رويترز: تفعيل الدفاعات الجوية الإيرانية في وسط طهران    إعلام رسمي إيراني: تفعيل الدفاعات الجوية الإيرانية في وسط طهران    كأس العالم للأندية 2025| استئناف مباراة باتشوكا وسالزبورج    كأس العالم للأندية 2025| العاصفة تضرب ملعب مباراة باتشوكا وسالزبورج.. صور    من قال (لا) في وجه من قالوا (نعم)؟!    رامي ربيعة أساسيا مع العين ضد يوفنتوس فى كأس العالم للأندية    إعلام لبناني: غارة إسرائيلية على جنوبي لبنان أسفرت عن اغتيال عنصر من حزب الله وإصابة آخر    الوكالة الدولية للطاقة الذرية: لا يوجد دليل على سعي إيران لتصنيع سلاح نووي    كوريا الشمالية تدين الهجمات الإسرائيلية على إيران    تصعيد غير مسبوق: حاملة الطائرات الأمريكية الثالثة تتمركز قرب إيران    الأسهم الأمريكية تفقد مكاسبها الصباحية في ختام التعاملات    بين الاعتراض على الفتوى وحرية الرأي!    خالد الغندور يكشف صدمة للأهلي بسبب مدة غياب طاهر    كوكا: نحترم جميع الفرق ولا نخشى أحدًا.. والفوارق الفنية متقاربة للغاية    قلت له أتركها لوسام أبو علي.. زيزو يكشف كواليس خلافه مع تريزيجيه على ركلة جزاء لقاء إنتر ميامي    محافظ دمياط يعتمد نتيجة الفصل الدراسي الثاني للشهادة الإعدادية    ضبط مجزر مخالف في بني سويف يفرم هياكل ودهون الدواجن لتصنيع اللانشون والبرجر    تعرف على موعد حفل محمد رمضان وهيفاء وهبي في لبنان    تموين الإسماعيلية تكثف حملات المرور على المطاعم (صور)    جيش الاحتلال: نحقق فى إطلاق إيران صاروخا برأس متفجر أكبر من صاروخ شهاب 3    دور الإعلام في نشر ودعم الثقافة في لقاء حواري بالفيوم.. صور    سماوي: مهرجان جرش في موعده وشعلته لن تنطفئ    هل الحسد يمنع الرزق؟.. الشيخ خالد الجندي يوضح    5 جرامات تكفي.. تحذير رسمي من «الملح»!    «الزاوية الخضرا».. ديكور «الواحة الداخلية» في منزلك    الصحة تحذر من 5 شائعات عن استخدام اللولب النحاسي كوسيلة لتنظيم الأسرة    «مصر للطيران للأسواق الحرة» توقع بروتوكول تعاون مع «النيل للطيران»    رسميًا بعد الزيادة الجديدة.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الخميس 19 يونيو 2025    زياد بهاء الدين: خروج الدولة من الاقتصاد كليًا حديث غير واقعي    حدث ليلًا| إجراء حكومي لمواجهة زيادة أسعار السلع وحقيقة وجود عجز بخامات الأعلاف    حفار بترول قديم ومتوقف عن العمل يسقط فى رأس غارب دون إصابات    دموع الأب تسبق النعش.. «السيدة زينب» تودّع ابنها طالب الثانوية العامة ضحية العقار المنهار    لو رايح مصيفك في مطروح... اعرف مواعيد قطارات الصيف 2025 من وإلى القاهرة    المغرب 7,57م.. أوقات الصلاة في المنيا والمحافظات الخميس 19 يونيو    السفير السعودي بالقاهرة يلتقي نظيره الإيراني لبحث التطورات الإقليمية    سعر البطيخ والموز والفاكهة بالأسواق اليوم الخميس 19 يونيو 2025    17 صورة من حفل زفاف ماهيتاب ابنة ماجد المصري    أحدث جلسة تصوير ل بوسي تخطف بها الأنظار.. والجمهور يعلق    هند صبري تستعد لبطولة مسلسل جديد.. وصبا مبارك تواصل النجاحات وتنتظر "220 يوم"    انخفاض جديد في عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم الخميس 19 يونيو محليًا وعالميًا (تفاصيل)    ما حكم سماع القرآن أثناء النوم؟.. أمين الفتوى يجيب (فيديو)    ريبيرو: بالميراس يمتلك لاعبين مميزين ولديه دفاع قوى.. وزيزو لاعب جيد    رد فعل مثير من نجم الأهلي بسبب بسبب مركزه الجديد (فيديو)    بعد تألقه أمام الريال.. أبرز 10 معلومات عن ياسين بونو حارس الهلال السعودي    تامر حسني وهنا الزاهد يتألقان في دور السينما المصرية ب "ريستارت"    إعلام إسرائيلي: الجيش أعلن شن غارات على نحو 20 موقعًا نوويًا إيرانيًا ومواقع أسلحة    بالأسماء.. إصابة 11 شخصًا بحادث تصادم في البحيرة    ملفات تقنين الأراضي| تفاصيل اجتماع رؤساء الوحدات المحلية بقنا    احتفالية لرسم البهجة على وجوه ذوي الهمم بالفيوم.. صور    مشيرة إسماعيل: مفيش فنانة تصلح لتقديم الفوازير زي نيللي وشريهان    حسام صلاح عميد طب القاهرة ل«الشروق»: انتهاء الدراسات الفنية والمالية لمشروع قصر العينى الجديد    لجنة السكان بقنا تبحث التدخل السريع لمواجهة "النقاط الحمراء" بأبوتشت ودشنا    هل يجوز للزوجة زيارة والدتها المريضة رغم رفض الزوج؟.. أمين الفتوى يجيب    خالد الجندي: «داري على شمعتك تِقيد» متفق مع صحيح العقيدة فالحسد مدمر (فيديو)    جامعة الأزهر ضمن أفضل 300 جامعة بالعالم وفقًا لتصنيف US NEWS الأمريكي    الشيخ خالد الجندي: استحضار الله في كل الأمور عبادة تحقق الرضا    البابا تواضروس يستقبل رئيس وزراء صربيا    حصريا ولأول مرة.. قناة النيل للأخبار في هيئة الرقابة النووية المصرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



البابا «تواضروس» يوحد كنائس العالم
نشر في روزاليوسف الأسبوعية يوم 27 - 05 - 2017

بعد الخطوة التاريخية الخاصة بتوقيع وثيقة توحيد المعمودية بين الكنيسة المصرية الأرثوذكسية برئاسة البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية والكنيسة الكاثوليكية برئاسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، أراد البابا تواضروس أن يخطو خطوة أكبر وأهم ألا وهى توحيد كنائس العالم أجمع وذلك من خلال التركيز على نقاط الاتفاق وهى الوحدة والمحبة والسلام وغيرها من المعانى الجميلة والبعد عن الخلافات وطرحها جانباً.
ففى زيارة مكوكية إلى أوروبا شملت هولندا وإيطاليا وإنجلترا ونيوزيلاندا استطاع البابا تواضروس أن يلملم شمل كنائس العالم وفى خطوة غير متوقعة ينهى البابا زيارته إلى أوروبا الاثنين الماضي بعد أن نجح فى التوافق بين الكنيسة القبطية والكنائس الكاثوليكية والإنجليكانية والتى تعد من أكبر كنائس العالم ويطير فجأة إلى روسيا التى لم تكن ضمن خط سير رحلته ليتم تكريمه من قبل البابا كيريل بابا الكنيسة الروسية أكبر الكنائس الأرثوذكسية فى العالم ومنحه جائزة المؤسسة الدولية لوحدة الأمم المسيحية الأرثوذكسية لعام 2016 تقديرا لنشاطه المتميز فى تعزيز وحدة الشعوب المسيحية الأرثوذكسية. هذا التكريم الذى أعلن عنه فجأة ليكون بمثابة مباركة من الكنيسة الروسية لجهود الوحدة بين كنائس العالم التى يقودها البابا تواضروس والتى كانت تعارضها الكنيسة الروسية نظراً لوجود عداء تاريخي بينها وبين الكنيسة الكاثوليكية أكبر كنائس العالم لينهى البابا تواضروس هذا العداء الذى استمر لعقود من الزمن ليعود إلى القاهرة ظافراً بريادة الوحدة بين كنائس العالم ليوجه ضربة قاضية إلي معارضي تلك الوحدة بالداخل من أساقفة ومطارنة المجمع المقدس من الحرس القديم، حيث سيشهد اجتماع المجمع المقدس للكنيسة القبطية يوم الجمعة المقبل مواجهة مؤكدة يخوضها البابا المدعوم بتأييد دولى كرمز من رموز الأرثوذكسية فى العالم ضد معارضيه من الحرس القديم الذين يلتحفون بتأويلات تراثية للعقيدة تقف أمام مشروع البابا لوحدة الكنائس.
مباحثات كثيرة أجراها البابا فى أوروبا مع زعماء دينيين وسياسيين كانت أهمها فى إنجلترا أثمرت عن نجاح البابا فى وحدة الكنائس، وعلى الرغم من أهمية تلك المباحثات كنسياً وسياسياً فإنه تم فرض تعتيم إعلامى كنسى غير مبرر على تحركات البابا فى زيارته والتى تنفرد «روزاليوسف» بكشف الكواليس الخاصة بها.
أجندة البابا
تم التحضير والتخطيط بشكل جيد لزيارة البابا إلى أوروبا وتعتبر تلك الرحلة هى أنجح رحلات البابا الخارجية منذ أن تولي مهامه البابوية وتمثل علامة مفصلية فى تاريخ البابا، فعلى الرغم من أن تلك الرحلة شملت العديد من الملامح الرعوية للجاليات القبطية فإن المحور المسكونى كان هو الملمح الأوضح فى كل تحركات البابا وكانت أچندته محددة وواضحة المعالم اشتملت على محورين أساسيين الأول هو التسريع فى حشد كنائس العالم فى كيان واحد قوى وذلك بالقفز على الخلافات العقائدية والتاريخية وتجميدها وإيجاد مفاهيم جديدة للوحدة تلتف حولها كل الكنائس أما المحور الثاني فكان أن يدفع الكيان الموحد للكنائس من وراء حرب مصر على الإرهاب خاصة أن زعماء الكنائس فى العالم هم أيضاً قادة سياسيون رفيعو المناصب فى بلادهم لهم تأثير روحى وسياسى على قواعد شعبية كبيرة، وفى ظل وجود صدامات تاريخية وعقائدية بين الكنائس كانت أچندة البابا مستحيلة التنفيذ خاصة أن هناك بالداخل من يحارب الوحدة مع الكنائس ولكن استطاع البابا أن يقدم مفهوماً جديداً للعلاقات بين كنائس العالم لاقى قبولاً من الجميع وكانت النتائج مبهرة وأكثر من توقعات البابا نفسه، فالأمر لم يأتٍ اعتباطا ولكن تم التجهيز له منذ سنوات.
عراب الوحدة
يعتبر الأنبا أنجيلوس الأسقف العام بإنجلترا هو عراب مشروع الوحدة الذى تبناه البابا تواضروس واختار له أن ينطلق من إنجلترا، حيث مقر أسقف كانتربري وهو رجل الدين القوى والأرفع مقاماً ويعتبر الأب الروحى لكل أوروبا، فأسقف كانتربرى هو المنصب السياسى الأقوى فى إنجلترا من بعد الملكة، فيكفى أنه المنوط دستورياً بتتويج ملوك إنجلترا والاعتراف بهم كملوك ومن هنا تأتى أهمية «جاستن ويلبي» أسقف كانتربري الذى جمعته علاقات صداقة كبيرة بالأنبا أنجيلوس تحولت فيما بعد إلى مفاوضات كبيرة حول مشروع لوحدة الكنائس فى العالم تبنى فيه إنجيلوس وجهة نظر البابا تواضروس بأنه يجب أن ننحى الخلافات العقائدية جانباً وتجميد تلك الخلافات كتاريخ تراثى غير مفعل تحتفظ فيه كل كنيسة بما تراه من معتقدات والدفع بمشروع يقدم المحبة والسلام للجميع بمرجعية إنجيلية أطلق عليه «إنجيل المحبة والسلام» ولاقى المشروع إعجاباً من قِبَل أسقف كانتربرى وزار القاهرة مرتين كانت أخرهما فى 2016، قدم بعدها المشروع لمجمع أساقفة كانتربرى للإجازة، لاقى قبولاً ونجاحاً وكرم الأسقف الأنبا أنجيلوس عراب المشروع وأهداه «صليب لامبث» وهو من أرفع الأوسمة في إنجلترا وقلدته الملكة وسام «ضابط» عن خدماته فى الحريات الدينية ليصبح مشروع الوحدة قابلاً للانطلاق وبدعوة من الأنبا أنجيلوس للبابا تم الترتيب للزيارة لإنجلترا وإطلاق المشروع.
بروتوكول الزيارة
تقضى مراسم البروتوكول فى إنجلترا عند دعوة شخصيات رفيعة المستوى إلى المملكة لإجراء محادثات مع شخصيات كبيرة فى الدولة أن تدعو الملكة الزائر لمقابلته والترحيب به والاطلاع على برنامج الزيارة كإجراء بروتوكولى وهو ما تم مع البابا تواضروس، حيث دعته الملكة لزيارتها فى قصر وندسور ولبى البابا الزيارة وأهدى الملكة أيقونة ثمينة تعبر عن رحلة العائلة المقدسة إلى مصر فى إشارة إلى أن مصر بلد الأمان الذى حمى المسيح من بطش الرومان وقد اهدى البابا تلك الأيقونة لكل الشخصيات المهمة فى إنجلترا التى استضافت البابا ولم تكن تحركات البابا تتم بعيداً عن أعين القاهرة، فكل شيء يتم بالتنسيق مع الدولة أولاً بأول، حيث التقى البابا بعد زيارته للملكة بالسفير المصري فى إنجلترا على مأدبة عشاء على شرف البابا الذى أطلع السفير على نتائج زيارته للملكة وتم التنسيق لفعاليات الزيارة.
مقابلة تشارلز
ولأن الأمير تشارلز ولى عهد العرش فى إنجلترا والملك المقبل للبلاد تكتسب مقابلة البابا للأمير أهميتها، فبجانب مقامه الملكى فهو يهتم بمكافحة الإرهاب فى العالم ودعم الأقليات التى تتعرض للاضطهاد ويقف ضد مشروع الشرق الأوسط الكبير الذى يقوم على تفريغ المنطقة من المسيحيين وتعتبر تلك المقابلة هى البعد السياسي فى زيارة البابا لإنجلترا حيث تقوم الكنيسة المصرية بممارسة دورها الدولى كقوة ناعمة تدعم سياسات الدولة المصرية وتحشد من ورائها عالمياً وهو ما أكده البابا لتشارلز وتمحورت المباحثات حول ضرورة أن تتخذ المملكة إجراءات صارمة ضد الجماعات الإرهابية التى تستغل الدستور والقانون البريطانى فى التواجد داخل إنجلترا حيث تعتبر المملكة هى أكبر دولة حاضنة للجماعات الإرهابية وهو ما بدأت تعانى منه إنجلترا مؤخرا ومباحثات البابا مع ولى العهد كانت اتساقاً مع تصريحات الرئيس السيسى مؤخراً التى أكد فيها أن مكافحة الإرهاب ليست أمنية فقط ولكن يجب تجفيف منابع الإرهاب فى البيئة الحاضنة والداعمة له وأكد البابا أن كنائس العالم وخاصة الكنيسة القبطية تقف ضد الإرهاب وتواجهه عن طريق تغيير المفاهيم والثقافات ووعد تشارلز بدراسة مقترحات البابا وتفعيلها واتخاذ ما يمكن من إجراءات تجاه ذلك وحضر اللقاء أعضاء مجلس اللوردات والسلك الدبلوماسى ومكتب الكومنولث الخارجى ووزارة الداخلية والمنظمات الإنسانية والعديد من الضيوف المسكونيين وممثلى الأديان.
مباحثات لامبث
كانت أهم محطات زيارة البابا تواضروس هى لقاؤه ب (جاستن ويلبي) أسقف كانتربري، حيث استقبل الأخير البابا فى قصره فى مدينة «لامبث»، حيث اصطحب البابا معه وفداً كبيراً من كهنة إنجلترا على رأسهم الأنبا إنجيلوس وسريعاً تمت المباحثات على جدول أعمال أُعد بدقة مسبقاً تناول فيها القطبان المسيحيان وضع الكنيسة القبطية فى مصر وسبل التعاون بين الكنيسة الإنجليكانية التى يمثلها «ويلبي» والكنيسة القبطية التى يمثلها البابا تواضروس وتوافق الطرفان على آليات عمل مشتركة بين الكنيستين فى مصر من جهة وبين الكنيستين وكنائس العالم من جهة أخرى وتطابقت وجهات النظر حول الوحدة الكنسية حول المحبة والسلام، تلك الرؤى التى سريعاً ما جسدها الطرفان من خلال صلاة مشتركة حيث قام «جون جون هول» أسقف وستمنيستر بدعوة البابا والأسقف لصلاة بدير القديس «إدوارد المعترف»، حيث تمت صلاة محايدة بعيداً عن طقوس الكنيستين واقتصرت على بعض الصلوات والابتهالات التي تمجد المسيح وتدعو إلى السلام والمحبة فى العالم وشارك فى تلك الصلاة العديد من كهنة وأساقفة الكنيسة القبطية إلى جانب نظرائهم من الكنيسة الإنجليكانية وتبادلوا كلمات الود والمحبة ليقدم الجميع نموذجاً عالمياً جديداً للوحدة بين الكنائس بعيداً عن الخلافات العقائدية، فالوحدة إنسانية وليست عقائدية والمسيح جاء للعالم كله وليس لفريق ضد آخر.
روسيا تترقب
تعتبر الكنيسة الروسية أكبر الكنائس الأرثوذكسية فى العالم وفهى جهة تشريعية فى روسيا وليست مؤسسة دينية فقط، وفهى عضو فى مجلس «الدوما»، الغرفة المصغرة للبرلمان الروسي، تلك الكنيسة كانت ترفض أي جهود للوحدة بين كنائس العالم والسبب أن الكنيسة الكاثوليكية هى التى تتصدر مشهد الوحدة ما خلق بينها وبين الكنيسة الروسية عداوة سياسية قديمة حيث تراها محاولة لسيطرة الكنيسة الكاثوليكية على المسيحية فى العالم وقد فشلت كل الجهود فى تقريب وجهات النظر بين الكنيستين وكان آخرها لقاء البابا فرنسيس بابا الكاثوليك والبابا كيريل بابا الكنيسة الروسية فى هافانا بكوبا العام الماضي، حيث فشل اللقاء فى إزالة الخلافات التاريخية بين الكنيستين، إلا أن البابا تواضروس بذل جهوداً كبيرة فى التقريب بين الكنيستين من خلال زيارتين إلى روسيا وأخرى للفاتيكان لتقريب وجهات النظر، حتى نجحت جهود البابا تواضروس فى الاتحاد مع الكنيسة الكاثوليكية وتجلى ذلك فى زيارة البابا فرنسيس الأخيرة للقاهرة، ليكمل البابا تواضروس سعيه فى توحيد الكنائس بزيارته إلى إنجلترا والتوافق مع الكنيسة الإنجليكانية والتى كانت تترقبها وتتابعها الكنيسة الروسية التى أصبحت تغرد منفردة خارج سرب الوحدة.
التكريم الروسي
وكان نجاح جولة البابا تواضروس الأوروبية وتحقيق الهدف منها محط أنظار الكنيسة الروسية، خاصة أن البابا قدم نموذجاً للعبادة المشتركة بين كنائس لديها خلافات عقائدية يمكن تجميدها واعتبارها تراثاً خاصا بكل كنيسة لا يمنع وحدة المحبة والسلام ولاقى هذا النموذج قبولاً من القادة الروس ورغبة فى الانضمام إلى الكيان المسيحى العالمى الجديد ولكن على استحياء ولكن كان يجب استغلال التوقيت وعدم تفويت الفرصة وهو ما كان فسريعاً أعلنت الكنيسة الروسية عن تكريم مفاجئ للبابا تواضروس لم يكن معداً أو مخططاً له من قبل حيث تم منحه جائزة المؤسسة الدولية لوحدة الأمم المسيحية الأرثوذكسية لعام 2016 تقديرا لنشاطه المتميز فى تعزيز وحدة الشعوب المسيحية، والمفاجأة كانت أن التكريم تم بيد البابا كيريل بابا الكنيسة الروسية الذى يرفض جهود الوحدة بين الكنائس لتكون تلك الجائزة - بجانب أنها تتويج للعمل المسكوني للبابا تواضروس فى وحدة الكنائس - اعترافا صريحا من الكنيسة الروسية بمشروع الوحدة وموافقة ضمنية على الانضمام له لتؤكد مصر صدارة توحيد القوى الناعمة الضاغطة فى العالم لصالح سياستها ويضع التاريخ البابا تواضروس كرائد لتلك الوحدة وزعيما لها ويتوج نفسه بابا للمسكونة كلها، وفى لمحة وطنية من البابا تواضروس يعلن فى الاحتفال الذى أقيم بتكريمه فى روسيا الثلاثاء الماضى تبرعه بقيمة الجائزة المالية التى منحت له للمشاركة فى بناء الكنيسة والمسجد بالعاصمة الإدارية الجديدة.
نعيق البوم
يحل الجمعة القادمة الاجتماع السنوى للمجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، حيث من المتوقع أن يشهد هذا المجمع خلافاً كبيراً وهجوماً حاداً على البابا تواضروس من قبل أساقفة ومطارنة الحرس القديم بالمجمع، حيث يعارض هؤلاء جهود الوحدة بين كنائس العالم التى يقودها البابا تواضروس محتجين ببعض التأويلات العقائدية لآباء الكنيسة الأوائل التى كانت فى أصلها نتيجة صراعات سياسية واستقرت داخل الكنيسة فيما بعد كعقائد إيمانية ويقود هذا الحرس الأنبا بيشوى مطران دمياط والأنبا بنيامين أسقف المنوفية والأنبا أغاثون أسقف مغاغة والعدوة والأنبا أبرام أسقف الفيوم والعديد من قساوسة وكهنة الكنيسة، ومن الباطن يقود هذا الحرس الأنبا رفائيل سكرتير عام المجمع المقدس، وقد شنوا مؤخراً حملة شرسة ضد تحركات البابا كان آخرها ما أثير بسبب توقيع البابا تواضروس والبابا فرنسيس على بيان للوحدة بين الكنيستين القبطية والكاثوليكية وقد أعد الحرس القديم العدة لمواجهة البابا فى اجتماع المجمع عن طريق إعداد ملف كامل يحتوى على وثائق ومستندات تاريخية تشمل فتاوى آباء الكنيسة الأوائل والتى ترفض ليس الوحدة مع الكنائس الأخرى ولكنها تذهب إلى المدى الأبعد بتكفير تلك الكنائس إلى جانب ذلك سعى العديد من آباء الحرس القديم للتواصل مع الكنائس الأرثوذكسية الشرقية المتحدة مع الكنيسة القبطية فى الإيمان لتأليب قادتها على البابا تواضروس والدعوة إلى محاكمته ومراجعة إيمانه الأرثوذكسى إلا أن تلك الكنائس وهى الكنيسة السريانية الأرثوذكسية وكنيسة الأرمن الأرثوذكس وكنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإثيوبية وكنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإريترية كلها كنائس صغيرة وتعانى من التشرذم وليس لها ثقل سياسى دولي، وفى مواجهة هذا الحرس يلتحف البابا بمعظم أساقفة المجمع المقدس الذين يؤيدون مساعيه نحو الوحدة، كما أن البابا يقود اجتماع المجمع المقدس هذا العام وقد ازداد ثقله السياسي والدينى أضعافاً والمتوقع كالعادة أن يهاجم الحرس القديم بشدة التوحيد فى الاجتماع المقبل، ولكن لن يكون لذلك الهجوم أى مردود دينى أو شعبى أو سياسى وسيكون على الحرس القديم التوافق مع البابا وتأييد سياسته أو يستمر فى هجومه المتواصل لا طائل من ورائه، بل ربما يؤدى ذلك بهم إلى محاكمات كنسية لن ترحمهم.




مجدى يعقوب مسئول عن الإغاثة فى مصر


على هامش زيارته إلى إنجلترا التقى البابا تواضروس الثانى بالمجلس القبطى الطبى بإنجلترا والمؤسسة القبطية للإغاثة والتنمية وهما من المشروعات الكبيرة التى أقامها الأنبا أنجيلوس الأسقف العام بإنجلترا وقد حضر الاجتماع لفيف من ممثلى الطوائف المسيحية فى إنجلترا وناقش البابا كيفية تفعيل دور المجلسين فى مصر وتقديم الخدمات الطبية المتميزة لغير القادرين من المصريين، كما بحث قداسته سُبل التنمية والمشروعات التى يمكن أن تطلقها المؤسسة القبطية للإغاثة والتنمية كما تم تكليف السير الدكتور مجدى يعقوب جراح القلب العالمى بمتابعة والإشراف على تلك الأعمال داخل مصر من قِبَل البابا وقد رحب كل الحاضرين بهذا التكليف. 


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.