مازلت تربية الخناير تنتشر فى مصر وفي بعض المناطق السكنية، رغم الضرر الذي قد يصيب الإنسان، وساكني المناطق المحيطة بأماكن تربية الخنازير، ومن المفترض ان المصريين فى الوقت الحالى يقومون بمواجهه مرض "انفلونزا الخنازير". وعلى الرغم من المخاطر التى تحيط بمربى الخنزير إلا أن الضرر يقع على من حولهم من سكان، كما أنها تربى سرا في أماكن لا يعلمها المسؤولين ويظنون أنها غائبه عن أعين المسؤلين ويربى بها كميات كثيرة كما ان الزرائب فى منطقه واحدة قد تصل الى 40 فدان وتسمى بمنطقة الزرائب او حى الزبالين. من جهتها قامت جريدة "الوادي" بجولة داخل حظائر الخنازير في منطقة 15 مايو والخصوص و المقطم لإكتشاف أسرار تربية الخنازير هناك، وتقابلنا هناك مع الأهالي الذين اشتكوا من تربية هذه الخنازير، وعبروا عن من خوفهم حيث ينتشر في مصر هذه الفترة فيروس أنفلوانزا الخنازير وعلى الرغم من وفاة 44 حالة وإصابة 660 أخرين، إلا أنه مازال هناك من يتاجرون بهم حيث تقوم هذه المناطق بتربية هذه الحيوانات، وبيعها للفنادق.. كلما مر عليك الوقت وأنت داخل حي الزبالين بمدينة الخصوص، فإن الأمراض والأوبئة تحيط بك من جميع الجوانب، وتلال القمامة هو المشهد الذي تقع عليه عيناك، روائح روث الخنازير، تصيبك بالاختناق، حيث يوجد مايقرب من 40 فدان للتربيه الخنازير وفرز الزبالة، وهى عبارة عن غابه مغلقة وموقعها يقع بين الخصوص وعزبة النخل ولا يسمحون لأحد ان يتقرب منها، فكل من يحاول تجاوز هذه المنطقة يتم التعدي عليه حيث يقومون بتربيتها سرا حتى لا تراهم الحكومة وتقوم بذبحهم.. فبيع خنازير تحقق لأصحابها اكثر من 50 الف سنويا من المكاسب فكيف لهم أن يستغنوا عنها بهذه السهولة !! ويقول خالد مصطفى، مواطن يسكن في منطقة 15 مايو يبلغ من العمر 38 عاما، إن 15 مايو تحوي عدد كبير من الخنزير فى ظل الأزمة التي توجها الآن مصر من انتشار مرض انفلونزا القاتل الذى قد يصيب الانسان ويؤدى بحياته الى الهلاك والموت، ومازلت يوجد اماكن دخل القاهرة تحوى الخنازير وتربيها لكى يتم توزيعها وبيعها الى الفنادق وقد يصل سعر الخنازير الى 8 آلاف جنيه، كما ان منطقة 15 مايو تحتوي على أماكن كثيفة تربى فيها الخنازير في الصحراء وهناك يقوم بعض الاشخاص بعمل محاجر دبش وقد يتم الإشراف على هذه المحاجر من قبل مجموعة من المهندسين، المتخصصين في إنشاء وتصميم مثل تلك المحاجر. ويضيف مصطفى "يوجد طبقة في المجتمع تهتم بتربيها وتقوم بشراءها وذبحها ويعتبروه هذا الشىء مقدس لهم كما ان هذا المكان يوجد به دير تابع للكنيسه وهم ايضا يشجعوا على تربيه الخنزيرلانهم بيعتبروها مصدر طعام محبب لهم". ويسرد لنا احد السكان المتواجدين فى منطقة 15مايو وهو على نادر على 53 سنة، وهم بالقرب من المكان الذى يربى به الخنزير ولكنها اخف بكثير عن ما قبل، ففي عام 2005 قام حسنى مبارك بذبحهم, ولكن بعدها بفترة عادت تربية الخنازير مرة أخرى ويجب على المسؤولين ان يقوموا بحمالات لإبادة الخنازير في المناطق التي تقوم بتربية الخنازير، وخاصة بعد انتشار مرض انفلونزا الخنازير التى اصبحت طاعون يهدد حياة المصريين. بينما يرى مربو الخنازير، أنها ثروة حيوانية وتحقق أرباحا سنوية لأصحابها لا تقل عن 50 ألف جنيه سنويا، كما يشترك في تربيتها المسلمين والمسيحيين نظرا للعائد من ورائها، كما أن الحكومة التي قامت بذبح الخنازير من قبل ذبحوها لأغراض سياسية لأنه لا توجد عدوى تنتقل من الحيوان للإنسان بدليل أننا عايشين وسط هذه الحيوانات، ولم نصب بالعدوى،فإن الحكومة ادعت وجود إنفلونزا الخنازير وقضت على قوت يومنا، وتسبب في تكبد مربي الخنازير خسائر فادحة، وأشار إلى أن عددا من رجال الأعمال والمسئولين الحكوميين كانوا وراء عملية إعدام الخنازير في عام 2009 ،التي كانت تدر ربحا يقدر ب140 مليون جنيه سنويا، متمثلة في الجلود واللحوم والسماد العضوي وأدوات المكياج. ويحكى لنا أحمد شعبان، أحد سكان منطقة الخصوص، يبلغ من العمر 31 سنة يعمل محاسب يقول (الخصوص مليانهخنازير راحو فين المسؤلين يمكن نسيوا في منطقه اسمها الخصوص على الخريطه عشان كدا سايبن الزبالين يربوا كمياتكبيرة من الخنزير سرا ولا يعلم احد بهذه الكمية فيجب أن تقوم حمله باعدام هذه الزرائب). وفي السياق ذاته يسرد لنا أحمد كمال 21 سنة، وهو يسكن في عمارة تحتوي على أكثر من سبعة أدوار ويحيط به الزرائبمن كل اتجاة، يقول أن هنا فى منطقه الزرائب الموجودة بين عزبة النخل والخصوص تحتوي على عدد رهيب منالخنازير وممنوع دخول أي شخص غريب الى هذا المكان". ويضيف كمال بداخل الزرائب يوجد محل للبيع الخنزير وهو غير مصرح له ولكنها منطقه تحوى حوالى 40 فدان ومغلقهفقط على اصحاب الزرائب ، ونخاف أن نتحدث أمامهم حتى لا يتم التعدي علينا من أصحاب هذه الزرائب ، فالبطالة والإدمان أهم المشكلات التي تضرب حي الزبالين، نظرا للعشوائية التي يعيشون فيها، بالإضافة إلى انعدام المرافق التي تجعل من الحي مكانا غير آدمي، كما أن تربية الخنازير زادت من معاناة أهالي المنطقة بسبب إفرازاتها، والروائح الكريهة التي تبعث منها. و يقول أحمد محمود أحد سكان منطقة الخصوص أن أنواع الخنازير والسلالات الموجودة فى مصر عديدة، حيث توجد سلالات وألوان عديدة للخنازير منها الأسود والأبيض والأحمر وهناك سلالة مستوردة أمريكية يتم استيرادها من أمريكا يزن الخنزير الواحد فيها 600 كيلو، ولكنه لايتغذى على القمامة بل يتغذى على العلف (فول صويا وكسب). ويوضح أن هذه السلالة مكلفة ولا يعمل فيها سوى أربعة تجار فى مصر، ويشير إلى أن السلالات المصرية أرخص، والخنزير المصرى يأكل القمامة بشراهة ويأكل كل ماهو موجود، ووزنه لا يزيد عن 120 كيلو، مشيرا إلى أن الخنزير المصرى مكسبه سريع حيث يزيد حجمه سريعا من كثرة الضرب والأكل فهو منعدم الإحساس كما أن دورة تربية الخنزير تتراوح مابين 6 إلى8 شهور ، لذلك فإن مكسبه مضمون. واخيرا وجه رجل بسيط وهو الحج جمعة سلامة، نداء استغاثة للمسؤولين، بلهجته العامية، قال خلالها: (المسؤلين راحو فين؟ ارحمونا بقى وتعالوا انقذونا من الزرايب اللي بتربي الخنازير، احنا قرفنا انتوا سايبين الخصوص كدا ليه حرام عليكو بقى حسو بينا احنا بشر).