هو «أبوالمعجزات»، والراهب المتوحد، الرجل الذى حفظ الكتاب المقدس، لا حفظا جامدا، وإنما فهم واستيعاب واقتداء، حتى أصبح كما يقال: إنجيلا يمشى على الأرض. البابا كيرلس، أحد أهم حكماء الكنيسة المصرية، لم يكن مجرد راهب، وإنما رجل سياسة وفكر وأدب، له دور مشهود فى رأب الصدع بين الكنيستين المصرية والإثيوبية، واستعادة رفات القديس مرقس الرسول من روما. وفى التاسع من مارس سنويا، يحتفل الملايين بذكرى نياحة البابا كيرلس السادس، احتفالا اعتاد الأقباط على إقامته فى أكثر من 100 كنيسة بنيت على اسمه فى جميع أنحاء الكرازة المرقسية فى العالم كله، بإقامة الصلوات والقداسات الإلهية وتنظم الكنائس فى هذا اليوم وعلى مدار شهر مارس العديد من الرحلات الدينية التى تقصد مزار «مدفن» البابا كيرلس فى دير مار مينا بمريوط، حيث تكون ذروة الاحتفالات فى يوم نياحته كذلك تتوافد سيول بشرية على كنيسة «الطاحونة» بمصر القديمة التى توحد فيها القديس لفترة من الزمن وشهدت الكثير من معجزاته. ونحن نحتفل بالذكرى 44 على غيابه من المتوقع أن يزور العديد من الأساقفة والمطارنة مزار البابا كيرلس بعمل ما يسمى ب«الحنوط» ويتم هذا الطقس من خلال صلوات خاصة تقام على قبر القديس تشفعًا به ويتم عمل خلطة الحنوط من عطور وأطياب باهظة الثمن تستورد خصيصًا لهذا الغرض، وبعد أن يتم عمل تلك الخلطة يقوم المطارنة والأساقفة ب«تطييب» القبر، وذلك بتوزيع ودهن القبر بتلك الأطياب والعطور تكريمًا للقديس فى دلالة إلى أن ذكراه لاتزال رائحة عطرة يتنسمها جميع المؤمنين ويتم اقتسام جزء من هذا «الحنوط» وتوزيعه على أفراد الشعب الموجودين كنوع من البركة التى يعتقد الكثير من الأقباط أنها تجلب لهم الخير والسعادة وتمنع عنهم الشرور.