صعد عدد من صحفيى جريدة «المصرى اليوم»، الذين أطلقوا على أنفسهم اسم «كتيبة المنشقين»، احتجاجاتهم، للمطالبة بإعادة نحو 100 صحفى مفصولين من الجريدة، إلى العمل دون قيد أو شرط، وطالبوا المهندس صلاح دياب رجل الأعمال، مؤسس الصحيفة، بإبعاد نجله توفيق عن التدخل فى مجريات العمل بالمؤسسة، أو التأثير على السياسة التحريرية للصحيفة. وقال عدد من الصحفيين المعترضين على تدخلات نجل «دياب»، إنه لابد من استمرار سياسة الصحيفة، المتمثلة فى فصل الإدارة عن السياسة التحريرية، وأنهم طالبوا رئيس مجلس الإدارة بإبعاد نجله تمامًا عن السياسة التحريرية للصحيفة، وأن «دياب» وعدهم باستمرار السياسة التى تبنتها «المصرى اليوم» منذ بدايتها، والمتمثلة فى فصل السياسة التحريرية تمامًا عن عمل الإدارة. وقالت مصادر مطلعة ل«روزاليوسف» إن الصحيفة تتعرض منذ أشهر، لما سمته «ضغوط من جهات سيادية»، لإجبار الصحيفة على تقليل حدة الهجوم والنقد، الموجهين إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي. وأضافت المصادر التى طلبت عدم نشر أسمائها، أن هناك خلافات حادة بين أعضاء مجلس إدارة «المصرى اليوم»، ومؤسس الصحيفة بسبب رغبة مجلس الإدارة فى تخفيض سقف المعارضة للنظام، فى الوقت الذى يتمسك فيه «دياب» باستمرار الصحيفة فى سياستها التحريرية، وعدم الاستجابة لأية مواءمات سياسية، مهما كلفه ذلك من خسائر، أو صدامات مع النظام والحكومة. أن «دياب» الذى تم إخلاء سبيله قبل أيام بكفالة، على ذمة قضية حيازة أسلحة نارية، المتهم فيها نجله «توفيق» - بحسب المصادر - لايزال مصرًا على عدم الاستجابة لأى ضغوط تمارس ضده من أجل وضع الصحيفة تحت السيطرة، وأشارت مصادر إلى أن «دياب» استقر على قرار نهائي، يتمثل فى التراجع عن عرض أسهم الصحيفة للبيع، وهو القرار الذى كان اتخذه عقب قرار النيابة بإخلاء سبيله على ذمة القضية، بسبب الحالة النفسية السيئة التى كان يمر بها. كما أخطر باقى المساهمين فى «المصرى اليوم» بقراره عدم بيع الصحيفة، بعد تقدم نجيب ساويرس، رجل الأعمال عرضًا قيمته 750 مليون جنيه لشراء الصحيفة، التى يمتلك فى رأسمالها حصة، إلى جانب العرض الذى قدمه رجل الأعمال محمد أبو العينين، والبالغ قيمته 700 مليون جنيه لشراء الجريدة. وأضافت أن «دياب» قرر وقف جميع المفاوضات التى تتم مع جميع رجال الأعمال، سواء من المساهمين فى أسهم المؤسسة، أو ممن هم خارجها، وبينهم رجل الأعمال أكرم قرطام، ومحمد فريد خميس، ومحمد الأمين، مشيرة إلى أن مؤسس «المصرى اليوم» تعهد لرجل الأعمال نجيب ساويرس، ببيع الصحيفة له، حال عودته من جديد إلى التفكير فى بيع المؤسسة. كما قدم عدد من الصحفيين مذكرة موقعة من 80 محررًا، برفض بيع الصحيفة، واشترطوا حال الاضطرار لذلك عدم بيعها لأسماء بعينها، وعلى رأسهم محمد أبو العينين، رجل الأعمال، مالك قنوات «صدى البلد»، وقالوا إن «أبوالعينين» محسوب على النظام، وسيفرض سياسة تحريرية على الصحيفة، تجعلها تحت السيطرة على غرار الصحف القومية، خاصة «الأهرام والأخبار والجمهورية»، وحذروا من خطوة بيع الصحيفة لمن سموهم رجال نظام الحكم الحالي، الذين يستفيدون منه، مثلما استفادوا خلال حكم الرئيس الأسبق، حسنى مبارك، وقالوا إنهم سيتخذون ما سموه «إجراءات تصعيدية» لمنع بيع الصحيفة لرجال الأعمال، من أنصار الرئيسين الأسبق والحالي. وقرر مؤسس «المصرى اليوم» صرف مكافآة لجميع الصحفيين المشاركين فى تغطية انتخابات مجلس النواب، فى الوقت الذى كانت تمتنع فيه الصحيفة، عن صرف آية مكافآت للصحفيين، باستثناء مرتباتهم الشهرية، إلى جانب إرساله رسائل طمأنة إلى الصحفيين، من خلال تأكيده عدم اللجوء إلى فصل أى صحفى جديد، إلى جانب منح المستحقات المالية للمفصولين، لكنه تمسك بسداد شهر واحد كتعويض عن كل عام عمل، بدلاً من شهرين، وهو المطلب الذى يتمسك به الصحفيون. وقالت مصادر مقربة من طرفى الأزمة إن الصحفيين طالبوا مؤسس الصحيفة، بسداد مرتباتهم على دفعة واحدة، بحد أقصى يوم 3 من كل شهر، بدلاً من النظام الحالي، الذى يعتمد صرفها على دفعتين، الأولى ما بين يومى 5 و8 من كل شهر، والثانية بعدها بنحو أسبوع، مشيرة إلى أن هذه الأزمة تتسبب فى «صداع» داخل رأس مؤسس الصحيفة، الذين يعلن أن المؤسسة تعانى أزمة مالية شديدة، خاصة بعد زيادة سعر صرف الدولار، وزيادة أسعار مستلزمات الطباعة والإنتاج، من أوراق وأحبار. كما طالب الصحفيين طالبوا «دياب» بإبعاد هشام قاسم، أول ناشر للصحيفة، العضو المنتدب السابق، عن التدخل فى السياسة التحريرية للصحيفة، موضحة أن «قاسم» يتدخل فى جميع التفاصيل اليومية، التى لا تندرج تحت بنود لائحة المهام المكلف بها. وأن «دياب» يواجه أزمة أخري، تتمثل فى تدخلات فتحى أبو حطب، المدير العام للصحيفة، مشيرة إلى أن «أبو حطب» يستغل عدم وجود رئيس تحرير فعلى للصحيفة، ويجرى حركة تنقلات بين أعضاء هيئة التحرير. إن محمد سيد صالح، مدير التحرير، القائم بأعمال رئيس التحرير، أبدى تذمره الشديد من تدخلات هشام قاسم وفتحى أبو حطب فى السياسة التحريرية. من بين القرارات التى وقعها «أبو حطب» مؤخرًا، وتسببت فى غضب القائم بأعمال رئيس التحرير، الإطاحة بعدد من قيادات الصحيفة، وبينهم حسام دياب، مسئول قسم التصوير، وتعيين حسام فضل المصور، بدلاً منه إلى جانب اختيار عزة الفضالى نائبة لرئيس القسم، مما تسبب فى غضب «صالح»، وإيهاب الزلاقي، مدير التحرير، وباقى هيئة التحرير.