أجمع أهالى منطقة سوق الخضار بالحى السادس من أكتوبر، على أن سائق التوك توك الذى أشعل الرأى العام المصري، بعد توجيهه انتقادات قاسية للحكومة، ليس إخوانيًا ولم ينتم إلى أى حزب سياسي. الأهالى الذين طلبوا عدم ذكر أسمائهم بعد إعلان الحكومة سعيها إلى الوصول لصاحب الفيديو الذى ظهر بحلقة «واحد من الناس» مع الإعلامى عمرو الليثي، قالوا: إن الشاب اصطحب زوجته وطفليه هاربًا إلى جهة غير معلومة، خوفًا من «ملاحقة أمنية محتملة». وأكد سعد عبدالعظيم، وهو الشقيق الأصغر للسائق الهارب، أنه ليس له أى اهتمام بالسياسة، ولم يشارك فى ثورة الخامس والعشرين من يناير، ولا الثلاثين من يونيو، الأمر الذى يجعل من اتهامه بالانتماء إلى جماعة الإخوان تمهيدًا لوصمه بتهمة «توديه فى 60 داهية». وقال: «هو على باب الله، يجرى وراء لقمة العيش، لو سألت عليه الناس سيقولون إنه رجل فى حاله، يصلى فروضه ولا يتعاطى المخدرات، ويريد أن يأكلها بالحلال.. لكن الحال أخذ يضيق عليه، فالفواتير تصفعه، ويجلده الغلاء، وهناك أفواه مفتوحة، ومدارس تطلب مصروفات، وعلاج يرتفع سعره ويقل عرضه. وأضاف: «اهتمام رئيس الحكومة بكلام مواطن غاضب يفضفض أمام كاميرا، أمر بالغ الغرابة» قائلا: «يعنى هما الكلمتين دول اللى زعلوك يا معالى رئيس الوزرا.. هو الغلبان مش من حقه يصرخ». ووجه كلامه للحكومة: «أحسن ما تدوروا على أخويا شوفوا الناس تعبانة من ايه، لو حليتم مشاكل الغلبان يبقى قطع لسان اللى يتكلم». وقال «أخويا سافر البلد عندنا فى الصعيد، ولو رئيس الوزرا عايز يقابله ممكن ييجى بس لازم ناخد الأمان، عندنا مشاكل كثير، ممكن نعرضها عليه إذا كان عايز يسمع شكوى الناس الحقيقية». وأضاف «أخى مصطفى ليس إخوانيًا، ولم ينتم إلى الجماعة، ولا شيعة، بل إنه كان يرى مرسى غير جدير بمصر، هذا رأيه الذى كان يعلنه، وإن كان حجم اهتمامه بالسياسة فى أدنى حدوده». وقال أحد تجار الخضار إن مصطفى كان على عكس معظم سائقى التوك توك، لا يتعاطى المخدرات، وكان فى الفترة الأخيرة يعلن غضبه من ارتفاع الأسعار، إلى درجة أنه أصبح سيئ المزاج، وإن كان محتفظًا بأخلاقه، مضيفا: كان بيمشى فى الشارع ووشه مكشر، ولما يسأل عن سعر حاجة يبرطم أو يضرب كف بكف. وقالت متسوقة بالسوق فى عقدها الخامس: «الراجل اتكلم عن وجيعتنا، الناس تعبت من الأسعار، والتجار بيخبوا الحاجة، أنا مش لاقية السكر إلا على برامج التليفزيون». وأوضحت أن ما قاله صاحب التسجيل مع عمرو الليثى كلهم يشعرون به ومن نار الأسعار التى تجلدهم يوميا وتجعلهم طعامًا للتجار وفريسة للجشع. وأكد مصدر بمجلس الوزراء أن تامر عوف المستشار السياسى لرئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل، أجرى اتصالا بالإعلامى عمرو الليثى للتواصل مع صاحب فيديو «التوك توك»، الذى عرض الأربعاء الماضى فى برنامج «واحد من الناس»، لتوضيح حقيقة الوضع الاقتصادى الحالى وما قبل الانتخابات له.. وأضاف المصدر أن مجلس الوزراء هو من يريد التواصل مع السائق، وليس المهندس شريف إسماعيل، ليكون هناك قناة شرعية تتواصل مع المواطنين، لافتا إلى أنه فى حال التواصل مع سائق التوك توك سيلتقيه مسئول من المجلس، خاصة انه يبدو عليه أنه «مثقف» وذو فكر. وأشار المصدر إلى أن الحكومة تتابع بدقة ما يجرى فى الشارع المصري، وأن التقارير تؤكد زيادة الأعباء على المواطنين، وأن هناك تشديدا من رئيس الوزراء على أهمية مراقبة الأسواق، والحد من الارتفاع المبالغ فيه للأسعار.