فى شقة بشارع مصدق فى منطقة الدقى بالجيزة يوجد النادى اليمنى، الذى يجمع أبناء الجنوب، الرافضين للوحدة اليمنية التى جمعتهم فى دولة واحدة كان يحكمها الرئيس اليمنى السابق، على عبدالله صالح. ويعتبر النادى المقر الوحيد من نوعه على مستوى الدول العربية، حيث حرص نظام صالح فى الماضى، على السيطرة على جميع المقار والنوادى التى تجمع اليمنيين تحت مظلتها. كما يعتبر مكانا خاصا للجنوبيين من أبناء اليمن، ورغم أنهم يرحبون بأى يمنى شمالى فإن معاملتهم له تتغير بمجرد علمهم بتعرض أحد أقرانهم لمعاملة سيئة من جانب الشماليين. تأسس النادى فى عام 1983 على يد 50 من أبناء دولة الجنوب التى كانت تجمعها بمصر علاقة قوية وتزين أسماء ال50 مدخل النادى وتضم سيف العزوبى وعبدالعزيز الباكرى وعمر درويش وصفية نعمان وفيصل منصور وحسين عبدالله وآخرين. يقول وضاح السلقدى مسئول النشاط الثقافى فى النادى: إن غالبية قادة الجنوب كانوا على علاقة طيبة بمصر، لأنهم من خريجى جامعاتها، حيث لاتزال الجامعات المصرية وجهة المحافظات اليمنية الجنوبية لتلقى التعليم. وأشار إلى أن الجنوبيين يعتزون بمصر وكانوا داعمين لها فى حرب أكتوبر، حيث سلموا باب المندب إلى القوات البحرية المصرية لفرض حصار اقتصادى على إسرائيل. وأكد السلقدى أن الجنوبيين يتمتعون فى مصر بكامل الاحترام والحرية، حيث لم تعترض السلطات على أى نشاط فى النادى باستثناءات قليلة جدا. ولايزال الجنوبيون المترددون على النادى يحتفلون بالأعياد الجنوبية، حيث يتم إحياء عيد الاستقلال الذى يوافق 30 نوفمبر ويوم 13 يناير وهو ذكرى التصالح والتسامح إلى جانب 14 أكتوبر ذكرى انطلاق الثورة ضد بريطانيا فى الجنوب، و7 يوليو الذى يوافق ذكرى دخول قوات الشمال إلى الجنوب، حيث يتم فيها التعريف بقضية الجنوبيين والخروج بمظاهرات مليونية فى المحافظات الجنوبية وفى الدقى يتجمع نحو 50 أو 60 فردا لإحياء الذكرى بإلقاء الشعر والموسيقى. وأشار السلقدى إلى أن المقاومة الجنوبية التى انطلقت من عدن ستكون نواة الجيش اليمنى حيث يتم تدريبه على أيدى قوات التحالف العربى الذى تقوده المملكة العربية السعودية. ويؤكد ياسر عمر - القيادى بالحراك الجنوبى - أن النادى هو المكان الوحيد الذى لايزال مملوكا للجنوبين، حيث سيطر الشماليون على السفارات والنوادى بعد دولة الوحدة التى ترأسها على عبدالله صالح. وقال عمر إن النادى لعب دورا فى مصر فهو يقوم بدور السفارة خاصة فى مسألة العالقين حيث يرفض أبناء الجنوب التعامل مع السفارة لأنهم يلاقون معاملة عنصرية من جانب أبناء الشمال الذين يتولون جميع الوظائف، كما أنهم يمنحون المساعدات لأقرانهم الشماليين فقط. وتسعى إدارة النادى لتقديم المساعدات إلى أبناء الجنوب، حيث يعتبرونه بديلا للسفارة. وأوضح عمر أن الجنوبيين أسسوا حزب التجمع الديمقراطى الجنوبى «تاج» فى لندن ليكون صوت الجنوب وتم انتخاب ياسر اليافعى لرئاسته وهو يعمل على مستوى الداخل والخارج ويتولى الحديث السياسى للحراك الجنوبى منذ تأسيسه فى .2007 وأشار عمر إلى أن الحزب يعانى من التعتيم الإعلامى وكأن الجنوبيين ليسوا أصحاب قضية وهم متأثرون بوصف الدولة اليمنية لهم بأنهم انفصاليون لأن اليمن لم يكن فى الأصل دولة موحدة، ولفت الانتباه إلى أن الجنوب يرون أن الرئيس عبدالفتاح السيسى هو النموذج القومى العربى، حيث فرحوا جدا بتوليه رئاسة مصر فهو رجل يليق بها بينما كانوا فى قمة الحزن فى عهد جماعة الإخوان، وفى جميع الأحوال لايتحدث أبناء الجنوب عن الشأن المصرى لكنهم يعرفون الجماعة جيدا بحكم وجودها وممارساتها فى اليمن تحت مسمى حزب الإصلاح. ولايضع النادى اليمنى صورة أى رئيس يمنى أو أى رمز من رموز الجنوب ولكن يرفع صورتى الرئيسين جمال عبدالناصر ومحمد أنور السادات، ويقول ياسر: نعم نتفق على رمزية عبدالناصر، فالثورة قامت فى الجنوب بنداء منه ومصر قدمت الكثير لليمن خاصة فى عهده والحقيقة أن كل الدعم الذى كانت تقدمه مصر استنزفه الشماليون واستجابة لعبدالناصر استمر النضال فى اليمن 4 سنوات حتى تم طرد الإنجليز. والوطن العربى بشكل عام يحتاج إلى رمز وهو ما وجدوه فى عبدالناصر ومن بعده الرئيس السيسى. ولفت عمر إلى أن النادى يحتفى بالرئيس السادات لأنه صاحب قرار حرب أكتوبر العظيمة التى كسرت غطرسة العدو الصهيونى. ونبه إلى أن رفع صور رموز الجنوب فى النادى يتسبب فى مشاكل مع السفارة اليمنية التى تسعى دائما للتضييق على النادى، حيث أبلغت السلطات المصرية عندما تم رفع علم اليمن الجنوبى فى المقر. وقال عمر عن الوضع الحالى فى اليمن أنه سيئ للغاية جراء الحرب التى تقوم بها ميليشيات الحوثى وعلى عبدالله صالح فهناك آلاف من القتلى والجرحى وتم تدمير البنية التحتية بشكل كامل. ولفت إلى أن الحراك الجنوبى الذى ينادى بالانفصال موجود منذ سنوات ولكنه كان يعانى من وجود تعتيم إعلامى كبير حيث حدثت انتفاضات فى عامى 1997 و2000 وبدأت الانتفاضة الأخيرة من الحراك الجنوبى المتعارف عليه من عام 2007 فى ثورة سلمية لم تنجر ولن تنجر إلى العنف لأن الجنوبيين يدركون أن العالم يعترف باليمن وليس بالجنوب. وأكد عمر أن الحوثيين صنيعة على عبدالله صالح ولم يكن لهم وجود فى الجنوب نهائيا. ومن يقاومهم حاليا هو فصائل جنوبية تدين بالولاء للوطن وليس لأفراد على غرار جيش على عبدالله صالح. ∎