مشاعر كثيرة انتابتنى ما بين الفرح والسعادة والتوجه لله شكرا وأنا أحضر الأربعاء الماضى حفل تخرج ابنى الأصغر «آخر العنقود» كما يقولون الذى كان يدرس حقوق إنجليزى بجامعة عين شمس وتخرج فيها بتقدير جيد جدا. دمعت عيناى وأنا أرى ابنى يتسلم شهادة التخرج وسألت نفسى هل هى نهاية مشوار كبير وسنين طويلة من المعاناة والمثابرة والجهد والاجتهاد أتمها الله علينا بالخير أم هى بداية مرحلة جديدة من المتاعب ومواجهة مصاعب الحياة والمستقبل المجهول. كانت قاعة الاحتفالات فى الفندق الكبير بالتجمع الخامس تعج بالآباء والأمهات والأخوات والأصدقاء وكانت الفرحة تملأ وجوههم والزغاريد تنطلق فى أرجاء المكان والطلبة الذين تخرجوا يصطفون مرتدين الروب الأسود الذى يتدلى منه الشريط الأصفر المطبوع عليه «بادج الجامعة» والكاب على رءوسهم وفى أعينهم سعادة تمتزج بنظرة امتنان وولاء للتضحيات التى بذلتها أسرهم من أجلهم ولسان حالهم يقول لأولياء أمورهم هذا يوم حصادكم أنتم.. لكنهم فى نفس الوقت لم يستطيعوا إخفاء نظرة الحزن على فراق الزملاء والأصدقاء والأساتذة الذين ارتبطوا معهم بحياة جامعية تملؤها الذكريات لسنوات طويلة لم يشأ الدكتور ناجى عبدالمؤمن عميد كلية الحقوق بجامعة عين شمس أن تسبق كلمته كلمة الدكتور محمد على محجوب أستاذ الشريعة بالكلية ووزير الأوقاف الأسبق الذى أكد على أهمية هذه الكلية وأنها تعتبر من أعرق كليات الحقوق حيث كانت ولا تزال منبعا للوزراء والعظماء وأصحاب المقام الرفيع وخريجيها دائما ما يكون لهم نصيب من هذه المناصب الثلاثة ونصح الدكتور محجوب الخريجين أن يكونوا مبتسمين دائما وأن يتخذوا فى ذلك عميد الكلية قدوة لهم وهو الذى يطلقون عليه لقب «العميد المبتسم» لأن جميع المشاكل والأمور الصعبة تحل بالابتسام، وأشار على أنه كان وزيرا دائم الابتسام لأن تبسمك فى وجه أخيك صدقة واستدل ببيت الشعر القائل. لا خيل عندك تهديها ولا مال.. فليسعد النطق إن لم تسعد الحال شكرا لابنى الذى شرفنى ولم يخذلنى وكان باهرا فى جميع سنوات دراسته مخلصا فى أدائه وتحصيله للعلم وسهره الليالى كما أنه باهر دائما فى أخلاقه.. وأقول له ولزملائه الخريجين.. أن تخرجكم ليس هو نهاية المطاف بل هو بداية الحياة العملية التى تحتاج منكم إلى الجهد والصبر والثقة بالنفس، فالبحث عن العمل ليس أمرا سهلا والمنافسة كبيرة جدا فعليكم أن تستعدوا لها حتى تستطيعوا مواجهة مصاعب ومتاعب الحياة لبناء المستقبل الذى تحلمون به من أجل تحقيق الرخاء والنماء لكم ولوطنكم الحبيب مصر، وأخيرا أشكر الله العلى القدير أن مد فى عمرى حتى أرى هذا اليوم المبارك.