"الرياضة تعلمك كيف تدافع عن نفسك، كيف تكون جادا أكثر في علاقتك بالحياة"، هكذا تصف كارولين ماهر بطلة العالم في التايكوندو، علاقتها بالرياضة التي بدأت منذ أن كان عمرها 3 سنوات، وهي تستعد حاليا لاقتحام مجال التحكيم الدولي. وفازت هذا الشهر بمسابقة تابعة للسفارة الأمريكية خاصة بالرياضيين، ستقوم من خلالها بالعمل على دمج ذوي الاحتياجات الخاصة مع المجتمع من خلال الرياضة، وربما ذلك كان تتويجا لرحلة طويلة بدأتها كارولين، حققت من خلالها الكثير وخاضت معارك مع الاتحاد الدولي للتايكوندو الذي قاضته حفاظا على حقها. البداية صدفة كارولين التي تخرجت من الجامعة الأمريكية بالقاهرة بعد أن درست الإعلام والتسويق، لم تتخل يوما عن لعب التايكوندو، الذي بدأته وهي في العاشرة من عمرها عن طريق الصدفة. تقول كارولين: "كانت صديقتي تلعب التايكوندو ودعتني لأحضر معها التدريب لمشاهدتهم، كنت لم أتجاوز العاشرة من عمري، ويومها فكرت أن أنضم لفريق التايكوندو بنادي الصيد، وانضممت لهم وبعد فترة قصيرة جدا، شاركت في بطولة ألمانيا الدولية وحصدت الميدالية الفضية وقتها"، وتضيف أنها بعد تلك البطولة زاد إصرارها على استكمال حياتها مع تلك اللعبة القتالية التي حققت فيها نجاحا كبيرا واشتهر اسمها عالميا بتمثيل مصر في بطولات عربية وإفريقية ودولية. قضية ضد الاتحاد الدولي للتايكوندو لم يخطر ببال كارولين يوما أنها ستحرم من اللعب، حتى أن حدث ذلك من قبيل الصدفة التي لم تستسلم أمامها، وأصرت على أن تأخذ حقها كاملا وتقاضي الاتحاد الدولي للتايكوندو أمام أكبر محكمة رياضية بسويسرا، وهنا تقول: "الاتحاد الدولي لم يتوقع أن لاعبة من دول العالم الثالث ستدافع عن نفسها حتى ترد حقها كاملا". تحكي كارولين بداية قصة القضية التي رفعتها ضد الاتحاد الدولي للتايكوندو، وتقول: "يحظر على الرياضيين تناول «منشطات»، وكل فترة تطلب الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات «WADA» عينات من الرياضيين للتأكد من عدم تناولهم لمنشطات، وقمت بعمل التحاليل اللازمة، وبعدها أبلغني الاتحاد المصري للتايكوندو أنها جائت إيجابية؛ ما يعني أني اتناول منشطات وهو ما لم يحدث على الإطلاق، إلا أني فوجئت فيما بعد بأن رقم العينة الخاصة بي مختلفة عن رقم العينة "الإيجابية" المرسلة من الاتحاد الدولي وأبلغت الاتحاد المصري بذلك، وهو ما يعني أن هناك خطأ وتم الخلط بين العينات، وهو ما تأكدنا منه بالفعل، وتم إبلاغ الاتحاد الدولي الذي قدم اعتذاره فيما بعد. وتضيف كارولين: "توقعت أن الأزمة انتهت، وكنت بانتظار بطولتي الدول العربية والإفريقية، ولم يدعني أحد لأبدأ التدريب اللازم مع الفريق، ووقتها عرفت بالصدفة أن الاتحاد الدولي للتايكوندو أوقفني عن اللعب لمدة عامين بسبب تناولي للمنشطات وأنهم أبلغوا الاتحاد المصري بذلك، فوقتها عرفت أن ثمة خطأ مازال موجودا، برغم أن الاتحاد المصري أبلغني أن الأمر قد انتهى تماما". وتكمل حديثها: "أبلغني الاتحاد المصري بقرار الاتحاد الدولي دون أن يمنحوني فرصة للدفاع عن نفسي أو مساعدتي في إثبات أن العينات المأخوذة مني بها خطأ. وقتها قررت أن أتكفل بنفسي للدفاع عن حقي، وبدأت في إجراءات مقاضاة الاتحاد الدولي أمام المحكمة الرياضية الدولية في سويسرا". علمت كارولين أن تكلفة التقاضي قد تصل إلى 20 ألف دولار، إلا أن ذلك لم يثنها عن التراجع، وتواصلت مع أحد المحاميين الإنجليز وبالفعل تم رفع القضية، وتقول: "وقتها توصلنا إلى أن العينات التي أخذت مني مختلفة عن بعضها؛ حيث يتم أخذ عينة «A» و«B» من نفس اللاعب، ومن المفترض أن تكون العينتان متطابقتان ويتم أخذ عينتان للتأكد من نتيجة التحليل لو تصادف ووقع خطأ ما، إلا أن الاتحاد الدولي ظل مصرا على قراره بوقفي ولم يطلب إجراء تحاليل أخرى، وانتهت الأمر بانسحاب الاتحاد الدولي من القضية وفوزي بها، بل وأمرت المحكمة بتعويضي 20 ألف دولار لإجراءات التقاضي وهو ما يعد أكبر تعويض تم صرفه للاعب". «كارولين» ضمن أفضل 100 حكم عالميا، وحصدت العديد من الميداليات لما حققته من مراكز، منها المركز الخامس على مستوى العالم، والمركز الثاني في كأس العالم للدول الفرانكفونية، فيما حققت المركز الأول أكثر من 15 مرة على مستوى الجمهورية، وحصلت في 2013 على جائزة «Hall Of Fame» وهي أعلى الجوائز العالمية التي تمنح للرياضيين، حتى أن تم اختيارها ضمن أفضل 100 حكم على مستوى العالم. كما تم تكريمها في 2014 من قبل الأممالمتحدة واختيارها ضمن أفضل 30 امرأة على مستوى العالم.