمين جميع الموانئ بصفة دائمة وعلى مدار (24) ساعة، والمحافظة على انتظام حركة الملاحة البحرية، وتأمين المياه الإقليمية والاقتصادية، ومنع أى اختراقات لسواحلنا ومنع عمليات تهريب الأسلحة، والمخدرات، ومكافحة عمليات الهجرة غير الشرعية. تتولى القوات أيضا تأمين حركة الملاحة للسفن التجارية بالمجرى الملاحى لقناة السويس فى الاتجاهين الشمالى والجنوبى، وتأمين المنشآت الحيوية على الساحل وبالبحر من منصات وحقول البترول والغاز الطبيعى، والقيام بأعمال المعاونة والإنقاذ فى حالات الكوارث والأزمات، كما تقوم القوات البحرية بدور كبير فى عملية حق الشهيد، من خلال عزل منطقة العمليات من ناحية البحر بواسطة الوحدات البحرية، وعدم السماح بهروب العناصر الإرهابية من جهة البحر، مع منع أى دعم يصل لهم من جهة البحر. «روزاليوسف» حاورت الفريق أحمد خالد سعيد قائد القوات البحرية فى عيدها السنوى الخمسين، حول كل ما يشغل بال المواطن بشأن عمل القوات وجاهزيتها فكان هذا الحوار: القوات البحرية المصرية أقوى سلاح بحرى فى الشرق الأوسط وأفريقيا وتحتل المركز السادس عالميًا.. كيف وصلنا إلى هذا المستوي؟ - ما ينشر فى وسائل الإعلام بشأن ترتيب البحرية المصرية عالميًا سواء كان صحيحًا أو جانبه الصواب لا يشكل أهمية لنا، لأن ما يهمنا ما نملكه من إمكانيات وقدرات قتالية تمكننا من تحقيق المهام المكلفة بها، واستطاعت القوات البحرية الوصول لهذه المكانة العالمية من خلال استراتيجية واضحة ومحددة لتطوير القوات البحرية من خلال ثلاثة محاور أساسية: أولا: الاهتمام بالتأهيل العلمى للفرد المقاتل من خلال تطوير المنظومة التعليمية بالقوات البحرية. ثانيًا: المحافظة على الكفاءة الفنية والقتالية للوحدات البحرية الموجودة بالخدمة، واستمرار تطويرها بأجهزة ومعدات ومنظومات تسليح حديثة. ثالثًا: تدبير وحدات بحرية حديثة مثل حاملتى المروحيات (جمال عبدالناصر - أنور السادات) طراز ميسترال، والفرقاطة الحديثة تحيا مصر طراز (فريم)، ولنش الصواريخ (أحمد فاضل) طراز (مولينيا)، ولنشات الصواريخ طراز سليمان عزت، وأخيرًا الغواصتين (41 ، 42) طراز 1400/209 وفرقاطة الفاتح طراز جوويند، والقرويطة شباب مصر طراز بوهانج، بالإضافة إلى دخول القوات البحرية مرحلة التصنيع المحلي/ المشترك بالإمكانيات الذاتية وبالتعاون مع بعض الدول الصديقة بما يمثل نقلة نوعية للبحرية المصرية. ما دوركم فى تأمين حدود مصر الساحلية وحماية المياه الإقليمية؟ - تنوعت المهام التى نفذتها القوات البحرية من تأمين كل الموانئ بصفة دائمة وعلى مدار (24) ساعة، والمحافظة على انتظام حركة الملاحة البحرية، وتأمين المياه الإقليمية والاقتصادية، ومنع أى اختراقات لسواحلنا ومنع عمليات تهريب الأسلحة، والمخدرات، ومكافحة عمليات الهجرة غير الشرعية، وتأمين خطوط مواصلاتنا، بالإضافة إلى تأمين حركة الملاحة للسفن التجارية بالمجرى الملاحى لقناة السويس فى الاتجاهين الشمالى والجنوبى، وتأمين المنشآت الحيوية على الساحل وبالبحر من منصات وحقول البترول والغاز الطبيعى، والقيام بأعمال المعاونة والإنقاذ فى حالات الكوارث والأزمات. وماذا عن دوركم فى عملية «حق الشهيد» والتصدى لمحاولات التسلل على امتداد السواحل المصرية؟ - تقوم القوات البحرية بدور كبير فى عملية حق الشهيد: أولا، عزل منطقة العمليات من ناحية البحر بواسطة الوحدات البحرية، وعدم السماح بهروب العناصر الإرهابية من جهة البحر، مع منع أى دعم يصل لهم من جهة البحر. وتستمر فى تأمين خط الحدود الدولية مع الاتجاه الشمالى الشرقى، وتكثيف ممارسة حق الزيارة، بالإضافة إلى القيام بعمليات تفتيش داخل المياه الإقليمية المصرية والمنطقة المجاورة، ومعارضة أى عائمات أو سفينة مشتبه فيها، مع استخدام عناصر الصاعقة البحرية العائمات الخفيفة المسلحة لمداهمة جميع الأوكار والمنشآت المشتبه فيها على الساحل، وتفتيشها بطول خط الساحل الشمالى لسيناء. وما دور القوات البحرية بمنطقة باب المندب خلال مشاركة قوات التحالف العربى الداعم للشعب اليمنى الشقيق فى عملية «إعادة الأمل»؟ - انضمت وحدات القوات البحرية مع قوات التحالف العربى لدعم الشرعية باليمن فى العملية (إعادة الأمل) منذ مارس 2015 وحتى الآن، لتحقيق الأمن والاستقرار للشعب اليمنى، من خلال الإمداد بعدد من الوحدات البحرية بمهمة فرض الحصار البحرى على الموانئ اليمنية الواقعة تحت سيطرة القوات الحوثية لمنع تهريب الأسلحة والمعدات العسكرية للأراضى اليمنية، إضافة إلى تأمين حركة الملاحة البحرية جنوبالبحر الأحمر، وخليج عدن، وحتى باب المندب. كيف يتم إعداد وتأهيل مقاتلى القوات البحرية فى ظل التقدم المستمر بتكنولوجيا التسليح العالمية؟ - يتم تأهيل الضباط والصف والجنود بالقوات البحرية (فنيًا- تخصصيًا- لغويًا- تدريبيًا) من خلال الاستمرار فى تأهيل وإعداد الكوادر المختلفة من ضباط وضباط الصف فى جميع التخصصات والمستويات لأداء مهامهم بكفاءة عالية كونهم العمود الفقرى للقوات البحرية وليكونوا قادرين على استيعاب التطور العالمى فى مجال التسليح، بعد انضمام عدد كبير من أحدث الوحدات العالمية، والتوسع فى استخدام أحدث أنظمة المحاكيات على مستوى العالم لثقل مهاراتهم، وتأهيلهم للتعامل مع مختلف الأجهزة والمنظومات الحديثة نظريًا وعمليًا، واكتساب الخبرات المكتسبة من خلال الاشتراك فى التدريبات المشتركة مع الدول الصديقة. ما عمليات التطور الشاملة بقطاعى رأس التين وأبى قير؟ - لنواكب التطوير كان لزامًا علينا الاهتمام بإعادة تنظيم التمركزات للألوية والتشكيلات البحرية طبقًا للتنظيم الجديد وهو ما أوجب علينا زيادة عدد المنشآت والأرصفة البحرية داخل قطاعى رأس التين وأبى قير. أسطولنا البحرى ضم الفرقاطة الفاتح من طراز جوويند الفرنسية والقرويطة شباب مصر من طراز بوهانج الكورية الجنوبية.. كيف يمكن أن تضيف هذه القطع لنا؟ - تأمين الأهداف الاقتصادية والحيوية للدولة بالبحر إحدى المهام الرئيسية للقوات البحرية المصرية، وفى ظل تنامى اكتشافات البترول/ الغاز داخل المياه الاقتصادية الخالصة لجمهورية مصر العربية والمسافات تصل إلى 100 ميل بحرى من الساحل المصرى، بما يتطلب وجود وحدات لها القدرة على الإبحار لمسافات بعيدة، وتحمل حالات البحر المختلفة لتأمين هذه الاكتشافات. فقد كان لانضمام هذا الوحدات الجديدة ذات الإمكانيات العالية أكبر الأثر فى زيادة القدرات القتالية للقوات البحرية التى تمكنها من تأمين الأهداف الحيوية والاقتصادية. تسلمت القوات البحرية ثانى غواصة مصرية حديثة من طراز (1400/209).. ما أهمية هذه الغواصات للبحرية المصرية؟ تعتبر الغواصات من طراز (1400/209) من أحداث الغواصات على مستوى العالم. وحرصت القوات المسلحة على تطوير قدراتها العسكرية فى الأفرع والتخصصات وإدخال أحدث النظم القتالية والفنية لتكون قادرة على تنفيذ المهام الاستراتيجية داخل وخارج الجمهورية ولعل انضمام الغواصات طراز (1400/209 ) للقوات البحرية، يشكل نقله نوعية ساهمت فى رفع القدرات القتالية للقوات البحرية بما يمكنها من مجابهة جميع التهديدات التى تؤثر على الأمن القومى المصرى وتكون بمثابة رسالة ردع لمن تسول له نفسه التفكير فى المساس بمصالحنا الاقتصادية أو تهديد أمننا القومى على جميع مسارح العمليات. ما أوجه الاستفادة من تنويع السلاح فى الميادين البحرية بصفقات عسكرية من فرنسا وألمانيا؟ - عملية الإحلال والتجديد للوحدات البحرية، تخضع لعدة معايير، منها التهديدات الحالية والمستقبلية، التوازن العسكرى مع دول الجوار، التطور العلمى والتكنولوجى فى مجال التسليح، والقدرات الاقتصادية للدولة لتوفير التمويل المادى اللازم لعملية التطوير، ويتم الإحلال والتجديد على فترات زمنية وطبقًا للاستراتيجية العامة للقوات المسلحة فى تطوير وتحديث الأفرع الرئيسية. ما أهمية تدشين أسطولين فى البحرين المتوسط والأحمر؟ - تم إعادة تنظيم القوات البحرية، وتقسيمها إلى أسطولين، لزيادة فاعلية القيادة والسيطرة مما يتيح للقيادات على جميع المستويات التقدير الفورى للموقف، وسرعة اتخاذ القرار مع إمكانية تحقيق المرونة اللازمة لتنفيذ المتطلبات العملياتية بسرعة، ودفع التشكيل المناسب لطبيعة المسرح، وطبقًا لنوع العدائيات لتحقيق المهمة بأقل خسائر ممكنة. ما دور القوات البحرية فى مواجهة الهجرة غير الشرعية ومكافحة أعمال التهريب والمخدرات وحماية المجتمع من هذه المخاطر؟ - تفاقمت ظاهرة الهجرة غير الشرعية خلال الفترة السابقة، فى ظل الأوضاع غير المستقرة التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط بصفة عامة، والمنطقة العربية بصفة خاصة، ومع انهيار بعض الأنظمة العربية، وصولا بما يعرف بالدول الهشة، والتى لا تستطيع السيطرة على حدودها، أو فرض قوانين الدولة، مما أوجب على الدولة المصرية سن قوانين وتشريعات جديدة للقضاء على تلك الظاهرة. وعليه تصدت القوات البحرية بالتعاون الكامل مع جميع الجهات المعنية بالدولة وقوات حرس الحدود لهذه الظاهرة، من خلال توجيه ضربات حاسمة للقائمين على أعمال الهجرة غير الشرعية. وبالفعل نجحت هذه المجهودات، وانخفضت معدلات الهجرة غير الشرعية، بعدما ألقى القبض على مجموعة من بلنصات الصيد، وإحباط محاولة تهريب أكثر من (250) فرد هجرة غير شرعية إلى أوروبا، وعدد من (الفلايك) القائمة بأعمال تهريب (مخدرات - سلاح - بضائع غير خالصة الجمارك) خلال العام الجارى، نتيجة كما أشرنا من قبل إلى تكثيف أعمال المرور، وتنفيذ حق الزيارة والتفتيش للسفن المشتبه بها، بما يقارب (20) «بلنص»، وإحباط محاولة تهريب أكثر من (2800) فرد هجرة غير شرعية إلى أوروبا، وما يقارب (60) فلوكة قائمة بأعمال تهريب (مخدرات - سلاح - بضائع غير خالصة الرسوم الجمركية) خلال 2016 مما يظهر عزم القوات البحرية على القضاء على هذه الظاهرة، والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه المساس بمقدرات هذا الشعب. ما أوجه الاستفادة من التدريبات المشتركة مع الدول الصديقة؟ - تحرص العديد من الدول الصديقة والشقيقة على تنفيذ تدريبات مشتركة مع مصر، نظراً للمكانة العالمية للقوات البحرية المصرية، وتصنيفها حديثاً كواحدة من أكبر وأقوى البحريات فى منطقة الشرق الأوسط، وتعود على الطرفين بالعديد من الفوائد منها: إتقان تنفيذ المهام المختلفة وصقل مهارات ضباطنا وجنودنا، وذلك من خلال الاستفادة من التطور فى مساعدات التدريب ومنظومات التسليح الحديثة المتوفرة لدى الدول الشقيقة والصديقة. والاستفادة من التدريب فى ظروف جومائية مختلفة ومسرح عمليات مختلف لدراسة تأثيره على الأسلحة والمعدات. إضافة إلى التعرف على فكر الدول المشتركة فى التدريب فى إدارة الأعمال القتالية، وتدريب الضباط على أحدث الوحدات البحرية فى العالم والتعرف على أساليب التدريب القتالى بالبحر. كما ننفذ الآن تدريبات بحرية مشتركة مع بعض الدول العربية. فعلى سبيل المثال تشارك مصر الآن قوات التحالف العربى فى عملية (إعادة الأمل) وذلك لمواجهة التهديدات المشتركة التى تهدد الأمن القومى المصرى والعربى. كيف يتم الاهتمام بالعملية التعليمية والتدريبية داخل الكلية البحرية؟ - طلبة الكلية البحرية من أهم ركائز منظومة الاستعداد القتالى للقوات المسلحة لأنهم قادة الغد، وهم من سيحملون راية قواتنا البحرية فى المستقبل. وعليه تحرص القوات البحرية على تأهيل طلبة الكلية البحرية بداية من تطوير المناهج التعليمية للطلبة لتتواكب مع الوحدات البحرية، وأنظمة التسليح الحديثة، والتى انضمت مؤخرًا للقوات البحرية، وكذلك يتم إيفادهم فى بعثات ومأموريات خارجية للوقوف على أعلى أحدث وسائل العلم العسكرى بالعالم. وبصفة عامة فإن الحلقة التعليمية لا تنتهى عند هذا الحد، وإنما يتم صقل خبراتهم وتنمية مهاراتهم من خلال التدريب العملى داخل التشكيلات والوحدات البحرية، ونقل خبرات القادة السابقين. كما يتم إشراكهم فى جميع التدريبات داخل القوات البحرية وفى التدريبات المشتركة مع الدول الصديقة والشقيقة.