تتجدد فى مواسم الإجازات مشكلة البحث عن تذكرة فى قطار تمكن المواطن من قضاء الإجازة مع الأهل والأصدقاء.. القطار يعتبر وسيلة مواصلات آمنة وسريعة ورخيصة تضمن للمغترب فى القاهرة الوصول سريعا إلى قريته لقضاء العيد «ولكن الحصول عليها أمل بعيد المنال». الحصول على تذكرة فى هذه الأيام بات أمرا صعبا على الراغبين أن يتواجدوا منذ الصباح، وقبل موعد الرحلة بثلاثة أو أربعة أيام ليجدوا حجزا بالقطارات بل عليهم أن يقفوا فى طابور طويل لساعات للحصول على تذكرة تريحهم من مشقة السفر عبر السيارات وخطورتها، ولكن مع الازدحام تنحصر فرصة الحصول على تذكرة. «روزاليوسف» قررت إجراء تجربة للحصول على تذكرة فى أحد القطارات إلى أسوان قبل يومين من عيد الفطر. فى ساحة محطة مصر بميدان رمسيس شهدنا استنفارا أمنيا كبيرا، وتفتيشا للحقائب، والتحرى عن المشتبه فيهم، وهذا من شأنه أن يهدر الكثير من الوقت بالنسبة للمواطنين للحاق بالقطار قبل تحركه. أما المتجهون إلى المناطق القريبة كبنها وطنطا والمنصورة والزقازيق فلايعنيهم حجز تذاكر قطارات مكيفة والوقوف فى طابور لأن الرحلة زمنها محدود والتذكرة فى العربة المميزة لا تتعدى 5 جنيهات لذلك القطارات مكتظة بالركاب، ومن يرغب فى حجز مقعد فيها عليه الذهاب إلى القطار فى مكان تخزينه، قبل أن يصل إلى المحطة فإن وصل إلى المحطة يندفع الركاب ويصعب الفوز بمكان للوقوف وليس الجلوس. أمام شباك التذاكر وجدنا طابورا طويلا يضم مئات من المواطنين لأن اليوم الأخير للحجز وصل سعر تذكرة الدرجة الثانية لأسوان 90 جنيها والدرجة الأولى 132 جنيها. بعد الوقوف فى الطابور لمدة 5 ساعات تمكنا من الحصول على تذكرة لأسوان درجة ثانية قبل نفاد التذاكر وفشل الكثير فى الحصول على أى تذكرة ولم يعد أمامهم سوى خيارين: الأول استقلال القطار المميز غير المكيف أو البحث عن بديل «سوبر جيت». صعدنا إلى أحد القطارات المتجهة إلى بورسعيد «درجة ثانية» يضم ثلاث عربات مكيفة وباقى العربات غير مكيفة وكان يعج بالركاب ويكثر به المتسولون، يوجد 4 كمسارية فى العربة الواحدة، على غير المعتاد وخاصة العربات المكيفة ودائما ما كانت تحدث مشاجرات بين الكمسارية والركاب الذين يجلسون بين العربات المكيفة حيث الهواء الرطب البارد الذى يخرج من أبواب العربات، وبصوت عال يطلب الكمسارى من الركاب إبراز التذكرة وقيمتها 35 جنيها ويرد الركاب لن ندفع سوى 10 جنيهات إحنا واقفين مش قاعدين وجينا هنا عشان باقى العربات مزدحمة ولا يوجد مكان فيها حتى للوقوف وبعد شد وجذب مع بعض اللين وجملة كل سنة وأنت طيب يا ريس إحنا داخلين على عيد، يرضخ الكمسارى لهم بل وهناك بعض الركاب لا يأخذ منهم سوى نصف تذكرة فقط. وفى العربات غير المكيفة تفترش البائعات أو السيدات الريفيات أرضية العربة مع أبنائهن، ودائما ما تحدث مشادات مع من يرغب فى النزول من القطار حيث يسد هؤلاء النسوة والأطفال الباب. اللافت للنظر عودة ظاهرة التسطيح أو اعتلاء القطارات كمكان يستطيع الركاب الجلوس عليه حتى لو مثل ذلك خطرا على حياتهم، بالإضافة لظاهرة الجلوس والوقوف بين العربات، وعندما سألنا عن سبب ذلك قالوا «لو معملناش كده مش هنروح بيوتنا». وبالرغم من الازدحام الشديد فإن ذلك لم يمنع الباعة من التجول فى العربات بالمياه الغازية ومياه الشرب والشاى والحلوى والسندوتشات والملابس وألعاب الأطفال.