قال الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة، إنه دعا فى كلمته التى ألقاها أمام مؤتمر وزراء الثقافة العرب الذى استضافته المملكة العربية السعودية بالرياض، إلى حوار ثقافى عربى- عربى، لتقريب الهوة بين ثقافة الأقطار العربية السائدة، خصوصًا أنه يعتبر الثقافة أسلوب حياة. وأضاف أن على العرب الاستقرار على مجموعة من المبادئ الأساسية منها عدم التعصب والاعترف بالآخر، والتعددية، وثقافة التسامح، وبعدها يتم التعاقد مع العالم والإعلان عن موقف العرب الرافض للإرهاب، مشيرًا إلى أن المناخ مهيأ حاليًا لإجراء هذا الحوار، خصوصًا بعد الإرهاب الذى ضرب باريس مؤخرًا. وأرجع عصفور الهجوم الذى تتعرض له مؤسسة الأزهر، إلى عدم وجود مؤسسة دينية تمثل الوسطية والاعتدال الإسلامى إلا الأزهر، مضيفًا أن علينا الاعتراف باختراق بعض الشيوخ المتعصبين الذين يثيرون أجهزة الإعلام بآرائهم المتعصبة. ورفض وزير الثقافة اتهام الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر له، بتبنى الدعوة إلى التنوير الغربى القائم على الفلسفة الوضعية العلمانية، وقال: إن هذا التنوير إسلامى، لأن القرآن هو الذى استخدم النور بمعنى المعرفة والعقل، وشدد عصفور على أنه رجل مسلم، ولكن إذا كان هناك من فى رأسه خلل ويؤل كلامه تأويلاً غير صحيح، فلن ينتهى السجال مع المتعصبين، وسيظل مؤمنًا بالتيارات العقلانية وبكل من يؤيدها. وأوضح الوزير أن شومان لا يمثل إلا نفسه، ولا يعبر إلا عن أفكاراه، لافتًا إلى أن شيخ الأزهر له موقف تنويرى يختلف عن موقف وكيل الأزهر عباس شومان. وطالب وزير الثقافة ببدء حركة اجتهاد واسعة تستأنف حركة الاجتهاد العظيمة التى بدأها الشيخ محمد عبده، وواصلها الإمام شلتوت، وتحقيق دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى الثورة الدينية الفكرية لنبذ التقاليد الجامدة التى تحيل المسلم إلى متعصب، والمتعصب إلى إرهابى.. وأكد عصفور أن المنظومة الثقافية الجديدة التى اشترط الأخذ بها عند اختياره وزيرًا، تم تنفيذ أكثر من 80٪ منها، موضحًا أن وزارة الثقافة اشتركت مع وزارة التربية والتعليم فى «مسرحة» المنهج الدراسى، وقال: إن وزارات التربية والتعليم والشباب والسياحة، ساهمت فى سد النقص بميزانية مكتبة الأسرة، التى نقصت من 9 ملايين جنيه إلى 2 مليون فقط، لافتًا إلى أن وزارة الثقافة أوشكت على الانتهاء من المنظومة، وأن الوثيقة التى تحدد أهداف واستراتيجيات وملامح الثقافة المصرية لعقود مقبلة، ستصدر فى مارس المقبل.∎