لم تفكر فى الشهرة حينما مارست لعبة «التايكوندو» ، كل ما فى الأمر أن شغفها بهذه الرياضة القتالية دفعها إلى ذلك، وكانت الأقدار ترتب لها أمرا آخر، حيث اعتلت منصات التكريم العالمية، فى قاعة «المشاهير» التابعة للأمم المتحدة، ضمن 25 سيدة كرمتهن المنظمة الدولية لتميزهن فى مجالهن. وخلال مسيرتها اعتلت كارولين ماهر منصة التتويج 130 مرة فى 38 دولة. ولأنها «مقاتلة» فقد خاضت مواجهة ضد الاتحاد الدولى للتايكوندو وأرغمته على تسديد الغرامة الأكبر فى تاريخه بعد تبرئة ساحتها من الاتهام بتعاطى المخدرات. ∎ حدثينا عن بداية الرحلة؟ - كانت البداية إلى ألمانيا للمشاركة فى بطولة للمدارس لم يكن فى الحسبان أن أحترف اللعبة ولكن الأسرة دفعتنى للسفر والمشاركة بداعى اكتساب خبرات والاعتماد على النفس، وحصدت فضية البطولة التى كانت بمثابة نقطة الانطلاق. وعندما بلغت 13 عاما بدأت فى التدريب مع المنتخب الأول ولكن دون المشاركة إذ إننى لم أكن قد وصلت إلى السن القانونية حتى بلغت الرابعة عشرة ومن ثم انضممت إلى منتخب الآنسات. ∎ ما أبرز العوائق التى واجهتها؟ - لم أمارس هذه اللعبة أو الرياضة سعيا للشهرة وفعليا اصطدمت بالعديد من الصعوبات أهمها مقاضاتى للاتحاد الدولى بهدف استرداد حقى بعد اتهامى بتعاطى المنشطات. ∎ هل تلقيت عروضا للتجنيس؟ - تحمل أسرتى أكثر من جنسية وقد تم عرض الأمر عليهم مرارا من الولاياتالمتحدة وكندا ولكن آثرت وفضلت اللعب باسم مصر. ∎ ما هى تفاصيل مقاضاتك للاتحاد الدولى للتايكوندو؟ - لجنة الكشف على المنشطات تقوم بعمل اختبار عشوائى للاعبين أثناء إقامة البطولات بعد مرور خمسة أشهر استلمت على بريدى الإليكترونى رسالة من الاتحاد الدولى مفادها أن العينة إيجابية وبناء عليه تم إيقافى لمدة عامين من تاريخى، ثم اكتشفت أحد الأخطاء فى الرسالة وهو أن رقم عينتى مغاير للعينة الإيجابية فتواصلت على الفور مع الاتحاد المصرى وأبلغته بأنى سأجابه المشكلة، وبعد مراسلة الاتحادين المصرى والدولى لبعضهما البعض بشأن هذا الخطأ أرسل الأخير خطاب اعتذار مما جعلنا نظن أن الأمر انتهى وولت المشكلة دون رجعة. بعدئذ هاتفت والدتى أحد المسئولين بالاتحاد المصرى بعد شهر من استلام خطاب الاتحاد الدولى بالاعتذار لسؤاله حول سبب عدم استدعائى لأحد المعسكرات ليخبرها بدوره أن خطاب الاعتذار لم يلغ العقوبة وقرار إيقافى سار.. الأمر كان بمثابة صاعقة فوضعت نصب عينى مقولة الرسول الكريم «ما ضاع حق وراءه مُطالب». بدأت فى البحث عن محامين مختصين فى هذا الشأن.. اللافت للنظر أن أتعابهم كانت باهظة للغاية إلى أن وقع اختيارى على أحدهم وهو أمريكى الجنسية وكان لاعبا أوليمبيا سابقا. بدأت التواصل معه على البريد الإليكترونى وأبلغنى بأنه سيتقاضى مبلغ 21 ألف دولار أمريكى أتعابا قبل التحرك فى أى اتجاه، لم أكن أملك المبلغ ولكنى جمعت كل مدخراتى من البنك بالإضافة إلى سلفة اقترضتها وأكملت المبلغ من أسرتى وأرسلته على الفور إلى المحامى. ∎ ما هى حيثيات قبول التظلم؟ - ما إن تسلم المحامى المبلغ حتى بدأ بسؤالى هل هناك دليل على أننى كنت على علم بقرار الإيقاف فى حينه، الأمر الذى خلق ثغرة وبناء عليها بدت القضية فى السياق الصحيح وتعددت الجلسات أمام المحكمة الدولية وممثل الاتحاد الدولى للتايكوندو إلى أن أصبح الأمر واضحا. ثبت أن هناك تلاعبا فى العينات بعد الرجوع إلى العينة B كما أن تحليل العينة الإيجابية Aكان يحوى منشطات لها علاقة بتنشيط هرمونات الذكورة وتضخيم العضلات الأمر الذى لا يتناسب مع لاعبى التايكوندو الذين من المفترض أنهم ساعون دوما للثبات على وزن موحد. ∎ ماذا عن استرداد الأتعاب كاملة على غير عادة المحكمة الدولية؟ - نعم المحكمة تُلزم الطرف الخاسر للقضية بتحمل الأتعاب بحد أقصى 10 آلاف دولار أمريكى وهذا ما أبلغنى به المحامى ولا جدوى دون استرداد المزيد، أخبرته بأننى لن أتنازل عن «سنت» ويكفى رحلته فى استرداد حقى الذى أرفض أن ينتقص منه شىء لمجرد عوار فى أعراف أو أحكام لا تنصف المظلوم، قام المحامى بدوره بعرض الأمر على المحكمة التى رأت أن حجم الظلم الذى وقع على كلاعبة ومدى إصرارى على استرداد حقى معنوياً ومادياً غير منقوص إلى أن أنصفنى الله بأن تصبح قضيتى هى الأولى من نوعها فى العالم التى تخطت حاجز العشرة آلاف دولار وحصلت على مبلغ 20 ألف دولار وتنازلت عن الألف المتبقية. ∎ مخاطرتك بكل ما تملكين كانت للدفاع عن ماذا؟ - يتعامل الغرب معنا باعتبارنا دول عالم ثالث ولا نطالب بحقوقنا ولو كنت تركت الأمر يمر دون تحرك لأهدرت مجهود أعوام كما أن سمعتى لا تشوبها شائبة، مارست الرياضة ليس للشهرة ولا الألقاب.. الرياضة منحتنى كلاهما كما أننى كنت واثقة بالله بأنه لن يخذلنى ما دمت على حق. ∎ هل ستعاودين الظهور فى أولمبياد «ريو دى جانيرو»؟ - نعم ولكن كحكم دولى إذ تم اعتمادى من الاتحاد الدولى كمحكمة منذ أن بدأت فى حصد الألقاب، هكذا يجرى العرف فى الرياضات الفردية، أضف إلى ذلك أننى بصدد تكوين فريق من ذوى الاحتياجات الخاصة لخوض غمار البطولات البارلمبية القادمة. ∎