اتهمت باكستان جارتها الهند بتدبير هجوم انتحاري على حافلة مدرسية في إقليم بلوشستان المضطرب، وهو حادث أسفر عن مقتل ثلاثة أطفال على الأقل وشخصين بالغين وإصابة العشرات بجروح خطيرة. وقد أدى الانفجار، الذي وقع صباح الأربعاء في مدينة خوزدار، إلى تصعيد التوترات بين القوتين النوويتين المتناحرتين في وقت يشهد عداءً متصاعدًا أصلًا. ووفقًا للسلطات المحلية، صدم المهاجم بسيارة محملة بالمتفجرات حافلة تقل طلابًا إلى مدرسة الجيش العامة. وأسفر الانفجار عن مقتل سائق الحافلة وحارس أمن، بالإضافة إلى الأطفال الثلاثة - حفصه كوثر (12 عامًا)، وإيشا سليم (16 عامًا)، وسنية سومرو (12 عامًا). اتهامات ونفي فوري لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجير حتى الآن. ومع ذلك، سارع الجيش الباكستاني إلى إلقاء اللوم على الهند. في بيان، زعم مسؤولون عسكريون أن "الهند تستخدم وكلاءها الإرهابيين كأداة حكومية لإثارة الإرهاب في باكستان ضد أهداف سهلة كالأطفال والمدنيين الأبرياء". سارعت وزارة الخارجية الهندية إلى رفض هذه المزاعم، ووصفتها بأنها "لا أساس لها"، ونفت أي تورط لها في الاضطرابات داخل باكستان. نمط من التصعيد يأتي هذا الهجوم في منعطف متقلب للغاية في العلاقات الهنديةالباكستانية. ففي وقت سابق من هذا الشهر، تبادل البلدان غارات بطائرات بدون طيار وصواريخ عبر الحدود في أعقاب هجوم مسلح مميت في الشطر الخاضع لإدارة الهند من كشمير في أبريل/نيسان، والذي أسفر عن مقتل 26 شخصًا. ونسبت الحكومة الهندية الهجوم إلى جماعات مدعومة من باكستان، مما أدى إلى شن ضربات مستهدفة لما وصفته ب"البنية التحتية للإرهاب" في باكستان. وردت باكستان بإطلاق صواريخ على مواقع عسكرية هندية. أُعلن وقف إطلاق النار في 10 مايو/أيار، لكن الحكومتين أصدرتا تحذيرات صارمة بشأن أي هجمات مستقبلية. بلوشستان والتشدد الإقليمي شهدت بلوشستان تمردًا انفصاليًا طويل الأمد، حيث نفذت جماعات مثل جيش تحرير بلوشستان تفجيرات انتحارية وهجمات بارزة أخرى. في غضون ذلك، كثفت حركة طالبان الباكستانية عملياتها في إقليم خيبر بختونخوا، المتاخم لأفغانستان، مما زاد من زعزعة استقرار المنطقة. في حين لم تتبنَّ أي جماعة مسؤولية هجوم الأربعاء، يشير المسؤولون إلى نمط من العنف يزعمون أنه يُغذّيه الدعم الهندي للوكلاء المتشددين. أدان رئيس الوزراء الباكستاني، شهباز شريف، الهجوم، وكرر اتهامات الجيش: "إن قيام إرهابيين يعملون برعاية هندية بمهاجمة أطفال أبرياء في حافلة مدرسية دليل واضح على عدائهم"، كما صرّح شريف. كما وصف المتحدث باسم حكومة بلوشستان، شهيد ريند، الحادث بأنه "الوجه البشع للإرهاب الذي ترعاه الدولة الهندية".
أصداء تاريخية أثار الهجوم مقارنات قاتمة بمذبحة عام 2014 التي وقعت في مدرسة الجيش العامة في بيشاور، خيبر بختونخوا، عندما قتل مسلحو طالبان أكثر من 130 تلميذًا في واحدة من أعنف الفظائع الإرهابية في باكستان. اتهامات وإنكارات مستمرة اتهمت باكستانالهند مرارًا وتكرارًا برعاية هجمات مسلحة عبر جماعات بالوكالة لزعزعة استقرار مناطقها الغربية، وهي مزاعم نفتها الهند نفيًا قاطعًا. في المقابل، تواصل الهند تأكيدها على أن المسلحين المتمركزين في باكستان مسؤولون عن الإرهاب عبر الحدود، وخاصة في كشمير.