فى عام 2009 صدر قرار من البرلمان المصرى بإعدام جميع الخنازير الموجودة فى مصر بعد أن انتشرت أنباء عن ظهور فيروس أنفلونزا الخنازير فى مصر، وبالفعل تم إعدام جميع الخنازير التى عثر عليها بمعرفة الدولة. ومنذ هذا التاريخ وحتى وقت قريب لم تشهد منطقتا عزبة النخل ومنشية ناصر أى وجود لتجارة الخنازير وذبحها لكن منذ شهور مضت عادت تجارة الخنازير وتربيتها من أجل ذبحها مرة أخرى إلى عزبة النخل ومنشية ناصر أكثر من ذى قبل وتطور الأمر أيضا، حيث لجأ بعض المواطنين لتربية الخنازير داخل بعض منازل المنطقتين بالإضافة إلى انتشار الزرائب داخل هاتين المنطقتين. الرائحة الكريهة هى أول ما يلقاك عندما تطأ قدماك منطقة عزبة النخل رائحة لا يتحملها بشر تظن للوهلة الأولى أنها صادرة عن القمامة المنتشرة فى كل مكان داخل عزبة النخل، لكن بسؤال الأهالى حول مصدر الرائحة أكدوا لنا أن القمامة بريئة من هذا الاتهام، وأن السبب الحقيقى هو منطقة الزرائب التى يتم فيها تربية الخنازير التى عادت مرة أخرى للمنطقة بعد اختفاء استمر لخمس سنوات. الأهالى بدأت شكواهم من عودة الخنازير بسبب تجميع القمامة فى مكان بالقرب منهم بالإضافة إلى أن هناك قمامة تلقى فى الطريق وهى أزمة أخرى يعانى منها أهالى عزبة النخل.. عندما اقتربنا من الزرائب التى تربى فيها الخنازير لاحظنا نظرات الريبة تحيط بنا من كل اتجاه وخرج كثيرون يسألون عن سر تواجدنا هنا وأبلغونا أن التواجد فى هذا المكان محظور بوجود عائلات، ووجدنا رجلا يدعى حسن صالح يطالبنا بمغادرة المكان فورا خوفا علينا من أصحاب هذه الزرائب قائلا: إن معظم العاملين معهم من المسجلين خطرا.. أن معظم الأهالى أصبحوا لا يخرجون من منازلهم وكذلك يمنعون أبناءهم من الخروج خوفا عليهم من الحشرات المنتشرة فى المكان ومن العاملين فيها ومن العمال الذين يأتون إلى هنا بسيارات القمامة ومعظمهم معروفون ولا يتم السماح للغرباء بالتواجد فى المكان بتاتا. ويضيف على حسان من سكان شارع الورشة قائلا: «الخنازير اختفت منذ 5 سنوات إلا أنها عادت هذه الأيام وبكثرة خاصة أن البعض أصبح يريبها بمنزله بعد أن غابت الرقابة الدورية والتى استمرت لما يقرب من عامين وقت انتشار المرض، بالإضافة إلى أن الأهالى لا يحررون أى محاضر ضد أصحاب الزرائب بسبب الخوف من بطش تجار الخنازير.. مؤكدا أن هذه الزرائب هى قنابل موقوتة بالنسبة لمنطقتى الخصوص وعزبة النخل فهى من أحد أكبر الأسباب لانتشار أنفلونزا الخنازير منذ عامين كما انتشرت أيضا أمراض أخرى أهمها الالتهاب الرئوى وضيق التنفس خاصة للأطفال، فهناك كثير من الأهالى عرضوا منازلهم للبيع بسبب ما يحدث هنا خوفا على صحة أطفالهم من الهواء الملوث والروائح الكريهة، بالإضافة إلى تحذيرات الأطباء لنا من خطورة الأمراض التى قد تصيب سكان المنطقة مع مرور الوقت. جرجس نحاس أحد العمال بالزرائب قال: منتجات لحم الخنزير مطلوبة ولذلك من الصعب منع تربية الخنازير ولا يجب أن ننسى أن الخنزير من مخلوقات الله ومنتجاته تشهد رواجا بين السائحين ومنه لحم الخنزير تتم صناعة المورتدلا والسلاما والجامبو والسامبو السرفيلا والبتيهات والكلاترزا، والسياح طوال الوقت حريصون على تناوله فى المطاعم بمصر، وتباع الشرائح فى الفنادق بالجرام، ولا يتجاوز وزنها 150 جراما وسعرها عالٍ. حسنات السيد محامية من الخصوص قالت تقدمت بشكاوى عديدة لمحافظة القليوبية ولم يستجب لنا أحد بحجة أن الأرض تابعة لمحافظة القاهرة رغم أننا نتبع محليا لمحافظة القليوبية وهذا تهرب من المسئولية وبسببه نعيش حياة غير آدمية فهل يقبل مسئول ممن لم يستجيبوا للشكاوى أن يعيشوا بالقرب من هذه الزرائب، بالإضافة إلى الأصوات التى تنبعث من الزرائب ليلا ونهارا والتى تجعلنا نشعر أننا حيوانات والأطفال دائما مرعوبون منها وهنا يهتمون بالخنازير أكثر من البشر الذين يسكنون المنطقة فالفضلات التى تخرج من الخنازير والقمامة التى لا يأكلونها يخرجونها إلى الشوارع وبجوار المدارس ولا أحد يهتم والضرر الأكبر يقع على الإنسان.. وأكدت حسنات أن 90٪ من أطفال المنطقة مصابون بالتهاب كبدى وبائى. وليد السيد.. طالب يقول: معظم الوقت لا نستطيع أن نفتح نافذة المنزل بسبب الروائح ولا نستطيع تهوية المنزل بسبب الروائح والغريب أنه لا أحد يقدر ما نعانيه فالأطفال دائما مرضى و50٪ من المنازل فى المنطقة تعلق لافتات للبيع والمنازل تباع بنصف الثمن بسبب انتشار الخنازير فى الوقت الذى ترتفع فيه الأسعار فى السوق العقارية. الدكتور تامر سمير عضو نقابة الأطباء قال: تربية الخنازير ستساهم فى انتشار أنفلونزا الخنازير مجددا وأكثر من ذى قبل قد لا يمكن السيطرة عليها هذه المرة، وذلك لعدم وجود بيئة صحية للمعيشة وليست هناك أى وسيلة من وسائل الأمان الحيوى.. كما أشار د. تامر أن صدور قرار بإغلاق هذه الأماكن والبؤر مسئولية وزيرى الصحة والزراعة.. وأوضح أن وجود هذه الزرائب وسط المناطق السكنية يسبب كوارث، خاصة أنها أماكن مزدحمة بالسكان وموجودة فى قلب العاصمة، كما أكد أن هناك أزمة أخرى وهى أن الخنازير لا تذبح فى مجازر بل تذبح بطرق عشوائية وهو ما يسبب كوارث أخرى وبالتالى أصبحت هناك بؤرة عدوى بأنفلونزا الخنازير.. مشيرا إلى أن قانون الإشراف البيطرى لم يفعل على المزارع الحيوانية من الأساس على المواشى، وبالتالى يصعب تفعيله على الخنازير وطالما أنه لا يوجد أى اهتمام من الدولة بالأطباء والطب البيطرى فلن تكون هناك أى رعاية صحية على المواطن المصرى. وحذر سمير من عدم اهتمام الدولة بهذه الأزمة معتبرا أن أزمة الخنازير تفوق فى خطورتها أنفلونزا الطيور بمراحل متعددة فأنفلونزا الطيور يمكن الشفاء منها وفى حالات متعددة عكس أنفلونزا الخنازير وبشكل عام كمية الأمراض التى ينقلها الخنزير للإنسان أكثر من الأمراض التى ينقلها أى حيوان آخر. وأوضح أن الخط الوحيد المفتوح لذبح الخنازير هو مجزر البساتين وهو لا يصلح بمفرده والخطورة الأكبر أن تغذية الخنزير فى مصر تعتمد على القمامة وهو ما يسبب لها الكثير من الأمراض ومن ثم تنقل للإنسان. على حسان خبير الطب البيطرى قال: سبق لمجلس الشعب أن أصدر قرارا بعد انتشار ما يعرف بأنفلونزا الخنازير بإعدام الخنازير والتخلص منها، ومصر ليس بها مزارع خنازير إنما يوجد أماكن للتربية بطريقة عشوائية تتغذى فيها على القمامة ومن هنا أصبح الخنزير قنبلة بيولوجية ولكن ما لا نستطيع تفسيره هو صمت الدولة على أباطرة جمع القمامة الذين يستخدمون الخنازير للتخلص من القمامة ويمكن للدولة أن تقضى على القمامة بتطوير منظومة تدوير القمامة هذا أفضل بكثير.∎