انتهت الولاياتالمتحدةالأمريكية من وضع سيناريوهات حرب الخليج الثالثة على «داعش» التى قد تمتد إلى نحو ثلاث سنوات، حسب ما صرح به وزير خارجيتها جون كيرى وتشمل منطقة واسعة تمتد من العراق إلى سوريا، إلا أن التحالف لن يستهدف إسقاط النظام السورى، بسبب عدم وجود حليف أمريكى على الأرض يمكنه ملء الفراغ بعد سقوط نظام بشار الأسد، وتعتمد الاستراتيجية الأمريكية فى مواجهة «داعش» على إقامة تحالف دولى يضم 10 دول عربية هى دول مجلس التعاون الخليجى الست، ومعها مصر، الأردن، لبنان، العراق، بالإضافة إلى تركياوالولاياتالمتحدةالأمريكية، ومن المتوقع أن تنضم عدة دول أوروبية إلى هذا التحالف مثل ألمانيا وإنجلترا والنرويج، وقد يتزايد التحالف ليشمل 40 دولة. وعلمت روزاليوسف، أن الولاياتالمتحدةالأمريكية مارست ضغوطاً، وصفتها مصادرنا بالكبيرة على دول الخليج العربى ومعها العراق لتحمل فاتورة الحرب، وعلى مصر لإقناعها بالمشاركة البرية فى الحرب على داعش من خلال فرقة مشاة ميكانيكى تنطلق من الحدود السعودية مع العراق، كما ستقوم الطائرات الأمريكية بدون طيار التى تنطلق من قاعدة الظفرة فى الإمارات العربية المتحدة، وقاعدة على السالم فى الكويت، وقاعدة انجرليك فى تركيا، وقاعدتى السيلية والعديد فى قطر التى تؤوى مقر القيادة الأمريكية الوسطى، كما ستشارك حاملة الطائرات يو إس إس جورج بوش فى إقلاع الطائرات الحربية من الأسطول الأمريكى المتمركز فى عرض البحر الأبيض المتوسط، لقذف وتدمير المناطق التى تسيطر عليها داعش فى سوريا، والعراق، كما ستتولى القواعد العسكرية الأمريكية فى قبرص وأوروبا عمليات الإمداد والتموين، وتعتمد الاستراتيجية الأمريكية على عدم إشراك قوات برية أمريكية، حيث توكل مهمة القتال على الأرض إلى القوات المحلية المدعومة من قبل الحكومات الإقليمية والتى يقول المسئولون الأمريكيون إنها مهددة مباشرة من تنظيم «داعش»، وبالتالى فهى معنية أكثر بمحاربته. وكان الرئيس الأمريكى أوباما قد أكد فى كلمته التى كشف فيها مساء الأربعاء الماضى عن خطة الولاياتالمتحدة فى تشكيل تحالف دولى عريض للقضاء على «داعش»، على أن هذه الحرب ليست حربا تشنها أمريكا بمفردها، فالقوة الأمريكية يمكن أن تحدث فارقًا مفصليًا، لكن لا يسعنا أن نفعل للعراقيين ما يجب عليهم أن يفعلوه لأنفسهم، كما أنه لا يمكننا أن نحل محل الشركاء العرب فى تأمين منطقتهم، وأضاف: سيستغرق استئصال سرطان مثل داعش فترة من الزمن، لكننى أود أن يفهم الشعب الأمريكى كيف سيكون ذلك المجهود مختلفًا عن الحربين فى العراق وأفغانستان، فهو لن ينطوى على قوات قتال أمريكية تحارب على تراب أجنبى، وحملة مكافحة الإرهاب هذه ستُشن من خلال عملية ثابتة، بلا هوادة للقضاء على داعش أينما توجد، مستخدمين قواتنا الجوية ومساندتنا للقوات الشريكة فى الميدان، وهذه الاستراتيجية للقضاء على الإرهابيين الذين يهددوننا، وفى الوقت ذاته مساندة الشركاء على الخطوط الأمامية هى الاستراتيجية نفسها التى اتبعناها بنجاح فى اليمن والصومال لسنوات. وهى تتفق مع النهج الذى حدّدتُ معالمه فى وقت سابق من هذا العام، وهو استخدام القوة ضد أية جهة تهدّد مصالح أمريكا الأساسية، لكن فى الوقت ذاته استنفار الشركاء لمعالجة التحديات الأعمّ للنظام الدولى. وفى إطار التجهيز للحرب على داعش استضافت مدينة جدة أول أمس الخميس اجتماعا إقليميا لوزراء خارجية دول الخليج ومصر وتركياولبنانوالأردن بمشاركة الولاياتالمتحدة، حيث بحث الاجتماع موضوع الإرهاب فى المنطقة، والتنظيمات المتطرفة التى تقف وراءه وسبل مكافحته وبحث سبل التصدى لتنظيم الدولة الاسلامية «داعش» وبناء تحالف دولى ضده، كما تلقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز اتصالا هاتفيا من الرئيس باراك أوباما رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية، قبل ساعات من خطابه حول الاستراتيجية الأمريكية لمواجهة الإرهاب، وجرى خلال الاتصال استعراض تطورات الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية.