تسبب مقطع فيديو انتشر على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» فى الكشف عن غموض خطف أحد المواطنين بأحد كافيهات أكتوبر وقتله، المصادفة قادت أجهزة البحث الجنائى لتكشف من وراء خيوط جريمة القتل إلى التوصل لأخطر عصابة لتهريب وترويج مخدر الفودو يتزعمها ضابط شرطة. البداية كانت إشارة من مديرية أمن القليوبية تؤكد العثور على جثة بنفس مواصفات إخطار غياب القتيل فريد شوقي، وهنا تدخل اللواء إبراهيم الديب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، وأمر بتشكيل فريق بحث برئاسة العميد محمد عبدالتواب مدير المباحث الجنائية، والذى بدأ العمل على رقم السيارة «إلينترا» التى ظهرت فى الفيديو، ولم يدر أحد أن كشف غموض القضية سوف يكشف عصابة لتهريب مخدر «الفودو» يتزعمها ضابط وطيار وبعض البودى جاردات. ففى الوقت الذى أصدر فيه اللواء هشام العراقى مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة تعليمات مشددة لجميع القيادات بضرورة كشف غموض الواقعة فى 24 ساعة، مؤكدا أنه سوف يعمل فى القضية بيده وبنفسه إذا لم يتم الكشف عنها فى 24 ساعة، وهو ما جعل فريق البحث يتحول لخلية نحل، وكانت أولى مفاجآت القضية عندما أكد صاحب معرض سيارات أن السيارة الإلنترا 4679 استأجرها ضابط سابق يدعى تامر الشهاوي، فبدأت الخيوط تتجمع أمام العميد عبدالوهاب شعراوي، وفى الوقت نفسه كان فريق البحث يراجع كاميرات مراقبة المشهد الأخير للقتيل فريد شوقى بالكافيه الذى كان يجلس فيه قبل حدوث المشاجرة، وتقدم اثنان من البوديجاردات وخطفاه فى السيارة الإلينترا. وتوصل فريق البحث الجنائى إلى أن المتهم الرئيسى فى خطف وقتل فريد شوقي، هو عصام إبراهيم شلبي، 37 عاما، أمين شرطة بقطاع أمن الجيزة، وحاصل على موافقة أمنية بإجازة سنة بتاريخ 10/1/2017 ومقيم بمدينة 6 أكتوبر. وبعد أقل من 4 ساعات تلقى اللواء هشام العراقى مذكرة بالقبض على أمين الشرطة، والذى اعترف أمام اللواء رضا العمدة، أن أيمن عبدالعليم حاصل على بكالوريوس خدمة اجتماعية، ومقيم فى زهراء مدينة نصر وتامر الشهاوى 43 عامًا ضابط سابق برتبة مقدم، وطيار يدعى «الصباحي» هو صاحب صفقة «الفودو» والترامادول مع القتيل، وأن الطيار جلبها من «الرأس الكبيرة» الذى رفض ذكر اسمه خشية من انتقامه. واعترف أمين الشرطة أن هناك بودى جاردات اشتركوا معهم فى الجريمة، وأدلى بأوصافهم كاملة. تحريات المباحث التى أشرف عليها العميد عبدالوهاب شعراوي، رئيس مباحث قطاع أكتوبر أكدت أن المجنى عليه له خلافات كثيرة مع بعض الأشخاص بسبب بيع وشراء الأراضي، وأنه سبق وقرر أن يفتتح عائمة نيلية بالقرب من مسرح البالون كملهى ليلى وحدثت خلافات أدت إلى إغلاقها وتبين أنها ليست ملكة. وكانت مفاجأة أخرى لفريق البحث الجنائي، حيث أيقنوا أن الطيار المدعو الصباحى سلم للمجنى عليه كمية كبيرة من مخدر الفودو والترامادول لبيعها حيث أوهمهم القتيل بعلاقته المتشعبة وأنه يستطيع أن يبيع الشحنة التى تتعدى قيمتها ال 3 ملايين جنيه، حيث نص الاتفاق بين الطيار والضابط السابق من جهة، وفريد شوقى القتيل من جهة أخري، أن يتحصل الطيار الصباحى على 2 مليون جنيه قيمة البضاعة جملة مقابل المبالغ التى يتحصل عليها القتيل من البيع مهما زادت قيمتها، وعلى حسب «شطارة» القتيل. وبالفعل استلم القتيل البضاعة من مخازن بهضبة الأهرام. ومرت أسابيع وكانت اتصالات تجمع بين فريد شوقى «القتيل» والصباحى «الطيار» والذى أكد له أنه قام بتخزين البضاعة فى مخزن خاص به، وأنه ينتظر عملاءه فى القاهرة والمحافظات. مرت شهور وبدأ فريد شوقى يجرى اتصالات مع أخطر تجار الفودو فى القاهرةوالجيزة وهما الأخوان على وسميح لعبة، عن طريق بودى جارد معروف يدعى «كلبة» والذى سبق اتهامه فى قضايا بطلجة وضرب أفضى إلى موت وسلاح ناري، وبالفعل استطاع فريد شوقى بيع كمية كبيرة من الفودو بمساعدة الأخوين «لعبة» والبلطجى «كلبة»، وبدأت الأموال تنهال عليه فقرر النصب على الصباحى الطيار وشلته وبدأ تنفيذ خطة الهروب ورفض الرد على مكالماتهم الهاتفية وعندما رصدوه فى أحد الأماكن أكد لهم أن الإدارة العامة للمخدرات اقتحمت المخزن وتحفظت على كميات المخدرات الموجودة، وهو ما جعله يختفى على الأنظار وطلب منهم مهلة لتدبير ال 2مليون جنيه على أن يتم خصم جزء كبير نتيجة مداهمة الإدارة العامة للمخدرات للمخزن وأنه ليس له ذنب. وهنا طلب الطيار والضابط السابق وأمين الشرطة مهلة للتفكير واستغل الثلاثى علاقاتهم المتشعبة وتأكدوا أن فريد شوقى ينصب عليهم وأنه اختلق «فيلم» المداهمة الأمنية للنصب عليهم فبدأوا يجمعون عنه التحريات وعلموا أنه يجلس على كافيه بأكتوبر فقاموا باستئجار سيارة من معرض السيارات عن طريق علاقات المقدم الشهاوى وداهموا الكافيه بمساعدة أمين الشرطة وبودى جاردات، منهم المدعو عبده سينا وتيتو اللذان يعملان فى عائمة نيلية شهيرة على النيل ثم اصطحبوه عنوة حتى وصلوا إلى شارع شهاب وكانوا متجهين إلى شقة بميدان لبنان ولكن بعد مشاهدة الكليب على مواقع التواصل الاجتماعى قرروا مغادرتها إلى منشأة القناطر، وهناك لفظ فريد شوقى أنفاسه الأخيرة بعد التعدى عليه «بكعب» الطبنجة والوخذ العميق بجوار الأذن ووصلات من الضرب المبرح، الغريب والمثير للجدل بعد القبض على المتهمين والتحقيق معهم فى نيابة أكتوبر، هو اختفاء تحقيقات النيابة مع المتهمين منهم الضابط السابق، حيث طلب مدير النيابة ملف التحقيقات لمراجعتها ومواصلة اعترافاتهم، ففوجئ سكرتير النيابة بضياع الملف بالكامل مما تسبب فى حالة غليان وتوتر وتم إحالة بعض الموظفين للتحقيق وتم إخطار المحامى العام لنيابات الجيزة، وحتى مثول «روزاليوسف» للطبع، وردت أنباء عن إيجاد ملف التحقيقات ملقى فى أحد الأماكن داخل النيابة فى إشارة إلى أن سارق الملف ارتعد وقرر عدم استكمال جريمته.