العتق من النار

ما من مخلوق على وجه الأرض إلا ويرجو رحمة ربه سواء المؤمن والكافر.. العاصى والمطيع حتى من لا يؤمنون بالرسالات السماوية الثلاث يصنعون لأنفسهم آلهة ليسألوها ما لا يطيقون ويتقون بها من الشرور والعذاب.. هذا هو الإنسان فى كل عصر وأوان منذ خلق الله الأرض ومن عليها.. ونحن على مشارف استقبال شهر رمضان الكريم الذى أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار.. فكيف نكون فى هذا الشهر العظيم من العتقاء من النار؟.. الوسيلة هى هذا الحديث القدسى الرائع الذى أذكركم ونفسى به قبل دخول شهر رمضان... عن أبى ذر الغفارى عن النبى صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن رب العزة قال: «يا عبادى إنى حرمت الظلم على نفسى وجعلته بينكم محرماً فلا تظّالموا.. يا عبادى كلكم ضال إلا من هديته فاستهدونى أهدكم .. يا عبادى كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعمونى أطعمكم .. يا عبادى كلكم عار إلا من كسوته فاستكسونى أكسكم.. يا عبادى إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفرونى أغفر لكم.. ياعبادى إنكم لن تبلغوا ضرى فتضرونى ولن تبلغوا نفعى فتنفعونى.. ياعبادى لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك فى ملكى شيئاً.. يا عبادى لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك فى ملكى شيئاً.. ياعبادى لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا فى صعيد واحد فسألونى فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندى إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر.. ياعبادى إنما هى أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيراً فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه».
فلنجعل شهر رمضان بداية لنا جميعاً لنغير واقعنا الذى أصبح يفتقر إلى كثير من الأخلاق الحسنة ونتذكر أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.. بلغنا الله وإياكم رمضان وجعلنا فيه من عتقائه من النار وأدخلنا الجنة دون حساب أو سابقة عذاب.. آمين.∎