يبدو أن «العند» لا يوَّرث الكفر فحسب لكنه يورث الخسارة أيضا، ويبدو أنه أعمى عيون مجلسى إدارة الغريمين التقليديين الأهلى والزمالك، فأبرما صفقات بالملايين لشراء لاعبين، لا لشىء إلا لحرمان المنافس منهم، لكن المفارقة أن الفريقين اشتريا «التروماى». مسابقة دورى عام من دون جمهور، لا يكاد يختلف اثنان على أنها الأضعف والأقل إثارة، وكعكة إعلانية تحولت ل«كسرة خبز يابسة»، وخزائن خاوية أو شبه خاوية.. وملايين الجنيهات تذهب هدرا. فإذا كانت القلعة الحمراء تتصدر مسابقة الدورى غالبا، فإن مجلس إدارتها بقيادة محمود طاهر أصر على تصدر مسابقة الصفقات الفاشلة، التى أبرمها علاء عبدالصادق، مدير الكرة. ويأتى على رأس صفقات الأهلى الفاشلة إسلام رشدى الذى تألق فى الدورى الممتاز الموسم الماضى وتصارع عليه ثنائى الكرة المصرية (الأهلى والزمالك) حتى انتهى به المطاف فى القلعة الحمراء. ومع بداية انضمامه لم يتم قيد رشدى بالقائمة الإفريقية ولم يشارك فى المباريات الرسمية للفريق واكتفى بالمشاركة فى المبارايات الودية، ولم تظهر بصماته حتى الآن. وينضم إلى قائمة الصفقات الفاشلة محمد فاروق الذى قدم موسما رائعا مع (المقاولون العرب) الموسم الماضى وتسابق عليه العديد من الأندية، وأطلق عليه عشاق الكرة المصرية (محمد صلاح الجديد) حتى انتقل للنادى الأهلى فى الانتقالات الصيفية الماضية مع القنائى باسم على ومحمد رزق. فاروق خرج من حسابات المدير الفنى (خوان كارلوس جاريدو) وأصبح حاضرا على دكة البدلاء يشارك لدقائق قليلة مما دفعه للرحيل إلى وادى دجلة فى الانتقالات الشتوية على سبيل الإعارة. كما أصبح الأهلى حقلا لتجارب اللاعبين الأجانب سواء من إفريقيا أو من أمريكا الجنوبية، فالمهاجم الإثيوبى صلاح الدين سعيدو، الذى تألق مع وادى دجلة الموسم الماضى حتى تعاقد مع الأهلى أثبت أنه أفشل صفقة دخلت القلعة الحمراء هذا الموسم بعد إصاباته المتكررة، ومازال اللاعب لغزا محيرا لم يقدم شيئا للفريق ودائما الشكوى من عضلة السمانة والخلفية. وحدث ولا حرج عن البرازيلى هندريك حامل الجنسية الألمانية القادم من رحلة احتراف فاشلة بالدورى الإيرانى، فمنذ تعاقد الأهلى معه لم يشارك فى مباراة رسمية، كما أن هناك شكوكا تحوم حول معاناته من إصابة مزمنة لم يشف منها حتى الآن وهو ما جعله يرحل من فريقه الإيرانى وكأن الأهلى تعاقد مع هندريك لعلاجه فقط. وتنضم إلى القائمة المطولة من اللاعبين الأجانب صفقة البوركينى موسى إيدان لاعب وسط فريق القطن الكاميرونى الذى تعاقد معه الأهلى لمدة خمسة مواسم مقابل 200 ألف دولار فى الموسم، ولم يقدم الأداء المنتظر حتى استغنى الأهلى عن خدماته، ولم يختلف الوضع كثيرا بالنسبة للزمالك إلا أنه كان أكثر نجاحا من الأهلى من ناحية إبرام الصفقات، لكن ذلك لم يمنعه من الوقوع فى فخ الفشل وعلى رأس الصفقات المضروبة صفقة البوركينى عبدالله سيسيه التى تكلفت 300 ألف دولار من مستحقاته المتأخرة بالإضافة إلى 400 ألف دولار كراتب سنوى. وظهر سيسيه بمستوى ضعيف فى الموسم الحالى مقارنة بتجربته الأولى الناجحة مع القلعة البيضاء تحت قيادة البرتغالى فيريرا، وأصبح جليس دكة البدلاء أو الاستبعاد النهائى من قائمة الفريق منذ بداية الموسم. كما يستعد صالح موسى ورضا العزب لاعبا الفريق للرحيل قبل الموسم المقبل بسبب عدم حصولهما على فرصة مع الفريق منذ بداية الموسم وعدم إقناعهما للأجهزة الفنية المتعاقبة بالإضافة إلى خروجهما من القائمة الإفريقية. وكان على رأس اللاعبين الذين دارت بين القطبين الحرب بسببهم طارق حامد لاعب سموحة الذى فاز به الزمالك مقابل 6 ملايين جنيه، لكن اللاعب فشل فى إثبات وجوده. وينضم إلى القائمة النيجيرى معروف يوسف لاعب خط وسط اتحاد الشرطة السابق الذى وقع للأهلى وحصل على مقدم عقد وبعدها دخل الزمالك فى الصفقة ليعيد يوسف المستحقات المالية التى حصل عليها من المارد الأحمر ليذهب لميت عقبة مع زميله المهاجم خالد قمر ورغم ذلك مستواه لم يرق لأن تدور بين الأهلى والزمالك حرب بسببه. ولم تقتصر الصفقات الفاشلة على قطبى الكرة المصرية الأهلى والزمالك فقط بل كان لبعض الأندية الأخرى نصيب من تلك الصفقات الفاشلة وعلى رأسها مصر المقاصة، فبعد أن استغنى نادى الزمالك عن عبدالواحد السيد أراد الحارس المخضرم الرد على ناديه بأنه مازال قادرا على المشاركة ولم يهتم بالدعوات إلى اعتزاله. وتعرض عبدالواحد السيد لانتقادات شديدة خلال الموسم الحالى بسبب أخطائه المتكررة مع الفريق الفيومى مما أدى لاستبعاده طوال الفترة الماضية. وعلى الرغم من الشهرة والنجومية الكبيرة التى حققها عبدالواحد طوال مسيرته مع الزمالك، لكنها بدأت تتراجع بشكل كبير مع فريق مصر المقاصة فلم يقدم أى شىء يذكر للفريق الذى يقوده المدرب (إيهاب جلال) ونال الحارس الآخر(مصطفى كمال) الفرصة وتمسك بها حتى الآن. نفس الحال ينطبق على المدافع الدولى السابق (محمود فتح الله) بعد أن غادر القلعة البيضاء اتجه إلى فريق طلائع الجيش ولم يظهر بالمستوى المعهود عليه ولم يقدم الإضافة المطلوبة منه للفريق العسكرى وظهر على مقاعد البدلاء فى أكثر من مناسبة.∎