طبقا للاتصالات المستمرة بينى وبين المسئولين والأعضاء بالأكاديمية الأمريكية للعلوم والفنون السينمائية التى تمنح جوائز الأوسكار، والإيميل الرسمى الذى وصلنى من الأكاديمية منذ بضعة أيام خرج فيلم «فتاة المصنع» من التصفيات الأولية لقائمة أفضل فيلم أجنبى، كما توقعنا وطبقا لتأكيدات وتقديرات مصادرنا بالأكاديمية التى نشرناها فى مجلة «روزاليوسف» بعدد 6 ديسمبر الماضى، بأن الفيلم لا يرقى إلى مستوى المنافسة العالمية فى مسابقة من أهم الجوائز العالمية كالأوسكار. ولا أحد يستطيع إلقاء اللوم على الأكاديمية واتهامها كالعادة بالتعصب والعنصرية ضد العرب، لأن معظم أعضائها من اليهود الأمريكيين، فيكفى أن تعلم أن الأكاديمية رفضت هذا العام ترشيح الفيلم الإسرائيلى الجيد «محاكمة فيفيان أمسالم» للمخرجين رونيت وشلومى إلكابتز «هذه هى المرة العاشرة التى تبعث فيها إسرائيل بفيلم ترشحه من دون أن تفوز بأى أوسكار حتى الآن» وفضلت ترشيح موريتانيا التى تقدمت بفيلم «تمبكتو» للمخرج عبدالرحمن سيساكو. وسبق للأكاديمية فى العام الماضى ترشيح فيلم «عمر» للمخرج الفلسطينى هانى أبو أسعد، لجائزة أفضل فيلم أجنبى رغم الحساسية الشديدة لموضوعه الذى يدور حول عامل مخبز يدعى عمر، ظل يتفادى رصاص القنص الإسرائيلى بشكل يومى للقاء حبيبته نادية، ولكن الأحداث تتغير عندما يعتقل العاشق المناضل من أجل الحرية خلال مواجهة عنيفة مع جنود الاحتلال، مما يؤدى به إلى مواجهة الظلم والقمع. ونفس الشىء حدث العام الماضى، حيث قامت الأكاديمية بترشيح فيلم «الميدان» للمخرجة المصرية الأميركية «جيهان نجيم» لجائزة أفضل الأفلام التسجيلية، وفى نفس العام فازت المخرجة جيهان نجيم بجائزة رابطة المخرجين الأمريكية لأفضل مخرجة لفيلم وثائقى عن فيلمها «الميدان» الذى يتناول قصة الثورة المصرية. مما أعطى دفعة وشهرة كبيرة لمخرجته جيهان نجيم للتقدم إلى جوائز «إيمى» الأمريكية الشهيرة هذا العام، وبالفعل أنجز الفيلم التسجيلى «الميدان» نصرا كبيرا فى السابع عشر من شهر أغسطس الماضى بفوزه بثلاث جوائز تليفزيونية مهمة فى نطاق ما تنظمه «الأكاديمية الوطنية الأمريكية للعلوم وفنون التليفزيون». مما لا شك فيه أن الأكاديمية ترحب دائما بالأعمال السينمائية الراقية الجيدة المدهشة والمثيرة والثرية فنيا وإنسانيا، وتقدرها بغض النظر عن جنسية البلاد التى تنتمى لها، وأن الاشتراكات العربية الجيدة فى سباق الأوسكار باتت منذ سنوات ليست بعيدة، وأكثر حضورا مما كانت عليه من قبل. وقد أكد لى أكثر من مرة بعض أعضاء الأكاديمية المشتركين فى اللجان الخاصة بترشيحات أفضل فيلم أجنبى، أنهم يتمنون أن يروا فيلما مصريا جيدا فى السنوات القادمة ليمنح الجائزة، لكن ما يشاهدونه منذ سنين طويلة أعمال ضعيفة جدا من جميع النواحى الفنية لا ترقى إلى مستوى المنافسة العالمية والترشح والفوز بجائزة مهمة مثل الأوسكار أو أى جوائز عالمية أخرى. وسوف تتقدم تسعة أفلام من ثلاثة وثمانين فيلما إلى الجولة القادمة من التصويت، فى فئة أفضل فيلم أجنبى للدورة السابعة والثمانين لجوائز الأوسكار ويجرى تحديد الترشيحات فى فئة أفضل فيلم أجنبى لعام 2014 على مرحلتين. لجنة المرحلة الأولى التى تتألف من عدة مئات من أعضاء الأكاديمية معظمهم مخرجون وممثلون وفنيون مقرها لوس أنجلوس، فحص التقديمات الأصلية فى الفئة بين منتصف أكتوبر والخامس عشر من ديسمبر، وترشيح أعلى الخيارات الست للمجموعة، مع ثلاث اختيارات إضافية ترشحها اللجنة التنفيذية لجائزة الأكاديمية لأفلام اللغات الأجنبية لتشكيل قائمة مختصرة. وسيتم غربلة القائمة المختصرة وصولا إلى فئة الأفلام الخمسة المرشحة من قبل لجان خاصة فى نيويورك ولوس أنجلوس ولأول مرة فى لندن، حيث يقضون من الجمعة التاسع من يناير، إلى الأحد الحادى عشر من يناير، مشاهدة عروض ثلاثة أفلام كل يوم ومن ثم الإدلاء بأصواتهم. قائمة المرحلة قبل النهائية للأفلام التسعة المرشحة لأوسكار أفضل فيلم أجنبى: الأرجنتين «حكايات البرية» للمخرج داميان زافرون استونيا «اليوسف أفندى» للمخرج زازا إرشادزى جورجيا «جزيرة الذرة» للمخرج جورج أوفاشيفيلى موريتانيا «تمبكتو» للمخرج عبدالرحمن سيساكو هولندا «متهما» للمخرجة باولا فان دير أوست بولندا «إيدا» للمخرج بافل بوليكوفسكى روسيا «تنين» للمخرج أندريه زفياجنتسيف السويد «القوة القاهرة» للمخرج روبن أوستلاند فنزويلا «المحرر» للمخرج ألبرتو أرفيلو وفى رأيى ومعى عدد كبير من النقاد أن الأفلام الثلاثة التى تلقى الإعجاب وتثير الإنتباه فى هوليوود، وفرصتها كبيرة للغاية للوصول إلى القائمة النهائية للأفلام الخمسة المرشحة لجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبى هى روسيا عن فيلم «تنين» للمخرج أندرية زفياجنتسيف، السويد عن فيلم «فورس مارجورى» «القوة القاهرة» للمخرج روبن أوستلاند، بولندا عن فيلم «إيدا» للمخرج بافل بوليكوفسكى. تدور أحداث الفيلم الروسى «تنين» لمخرجه أندريه زفياجنتسيف حول الحياة المعاصرة فى روسيا من خلال مقارنتها بقصص التوراة عن الحيوان الهائل لوياثان، الذى يرمز فى العهد القديم إلى «الحية القديمة والشيطان». يذكر أن هذا الفيلم، الذى عرض للمرة الأولى فى مهرجان «كان» 2014، فاز بجائزة أفضل سيناريو فى هذا المهرجان، كما حصل على الجائزة الكبرى فى مهرجان «لندن» السينمائى، وكذلك جائزة فى مهرجان ميونيخ، وتم ترشيحه هذا الشهر لجائزة جولدن جلوب لأفضل فيلم بلغة أجنبية، ويعد طبقا لصحيفة نيويورك تايمز، وعدد كبير من النقاد أنه واحد من أفضل عشرة أفلام عام 2014، رغم أنف أولئك الذين اعتقدوا أنه موضوعه الجريئ سيقضى على فرصه فى الترشيحات وحصد الجوائز. فيلم «تنين» يمثل لائحة اتهام بالفساد والسخرية من روسيا، وتفشى نظام فلاديمير بوتين الاستبدادى على نحو متزايد. والغريب والمثير للجدل فى فيلم «تنين» أنه تم تمويله جزئياً من قبل صندوق حكومى لصناعة الأفلام، ويقول وزير الدولة للثقافة، «فلاديمير ميدنسكى» عن مخرجه «إنه موهوب، ولكن أنا لا أحب ذلك الفيلم، الحافل بكلمات الإساءة والاتهامات، ولكن بعد فترة وجيزة فإن هذا الفيلم سوف يكون متعارضاً تماما مع القانون الجديد الذى يدخل حيز التنفيذ فى يوليو القادم، والذى يحظر استخدام لغة بذيئة فى المشاريع الثقافية الروسية». وتعليقا على الضغوط المتزايدة على حرية التعبير يقول المخرج «أندريه زفياجنتسيف» إنه ولد فى روسيا وعاش هناك طوال حياته، وأنه يأمل أن يكون قادراً على مواصلة صنع الأفلام فى وطنه، ولكن بطل الفيلم «اليكسى سيربركوف» الذى انتقلت عائلته إلى كندا قبل ثلاث سنوات، يقول «إننى مثل أطفالى يكبرون تحت أيديولوجية مختلفة جوهريا من نظام التعصب الخشن والسلوك العدوانى السائد فى روسيا. أعود من آن إلى آخر إلى وطنى للعمل فقط فى مشاريع مثل فيلم «تنين». أما فيلم «إيدا» من «بولندا» للمخرج بافل بوليكوفسكى الذى يقدم حكاية راهبة فى دير تكتشف أنها يهودية أخفتها أمها فى الدير أيام الحروب النازية، وقد تم ترشيح فيلم «إيدا» هذا الشهر لجائزة جولدن جلوب لأفضل فيلم بلغة أجنبية التى ستوزع فى الحادى عشر من يناير 2015 القادم. ورائعة السويد «فورس ماجورى» تدور حول عائلة سويدية عند سفوح الألب الفرنسية تجد نفسها فى مأزق بعد انهيار ثلجى. السويد سبق لها أن فازت بأوسكار وحيد، عام 1983، عندما جرى ترشيح فيلم إنجمار برجمن «فانى وإلكسندرا» فى ذلك العام وهو ثانى بلد بعد فرنسا وصولا إلى الترشيحات الرسمية التى كان آخرها فى «كما فى الجنة» لكاى بولاك. يذكر أن فيلم «فورس ماجورى» تم ترشيحه هذا الشهر لجائزة جولدن جلوب لأفضل فيلم بلغة أجنبية التى ستوزع فى الحادى عشر من يناير 2015 القادم فى فندق بيفرلى هيلز. وهنا نشير إلى أن «جمعية هوليوود للصحفيين الأجانب» التى تمنح جوائز الجولدن جلوب رشحت بجانب الأفلام الثلاثة السابقة فى قائمة أفضل فيلم أجنبى فيلم إسرائيل «محاكمة فيفيان أمسالم» للمخرجين رونيت وشلومى إلكابتز، وفيلم استونيا «اليوسف أفندى» للمخرج زازا ارشادزى. وسيتم الإعلان عن جميع ترشيحات جوائز الأوسكار للدورة السابعة والثمانين على الهواء مباشرة يوم الخميس 15 يناير، 2015 فى الساعة الخامسة والنصف صباحا «بتوقيت لوس أنجلوس» فى مسرح جولدوين صموئيل بمقر الأكاديمية ببيفرلى هيلز. وسيتم توزيع جوائز الأوسكار فى الأحد فى الثانى والعشرين من فبراير 2015، فى مسرح دولبى فى مدينة هوليوود، وسيتم بثها بالتلفيزيون على الهواء مباشرة من قبل شبكات تليفزيون ايه بى سى.∎ أيضاً عرض الأوسكار سيذاع على الهواء مباشرة فى أكثر من 225 بلدا وإقليما فى جميع أنحاء العالم.∎