كتب: عبدالله رامي استضاف بيت السنارى الأسبوع الماضى «احتفالية وفاء» للشاعر الراحل عبدالرحمن الأبنودي، أقيم على هامشها معرضٌ بأهم مقتنياته: مخطوطات قصائده، الجوائز والأوسمة والشهادات فى مسيرته، فوتوغرافيا مع العائلة وعدد من رموز الدولة فى الأدب والفن والعلم، صورة بحجم كبير للأمّ، فاطمة قنديل، صاحبة الإلهام الكبير، فى القصائد، وفى كتابه الأخير «قنديلة». تبادل الحضور ذكرياتهم مع الخال، أرملة الراحل الإعلامية نهال كمال، وابنته آية، والدكتور مصطفى الفقي، والكاتب الصحفى الشاب «محمد توفيق» صاحب أحدث كتاب «الخال» سيرة ذاتية عن الأبنودي. توفيق تحدّث بصفة «المُحبّ الذى لازم مُعلّمه»، وأشار إلى تقدير الجامعات الغربية لشعر الأبنودي، حيث يُدرّس شعره فى جامعة مدريد، فى حين لايزال نظامنا التعليمى فى المدارس والجامعات يتحفّظ على اعتماد «شعر العامية» فى المناهج الدراسية. ودعا توفيق إلى أرشفة وتسجيل التراث الغنائى للأبنودي. يتجاوز إنتاج عبدالرحمن الأبنودى من الشعر الغنائى 2000 أغنية، غنّى منها الفنان على الحجّار 400 أغنية. وكانت هذه الأرقام مفاجئة للكاتب الشاب ولعدد غير قليل من الحضور. استعادت نهال كمال فى حديثها الأحداث التى أرّخ لها الأبنودى مثل حرب الاستنزاف التى كتب عنها ملحمة «وجوه على الشط». والسدّ العالى فى «جوابات الأسطى حراجى القط» وغيرها. علّقت كمال: «فضّل الأبنودى دومًا الاقتراب من الأحداث التى عاصرها، كان حريصًا على الكتابة الصادقة الحيّة. ذهب إلى الإسماعيلية وأقام فيها أثناء حرب الاستنزاف، باشر فى أسوان أعمال بناء السد، يرصد آلام الناس وآمالهم». أيّدت نهال الدعوة لتدريس أدب الأبنودى فى الجامعات وكليات الآداب. تخلّلت الاحتفالية قراءة «آية» لمقاطع من قصائد والدها. وتذكّرت كلمته لها مازحًا: «كنت مش عاجبك وعايزانى صاحب أجانس عربيّات»، بينما تكلّم دكتور الفقى فى نهاية الاحتفال عن اعتزاز الأبنودى بنفسه: «فى مرّة، وصلته دعوة من السيد الرئيس لمقابلته، وكان عليه الحضور فى تمام التاسعة، فردّ الخال: مستحيل أنا أبدأ يومى فى الحادية عشرة».