أثار إسقاط الجنسية المصرية عن ملكة جمال العرب فى إسرائيل جدلا واسعا فى الأوساط الاجتماعية والسياسية، كما أثار الكثير من الاستفسارات حول سعى مصر الدائم وراء إسقاط الجنسية عن المصريين المقيمين فى إسرائيل، دون غيرها من الدول الأجنبية، وإتاحة مصر لمواطنيها حق الحصول على جنسيات أجنبية أخرى إلى جانب الجنسية المصرية ما عدا إسرائيل. نجلاء سليمان البالغة من العمر 23 عاما، حصلت على لقب ملكة جمال العرب فى إسرائيل، حيث تقدمت للمسابقة الرسمية السنوية التى تقام فى مدينة الناصرة لاختيار ملكة جمال العرب، تحت رعاية وزارة الثقافة الإسرائيلية، فقام والدها بإرسال صورها وسيرتها الذاتية، وتم قبولها وقاموا بالاتصال بها للمشاركة، وفازت باللقب رغم أنها لم تكن الأجمل أو الأكثر جاذبية بين المتسابقات اللاتى تقدمن للمشاركة، ما تسبب فى إثارة علامات استفهام كثيرة حول فوزها باللقب. ترجع أصول نجلاء إلى محافظة المنوفية مركز الباجور، وكانت سافرت إلى إسرائيل وهى فى سن الخامسة مع والديها اللذين فضلا الهجرة إلى إسرائيل بحجة الظروف الاقتصادية والمعيشية، تعلمت فى المدارس الإسرائيلية وحصلت على الثانوية الإسرائيلية، تخصص البايوتكنولوجى بدرجة امتياز وعمل والدها مديرا لمصنع الحديد والتسليح فى إسرائيل ووالدتها محامية فلسطينية وقررت نجلاء العودة إلى مصر والاستقرار بها لاستكمال دراستها الجامعية، لكنها فوجئت برفض الجامعات المصرية قبولها بسبب حملها للثانوية الإسرائيلية، وهويتها الإسرائيلية أيضا رغم أنها تحمل الجنسية المصرية ولديها رقم قومي. وكانت نجلاء قد قالت من قبل فى أحد البرامج التليفزيونية، إنها تقدمت لمسابقة ملكة جمال العرب فى إسرائيل لتبعث رسالة للعالم وأن هدفها من المشاركة هو تصحيح المفهوم الخاطئ عن إسرائيل، وأنها ليست دولة لليهود فقط بل يوجد بها شرقيون من أصول عربية ومسلمون وديانات أخري، وأنها تريد نشر السلام بين جميع العرب فى كل نواحى الأرض ليس فقط فى الدول العربية. وأضافت أن مهمة وزارة الثقافة الإسرائيلية إشرافية فقط وأن لجنة التحكيم لم يكن بها سوى 3 يهود فقط ورغم ذلك تعرضت لعنصرية جزئية من لجنة التحكيم، حيث حصلت على 9 أصوات عدا صوت واحد كان لرئيسة الكنيست السابقة، التى اعترضت على التصويت لها عندما علمت أنها من أصول مصرية، ولديها جنسية مصرية وقالت إنه كانت هناك محاولات لانتزاع اللقب منها وأن وزارة الثقافة الإسرائيلية طلبت منها تمثيل إسرائيل فى مسابقة ملكة جمال العالم، لكنها رفضت ليس لأنها مصرية لكن بسبب نوعية الملابس التى يتم ارتداؤها فى مثل هذه المسابقات، التى وصفتها بأنها خليعة وشبه عارية ولا تتناسب مع شرقيتها ولا مصريتها وأنها تحب ارتداء الملابس المحتشمة التى لا تظهر المفاتن ككل الفتيات الشرقيات على حد قولها. لم تكن نجلاء سليمان الحالة الأولى التى يتم فيها إسقاط الجنسية عنها بسبب حملها للجنسية الإسرائيلية، دون إذن مسبق من وزارة الداخلية، فقد أسقط رئيس الوزراء السابق إبراهيم محلب الجنسية عن شيرين سمير حسن محمد وأيضا 3 مصريين من عائلة واحدة هم «ديفيد دنيال عبيد عبدالشهيد« و«يوسف دنيال عبيد عبدالشهيد» و«رفقة دنيال عبيد عبدالشهيد»، الذين سافروا إلى إسرائيل للسياحة، وحصلوا على الجنسية الإسرائيلية دون إذن من الداخلية، وأيضا سيد مصطفى محمد موسى ومحمد محمود محمد المصري، وغيرهم فهناك ما يقرب من 37 حالة حصلوا على الجنسية الإسرائيلية، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم، تأكدت السلطات أنهم مقيمون بشكل دائم فى إسرائيل ولا يرغبون فى العودة مرة أخري. وهناك ما بين 20 و30 ألف مواطن مصرى يعيشون ويعملون بإسرائيل بخلاف السائحين المصريين، وحسب إحصاء رسمى إسرائيلي، حول عدد الزيجات المصرية الإسرائيلية، فهناك نحو 15 ألف حالة زواج من بينهم 14 حالة زواج من يهوديات، والباقى من عرب إسرائيل على عكس ما أعلنته وزارة العدل المصرية من أن عدد الزواج المختلط بين المصريين والإسرائيليين لا يزيد على 1200 حالة مسجلة فى الأوراق الرسمية بينهم 5 حالات لفتيات تزوجن من شباب إسرائيلي، وأن هناك مصريًا واحدًا تهود من منطقة إمبابة، وأطلق على نفسه اسم (حاييم) وتم إسقاط الجنسية عنه وحاول كثيرا استردادها لكن الجهات المصرية رفضت كما أعلنت دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية أن نسبة العمالة المصرية فى الجيش الإسرائيلي، تخطت ال 13% وأشارت إلى أن جيش الدفاع الإسرائيلى يعتمد بشكل أساسى على العمالة المصرية لأنها مرنة وترغب فى الحصول على المال. وينتظر أن يتم إسقاط الجنسية عن العديد من المصريين الذين يتجنسون بالجنسية الإسرائيلية بموجب قانون الجنسية المصرى طبقا للمادة العاشرة التى تنص على ألا يجوز للمصرى أن يتجنس بجنسية أجنبية إلا بعد الحصول على إذن بذلك يصدر بقرار من وزارة الداخلية المصرية، ويحق لمجلس الوزراء إسقاط الجنسية المصرية طبقا للمادة 16 من هذا القانون عن نجلاء أحمد عبدالعاطى سليمان بقرار من رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل.■