فجر قرار وزارة التربية والتعليم بغلق سبع مدارس بإدارة روض الفرج التعليمية بمحافظة القاهرة، غضب أولياء أمور الطلاب المقيدين بتلك المدارس، حيث حرروا محضرا رقم 4699 بتاريخ 27 نوفمبر الماضى ضد الوزير الدكتور الهلالى الشربينى. القرار نفذ بالفعل على مدارس شبرا الإنجيلية والاعتدال، والتقدم الأدبى والتربية الحديثة، وحمدى عوف وأم المؤمنين، والجهاد وكلها تعليم أساسى للمرحلة الابتدائية. تقول سامية شعبان وهى والدة تلميذ إن القرار نفذ فى يوم الطفل العالمى، حيث تحويل ابنها من مدرسة الاعتدال إلى مدرسة اليزدى بسبب نزاع بين وزارة التربية والتعليم التى تملك الأرض بعد أن أهداها مالكها للحكومة منذ 50 عاما، وجاء ابنه يطالب بحقه فى الأرض بعد موت أبيه بسبع سنوات. وأكدت انزعاج أولياء الأمور وضجرهم باعتبار المدارس ضمن الكثافات الطلابية المنخفضة، والقرار وضع أبناءهم فى مدارس أخرى ذات كثافة طلابية مرتفعة، فبعد أن كانت كثافة الفصل الواحد 40 طالبا أصبحت الآن 80 طالبا. وتشير إلى أن مدرسة الاعتدال كانت تضم 113 طالبا، والآن أصبح 800 طالب من ثلاث مدارس مختلفة فى مدرسة واحدة. وعبرت عن الضرر الذى أصاب المدرسين نتيجة اختلاف خريطة تحركاتهم اليومية بتغيير مكان عملهم، والمتضررون أكثر من 200 مدرس ومدرسة. وقالت: لم تشفع المحاضر التى حررها أولياء الأمور لوقف تنفيذ القرار، الذى نفذ فى ثلاث مدارس والباقون رهن التنفيذ، بعد قرار النيابة بإبقاء الحال على ما هو عليه، وعلى المتضرر اللجوء للقضاء، حتى يتم فض النزاع على المدارس. كما اكتشف أولياء الأمور عدم وجود قرار مكتوب بإخلاء المدارس، وأن القرار جاء شفهيا من منال عبدالفتاح مديرة الإدارة التعليمية لروض الفرج، دون تدخل من الوزير حسبما ذكر أولياء الأمور. ونقل تلاميذ مدرسة الجهاد إلى مدرسة عمر بن الخطاب والأخيرة ليس لديها عجز فى عدد المدرسين، بينما مدرسو الجهاد بلا أى عمل، والكثافة الطلابية أصبحت كبيرة جدا داخل الفصول. وتضيف نعمة محمد أن تلاميذ مدرسة الاعتدال حولوا إلى مدرسة روض الفرج من قبل لأعمال الصيانة، ثم طالبت مديرة الإدارة التعليمية نقلهم إلى مدرسة اليزدى، رغم أن فصولها مكتملة، وفى حالة نقل أولادنا إليها سيكون نصيب الطالب من الحصة أقل من دقيقة، فكيف يحدث ذلك؟! وطبعا تسبب هذا فى منع الطلاب من حصص الألعاب ودخولهم من الباب الخلفى للمدرسة، بشكل مستقل. رد فعل مديرة مدرسة اليزدى عندما علمت بتحرير أولياء الأمور طلاب مدرسة الاعتدال محاضر ضد قرار نقلهم، قالت: «مادمتم لا تريدون مدرسة اليزدى فنحن أيضا لا نريدكم لدينا بالمدرسة»! ونبه أولياء أمور الطلاب على الأبناء بعدم ترك الفصول فى حالة مطالبة إدارة المدرسة بالانتقال لمبانى مدرسة اليزدى. ونفى سيد سويلم مدير شئون العلاقات العامة بوزارة التربية والتعليم قرار غلق المدارس السبع مؤكدا أنها ثلاث فقط، وأن القرار لم يصدر عن الوزارة، بل عن الإدارة التعليمية، وكان بغرض سد الفراغات فى المدارس ذات الكثافة الطلابية المنخفضة. وأصدرت الوزارة بيانا قالت فيه إنه تبين وجود نسبة فراغات هائلة بالمدارس الثلاث، تصل إلى 70 % من الفصول، وانخفاض فى كثافات الفصول، خاصة فى مدرسة مجمع أم المؤمنين بروض الفرج التى تضم 28 فصلا من إجمالى 90 فصلا بالمجمع. وأوضحت أن الوزير وجه بنقل طلاب مجمع أم المؤمنين، إلى مدرستى عمر المختار، والحرية التابعتين لنفس الإدارة، وتفريغ مجمع مدارس أم المؤمنين، تمهيدا لتحويله لمجمع للمدارس الرسمية والمتميزة للغات، لاستيعاب نسبة كبيرة من طلاب الانتظار، وخاصة مرحلة رياض الأطفال. وأمر الوزير بتشكيل لجنة على الفور لتجهيز المبنى بمشاركة الهيئة العامة للأبنية التعليمية، لاستقبال الطلاب خلال فترة وجيزة، والتنبيه بعقد اجتماع عاجل لمجلس أمناء المدارس الثلاث، ومخاطبة جميع الجهات المعنية بهذا الأمر، لاتخاذ اللازم. ملء الفراغات فى المدارس ما هو إلا صنع لمشكلة الكثافة الطلابية العالية، التى تشكو منها بالأساس الوزارة، ففى تصريحات سابقة للوزير قال إن مشكلة الكثافة المرتفعة فى الفصول الدراسية تقف كمشكلة كبيرة داخل نحو 4 آلاف مدرسة، مؤكدا أن تعدد الفترات الدراسية بالمدارس يعد أزمة، بجانب وجود كثير من المناطق المحرومة من المدارس داخل العاصمة، مضيفا أن 20 % من المدارس بها فترات ثانية، و42 % من المدارس بها كثافة.